تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«الانحياز الأمريكي» «1»

في الوقت الذي لا تكف فيه الولايات المتحدة الأمريكية، عن الإعلان مراراً وتكراراً عن تأييدها الكامل والتام لحل الدولتين، كوسيلة ناجعة وضرورية بل ولازمة لحل الصراع العربى- الإسرائيلي، ووضع نهاية عادلة للقضية الفلسطينية، تحقق السلام والاستقرار فى المنطقة العربية والشرق أوسطية.
وفى الوقت الذى تكرر فيه الولايات المتحدة الأمريكية وكل المسئولين بها، ابتداء من الرئيس «بايدن» وانتهاء بكل المسئولين فى وزارة الخارجية وكل الإدارات الأمريكية الأخرى، تأييدها للرؤية القائلة بأن السلام والاستقرار، يتحققان‭ ‬فى المنطقة العربية على أساس، قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ فى الضفة الغربية وقطاع غزة، تعيش فى أمن وسلام مع دولة إسرائيل.

فى ذات هذا الوقت وعلى الرغم مما تعلنه وتكرره دائماً الولايات المتحدة من تأييدها لحل الدولتين، إلا أنها تقوم برفض الموافقة على صدور قرار من مجلس الأمن الدولى، لإعطاء الدولة الفلسطينية صفة الدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، وذلك بقيامها دائماً باستخدام حق الرفض «الفيتو»، على الرغم من موافقة كل الدول الأعضاء بالمجلس، على إعطاء دولة فلسطين هذا الحق المشروع فى العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية.

وفى ظل ذلك يصبح مؤكداً دون أدنى شك، صعوبة الوثوق فى الولايات المتحدة كوسيط نزيه فى عملية السلام، حيث إنها لا تتمتع ولاتملك فى الواقع الصفة الأساسية اللازمة لهذه الوساطة ، وهى: الحيدة والنزاهة وعدم الانحياز فى القصد والتوجه بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى.

بل على عكس ذلك تماماً هى طرف منحاز للجانب الإسرائيلى بصورة بالغة الفجاجة والوقاحة أيضاً، حيث إنها لا تخفى هذا الانحياز، بل تعلنه على الملأ وتتفاخر به أيضاً.

وفى هذا لعلنا لم ننسِ بعد، ويجب ألا ننسى على الإطلاق، ما حدث من الولايات المتحدة الأمريكية فى أعقاب عملية السابع من أكتوبر «طوفان الأقصى»، حيث رأينا هرولة متسارعة من الرئيس الأمريكى «بايدن» وكل كبار المسئولين الأمريكيين للذهاب إلى إسرائيل، لإعلان تعاطفهم ودعمهم الكامل لها فى مواجهة هجمة المقاومة الفلسطينية، رغم أنها مجرد رد فعل ضد قوات الاحتلال وما قامت وتقوم به من اعتداءاتٍ دائمة على الشعب الفلسطينى.

وكان لافتاً ولا يزال مثيراً للانتباه ما ذكره الرئيس الأمريكى خلال تواجده بإسرائيل، «من أن إسرائيل لو لم تكن موجودة لعملنا على وجودها»،...، وأحُسب أن ذلك هو الانحياز الكامل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية