تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

نيتانياهو رجل سلام!

في مشهد سياسي نادر، عاد ترامب إلى الشرق الأوسط من بوابة «الكنيست الإسرائيلى» ثم قمة شرم الشيخ، ليقدم نفسه كـ «منقذ» يحمل مفتاح الحرب والسلام.

وكشف  خطابه الذي  تماهى مع الخطاب الإسرائيلي حتى الذوبان، أن ما يسميه «اتفاق وقف الحرب» ليس إلا «هدنة مؤقتة»  تسهم في تجميد  الصراع  مؤقتا ولا تنهيه كما يرغب أهل الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل.

 

تخلى ترامب عن خطابه القديم «صفقة القرن» التي ولدت ميتة، واستبدله بـ«صفقة الهدنة» التي منحت  إسرائيل موقع المنتصر ووضعت الفلسطينيين في خانة «الباقين أحياء»، وأن نيتانياهو رجل سلام وأفضل من حكم الدولة العبرية!.

خطاب ترامب  في الكنيست كان ولاء مطلقا لإسرائيل، وتمجيد انتصاراتها العسكرية، وأنه الضامن الشخصي لأمنها.. أما في شرم الشيخ، لبس ترامب ثوب الدبلوماسية أمام قادة العالم، وبقيت السيادة الفلسطينية غائبة خلف العبارات المنمقة، كما بقيت وعود إعادة الإعمار رهينة التفويض الأمريكي.

ترامب نجح في وقف الحرب مؤقتا،  لكنه حول السلام إلى مشروع شخصي، يقوم على صورته لا على مؤسسات دولية، فالسلام هنا مبني على  شخصية ترامب لا على اتفاق دولي، مهدد بالانهيار مع أول عاصفة انتخابية في أمريكا  أو إسرائيل.

في المقابل، أعرب «خطاب نيتانياهو» أمام الكنيست عن ولاء قوي لترامب، شكر متواصل على «مجلد إنجازاته»، من القدس إلى الجولان إلى دعم الحرب في غزة.

ووجد نيتانياهو في ترامب الملاذ الآمن للهروب من تساؤل الجمهور الإسرائيلي له :«هل حققت أهدافك من الحرب؟».. ومن هنا كان الامتنان المفرط الذي أولاه لترامب، تعبيرا عن قلق من الإجابة على التساؤل الداخلي الإسرائيلي.

ولهذا وجد نيتانياهو في صديقه الأمريكي درعا نفسيا وسياسيا، يجنبه الغضب الشعبي وصعود خصومه قبل الانتخابات المقبلة.

عودة إلى اتفاق وقف الحرب،  فقد شبهه البعض «ببيت زجاجى  في عاصفة»، إذ يعتمد على شخصية ترامب، كذلك غموض مستقبل غزة، وعدم الحديث عن حل الدولتين.

حتى موقف ترامب من «حماس» جاء متناقضا فقد قرر «نزع سلاحها سريعا وربما بعنف» حسب تصريحه، ثم تفويضها مؤقتا  لحفظ الأمن!

المنطقة تمر بمرحلة  «إستراحة محارب» وليس سلاما، فترامب هو مهندس الاتفاق، ورأينا نيتانياهو «المنتشي المتعب» الذي وجد ضالته في مديح ترامب له، فيما وقف الفلسطينيون متفرجين على مستقبلهم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية