تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ما بعد الهدنة؟
بغض النظر عن تأخر تنفيذ اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح بعض الرهائن والأسري، فالمهم هو توصل الجانبين إلى مشروع اتفاق أيا كانت بنوده غير مكتملة الأركان، فالمعروف أن إسرائيل وكعادتها دائما تجيد فن التفاوض والتلاعب بالكلمات والجمل، وهى بارعة فى هذا. هذا ما فعلته مع الفلسطينيين منذ اتفاق «غزة ــ أريحا أولا» والمسمى أيضا اتفاق أوسلو، فالاتفاقية الرئيسية تفرعت إلى مجموعة اتفاقات، وكل اتفاق يتحول بدوره إلى بنود، لتستغل إسرائيل الوقت وتضييعه فى شرح ما «تحته خط» وتفسير الجمل المطاطة بتفسيرات أكثر مطاطية.
كان يفترض أن يبدأ اتفاق الهدنة أمس الأول الخميس ولكن إسرائيل أرجأت تنفيذه بحجة عدم وضوح بعض البنود، رغم أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، أفيد بارنياع ومسئول ملف المختطفين الإسرائيليين، نيتسان ألون، هما اللذان قادا المفاوضات وكتبا شروط وبنود الاتفاق. ولكن الإسرائيليين وكعادتهم أيضا ألصقوا بحماس تهمة تأخير تنفيذ الاتفاق إلى صباح الجمعة (أمس) وليس الخميس كما أُعلن من قبل. ولكن حماس من جانبها أعلنت تفاؤلها بتنفيذ الاتفاق.
وبعيدا عن مداولات المفاوضات وتعقيداتها، بدا الوضع فى غزة وكأنه ليس هناك أى أمل للهدنة، واستمر الوضع العسكرى على الأرض دون تغيير، وواصل الجيش الإسرائيلي قصفه فى إطار خطته البرية، وكأنه لا توجد هدنة إنسانية، مستغلا الوقت كله ليضرب كل الأهداف المقررة سلفا فى مدن القطاع.
المهم الآن ليس الهدنة التى يفترض أنها بدأت صباح أمس الجمعة، ولكن التساؤل الأهم: ماذا بعد الهدنة؟..هل ستعقبها اتفاقات هدنة مقبلة تمنح سكان القطاع فرصة لالتقاط الأنفاس، فسكان القطاع غير متفائلين بأى هدنة، لأن تجاربهم السابقة تؤكد أن الحرب لن تتوقف ولن تعيدهم إلى منازلهم التى نزحوا منها، ولا قراهم التى دمرت تماما وتحتاج إلى سنوات وأموال طائلة لإعادة تعميرها.
وفى إسرائيل يتحدثون عما بعد الهدنة الأولي، خاصة أن الهدف المعلن من الحرب هو القضاء على قادة حماس وكل عناصرها، وإطلاق سراح كل الرهائن، وتغيير الواقع السياسى فى قطاع غزة، ولكن بعد هذه الحرب باهظة التكاليف وخسائرها الاقتصادية لإسرائيل، فالدولة العبرية لم تحقق أى هدف منشود حتى الآن.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية