تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمد أمين > رسائل من لقاء رئيس الوزراء بالإعلام

رسائل من لقاء رئيس الوزراء بالإعلام

لم تعد العاصمة الإدارية مجرد مشروع عمراني جديد ، بل تحولت إلى رمز لفكرة أكبر: قدرة المصريين على صناعة المعجزات بالإرادة والعمل المنظم ومواجهة التحديات.

قبل ثماني سنوات فقط، كانت الأرض التي تحتضن اليوم الحي الحكومي، قوس النصر، النهر الأخضر والمدينة الطبية، الحي الدبلوماسي، الأحياء السكنية، حي المال والأعمال، مجرد صحراء ممتدة . واليوم، تقف هذه الإنجازات كبرهان على أن التخطيط الاستراتيجي والإرادة السياسية والاحترافية فى التنفيذ، يمكن أن تعيد صياغة الجغرافيا والتاريخ معًا.

بدت العاصمة الإدارية وكأنها تجسد "أحفاد الفراعنة صناع الحضارة " فهذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا إرادة صلبة، ورؤية وطنية، وثقة شعب فى قيادته.

زيارة مجلس الوزراء فى قلب العاصمة الجديدة لم تكن مجرد رحلة عابرة، بل كانت مدخلًا لفهم كيف تفكر الدولة المصرية فى حاضرها ومستقبلها.

فاللقاء الذي جمع الدكتور مصطفى مدبولي بنا رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة والمواقع الإلكترونية، وحضره المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والمهندس خالد عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام وأحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام وامتد لأكثر من 3 ساعات متواصلة (195 دقيقة)، كشف خلاله رئيس الوزراء ملامح الرؤية المصرية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وكيف ترى الحكومة دور الإعلام فى معركة الوعي.

خصص رئيس الوزراء مساحة واسعة للحديث عن الإعلام باعتباره أحد أعمدة الأمن القومي.

فى ظل سيل الشائعات والحروب النفسية التي تستهدف ضرب ثقة المواطن فى دولته، وأكد مدبولي أن الجبهة الداخلية تبدأ من وعي المواطن، وكلما كان الإعلام قادرًا على تقديم الحقائق بموضوعية، كان المجتمع أكثر قدرة على الصمود.


لم يكن هذا مجرد توصيف عام، بل رسالة مباشرة بأن المعركة لم تعد عسكرية فقط، وإنما حرب سرديات تستوجب أن يكون الإعلام شريكًا أصيلًا فى حماية الاستقرار.

على صعيد الاقتصاد، قدّم رئيس الوزراء قراءة شاملة لمجموعة من الملفات:

التضخم والأسعار، وكيف استطاعت الدولة خفض التضخم من 38% فى سبتمبر 2023 إلى 12% حاليًا، وهو ما اعتبره خطوة أولى على طريق إعادة ضبط الأسواق ، مع توقعات بمزيد من الانخفاض.

العدالة الاجتماعية: مشروع "حياة كريمة" يمثل الركيزة الأبرز فى إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل، بعد أن استفاد منه نحو 7 ملايين مواطن فى مرحلته الأولى، من تطوير للبنية التحتية للقرى والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وتوفير فرص العمل من خلال المشروعات، لتبدأ المرحلة الثانية بخطة أكثر اتساعًا.


الإسكان والعشوائيات: النجاح فى القضاء على المناطق غير الآمنة وتوفير مساكن حديثة لأكثر من 300 ألف أسرة، ليتمتع أكثر من مليون ونصف المليون مواطن بحياة تليق به بعد أن ظل لعدة عقود يعاني من العوز.

لم يكن مشروع القضاء على المناطق غير الآمنة والقضاء على العشوائيات مجرد مشروع إنشائي، بل إعادة إنتاج لفكرة العدالة المكانية.

الطاقة والبترول: حرصت الدولة على التوسع فى الطاقة الجديدة والمتجددة وخفض مديونية قطاع البترول للشركاء الأجانب، مما ساهم فى عودة الحقول للعمل بكامل طاقتها، ما يعكس قدرة الدولة على إدارة ملف معقد فى ظل أزمات عالمية متشابكة.

بل استطاعت الدولة تأمين احتياجاتها من الغاز لمدة 5 سنوات قادمة.

المديونية والنمو: حرصت الحكومة على وضع رؤية شاملة للملف الاقتصادي (مرحلة ما بعد صندوق النقد) شملت رؤية للسنوات الخمس المقبلة تستهدف خفض الدين العام والدين الخارجي ورفع معدلات النمو، وفق سيناريوهات متعددة تراعي التغيرات الإقليمية والدولية.


أما على صعيد قضية مياه نهر النيل و الأزمة فى قطاع غزة.

أكد مدبولي أن مصر لا يمكن أن تفرط فى قطرة مياه واحدة من حصتها فى نهر النيل، واصفًا الأمر بأنه "قضية حياة"، إذا كانت مصر تؤمن بأهمية التنمية لدول القارة وتدعم هذا التوجه فإنها أيضا تعتبر المساس بقطرة مياه من حصتها هي قضية وجودية.

وفى القضية الفلسطينية، أعاد التأكيد على الثوابت المصرية: لا للتصفية، لا للتهجير، ولا للمساس بالسيادة المصرية. وهي رسائل واضحة بأن القضايا المصيرية ما زالت تحكم معادلة الأمن القومي المصري.

لم يكن اللقاء الذي أجاب فيه رئيس الوزراء عن 84 سؤالا ومقترحا مجرد استعراض لإنجازات الحكومة أو شرح لبرامجها المستقبلية، بل كان بمثابة تجديد لعقد الثقة بين الدولة والإعلام. فالإصرار على الحوار المفتوح مع رؤساء التحرير يعكس إدراكًا عميقًا بأن شرعية أي مشروع وطني تعتمد بشكل أساسي على الوعي الجمعي الذي يصون هذه الإنجازات.

العاصمة الإدارية هنا لم تكن مجرد خلفية مكانية للقاء، بل رمز لرسالة أوسع:

إذا كانت مصر استطاعت أن تحوّل الصحراء إلى مدينة متكاملة خلال أقل من عقد، فهي قادرة أيضًا على تحويل الأزمات إلى فرص، والتحديات إلى حوافز للتقدم.

خرجت من اللقاء بانطباع أن الحكومة المصرية تسعى إلى الانتقال من مرحلة إدارة الأزمات إلى مرحلة صناعة المستقبل، مع إدراك أن الإعلام ليس مجرد ناقل للخبر، بل لاعب رئيسي فى معركة تشكيل الوعي.

إنها رسالة مزدوجة: للداخل بأن قوة مصر تبدأ من تماسكها الداخلي، وللخارج بأن هذا البلد، الذي يحمي ماءه وحدوده وقضيته المركزية، قادر على الاستمرار فى بناء دولة عصرية رغم كل العواصف.

عندما تحقق القوات المسلحة حلم أبنائنا

قبل ثلاث سنوات اتصل بي صديق لي عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة، يسألني إمكانية التحاق ابنته بكلية الطب بالقوات المسلحة.

فهو حلم يراودها من اليوم الأول لدراستها الثانوية بالقسم العلمي، وقد كلل جهدها بمجموع 99%؛ هنأته طبعا، وباركت لابنته على تفوقها؛ لكننى قلت له إن كلية الطب ب القوات المسلحة لا تقبل سوى البنين فقط، صمت قليلا، ثم شعرت فى صوته حينها حزنا غير نبرة صوته، خاصة وأن ابنته كانت إلى جواره وكان يفتح صوت الهاتف.


سمعتها وقتها تقول: "وادى الحلم اللي حلمت به تبخر" .. استوقفتني كلماتها، وألمني شعور الانكسار لديها، رغم أنها واثقة من التحاقها بكلية الطب جامعة القاهرة (القصر العيني) وهو حلم أي طالب فى الثانوية العامة.

حاولت أن أخرجها من الجو الذي قلب حال المكالمة من سعادة وتهنئة وتبريكات على تفوقها؛ إلى حالة لوم.

قلت لها .. ولا يهمك أنت ممكن يكون ليكي فرصة فى دفعة ضباط متخصصين بس عليك المحافظة على تفوقك الدراسي، وكمان ممكن لما تتخرجي من كلية طب القصر العيني إن شاء الله تقدمي تكليفك على إحدى المستشفيات العسكرية.

انتهت مكالمتي معهم.. لكنني شعرت بحجم الانكسار والحلم الذي تحطم لديها.

لم أكن أدرك وقتها أن حلمها وحلم فتيات كثيرات مثلها قد بلغ صوته المكان، فسمع، ولم أكن أعلم أن هناك دراسات تجرى فى ذلك الاتجاه، واستراتيجيات توضع ومسار يخطط له، بعيدا عن الضجيج غير المنتج لشيء سوى الفوضى.

ذلك المسار تم العمل عليه ولم يعلن عنه إلا عند اكتمال كافة تفاصيله، وهو حال المؤسسة العسكرية المصرية دائما.

فقد تم إعداد الأماكن الدراسية، والتجهيزات اللازمة لهؤلاء الدارسات، ورؤية للاستفادة من المخرجات، سواء كان لدعم المنظومة الطبية فى القطاعين العسكري والمدني.
مرت ثلاث سنوات، وهناك من يواصل العمل فى اتجاه تحقيق حلم بناتنا، ويسمع أصواتهن التي تطلب الالتحاق بكلية الطب بالقوات المسلحة، ويحلل أرقام المتقدمين من الشباب للكلية الذي يتزايد عاما بعد آخر، وهناك الكثيرون منهم ممن لم يحالفهم التوفيق خلال الاختبارات المحددة للالتحاق، إلا أن حلمهم بالدراسة داخل كلية الطب ب القوات المسلحة لم ينته بعد.

الأسبوع الماضي شرفت بالدعوة لحضور المؤتمر الصحفي لمدير الاكاديمية العسكرية المصرية الفريق أشرف زاهر، للإعلان عن قبول دفعة رقم (1) إناث بكلية الطب ب القوات المسلحة بالصفة العسكرية، والدفعة رقم (1) إناث وذكور بالصفة المدنية، من حملة الثانوية العامة والثانوية الأزهرية والشهادات المعادلة للالتحاق بكلية الطب ب القوات المسلحة "دفعة 2025 ".


حضر المؤتمر اللواء طبيب/ محمد سعد حجازي مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة واللواء طبيب/أيمن شوقي مدير كلية الطب بالقوات المسلحة.

وحرص الفريق أشرف زاهر على الرد على أسئلة الحضور، والتي ارتكزت على مدة الدراسة وهي 5 سنوات ميلادية و2 سنة امتياز وأن يكون الطالب حاصلا أو الطالبة حاصلة على 87% علمي علوم، ولا يزيد السن على 21 عاما، وتُمنح الطالبة بكالوريوس الطب والجراحة وشهــادة إتمام الدراسة العسكرية وشهادة إتمام مدة الامتياز وترخيص مزاولة المهنة (بعد إتمام عامي الامتياز بنجاح).

وتلتحق الطالبة بكلية الطب ب القوات المسلحة عقب اجتياز الاختبارات المحددة، والالتزام بالضوابط التي تشمل ألا تكون الطالبة المتقدمة وأبويها وجديها مكتسبين لجنسيات متعددة.

أن تكون سنة الحصول على المؤهل خلال عام 2025 و عام 2024، وأن تكون الطالبة مُقيدة بإحدى الجامعات أو المعاهد فى حالة الحصول على مؤهل الثانوية العامة أو ما يعادلها عام 2024، وألا يكون قد سبق الحُكم عليها بعقوبة جنائية أو جناية مخلة، وأن تكون الطالبة تتمتع بالسمعة الجيدة والسلوك المستقيم، وأن تكون غير متزوجة ولم يسبق لها الزواج وتتعهد بعدم الزواج طوال مدة تواجدها بالكلية، وألا تكون الطالبة قد استقالت أو فُصلت تأديبياً من أي (كلية - معهد) ، وألا يقل الطول عن ( 155 سم) كحد أدنـى، وأن تجتاز امتحان السمات الشخصية بنجاح وتكون لائقة طبياً طبقاً لضوابط اللياقة الطبية المحددة، وأن تجتاز التقييمات البدنية والنفسية المختلفة، وأن تجتاز التقييم فى ( اللغة الإنجليزية - الحاسب الآلي - الكيمياء - الأحياء) ، وأن تجتاز الطالبة الفحوصات الطبية المتقدمة والتي تشمل (التحاليل التخصصية المتقدمة)، وأن تجتاز الطالبة الامتحان الشخصي ( كشف الهيئة ) وفقاً لتقييم اللجنة، ويُحسـب المجموع للثانوية الأزهرية والشهادات الأجنبية بعد معادلة المجموع، وأن تتقدم بتعهدات كتابية تتضمن الالتزام الكامل بضوابط التقديم مع التأكيد على أن تكون المستندات والبيانات المسجلة فى وثائق القَبول والتي تم على أساسها قبول الطالبة صحيحة.

ابتداء من اليوم السبت الموافق 20 سبتمبر الجاري يتم تسجيل البيانات على موقع مكتب تنسيـق القبول بالأكاديمية والكليات العسكرية على (الإنترنت) tansiq.mod.gov.eg، وينتهي يوم الإثنين الموافق 29-09-2025.

وسيتم فتح باب سحب الملفات من الأكاديمية العسكرية المصرية بالكيان العسكري اعتبارا من يوم الإثنين الموافق 22 سبتمبر الجاري وحتى يوم الأربعاء الموافق ا أكتوبر المقبل.

أما الدفعة (1) الدفعة ذكور/ إناث بالصفة المدنية للالتحاق بكلية الطب ب القوات المسلحة فيجب اجتياز اختبارات اللياقة الطبية المحددة والقياسات البدنية، والتقييم فى (اللغة الإنجليزية -الحاسب الآلي -الكيمياء -الأحياء)، والامتحان الشخصي (كشف الهيئة) وفقاً لتقييم اللجنة، وأن يتقدم بتعهدات كتابية تتضمن الالتزام الكامل بضوابط التقدم، وأن يتحمل جميع نفقات الدراسة والإقامة حال رغبته أو رغبتها فى عدم استكمال الدراسة فى أي مرحلة من مراحل الدراسة وحتى التخرج.

خرجت من المؤتمر الصحفي لأبلغ صديقي أن ابنته الصغرى التى التحقت هي الأخرى هذا العام بكلية الطب جامعة عين شمس يمكنها التقدم لكلية الطب بالقوات المسلحة؛ لا أستطيع أن أصف حجم ساعدته باتصالي هذه المرة، فإذا كان حلم ابنته الكبرى لم يتحقق، فقد تحققه شقيقتها الصغرى.

التحاق الفتيات بكلية الطب العسكري ليس مجرد قرار تعليمي أو تنظيمي، بل هو انعكاس لرؤية استراتيجية أشمل، تسعى إلى دمج المرأة فى كل مجالات الدفاع عن الوطن، وإبراز دورها كشريك أساسي فى صناعة الحاضر والمستقبل. إنها خطوة تفتح الباب أمام أجيال جديدة من الفتيات اللواتي يحملن الحلم والشجاعة معًا، ليكتبن فصلًا جديدًا فى تاريخ الدولة المصرية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية