يتذكر كثيرون شرائط "يوم القيامة وأهوالها" التى انتشرت أوائل الثمانينيات، وكان شيوخ عذاب القيامة يتمادون فى ترهيب المستمعين، وامتدت الظاهرة إلى الميكروباص التى تخلت عن تشغيل أغانى أحمد عدوية ومنافسيه. لم تقتصر الظاهرة على شيوخ الكاسيت، لأن بعض الأئمة المتشددين ركبوا الموجة وفضلوا ترهيب المصلين بعذابات يوم القيامة، حتى كان المصلى يقسم بألا يذهب مرة أخرى، طالما اقتصرت الخطبة على النار فقط دون ذكر الجنة ونعيمها.

مناسبة الحديث عن يوم القيامة هو كلمة قصيرة للدكتور مصطفى محمود عن يوم القيامة أرسلها لى صديق دائما ما يسمعنى أقول له "نحن فى الفردوس الأعلى بإذن الله ورحمته التى وسعت كل شىء".. يقول مصطفى محمود إن يوم القيامة ليس مرعبا كما يتخيل البعض ولكنه سيكون يوما رائعا وجميلا لمن سار على العهد وعمل لذلك اليوم لا يحزنهم الفزع الأكبر..سيكون يوما رائعا عندما تُبعث وترى الملائكة فى انتظارك تتلقاك «وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ».

وعندما تطلقها صرخة فى العالمين من الفرح هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ.. سيكون يوما سعيدا عندما ترى ذريتك تتبعك لمشاركتك فرحتك أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ..سيكون يوما جميلا وأنت تمشى ولأول مرة فى زمرة المرضى عنهم ويتقدمك النبى محمد صلى الله عليه وسلم يَوْمَ لَا يُخْزِى الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ. سيكون يوما جميلا جدا عندما تكون ضيفا مرغوبا أنت وأهلك وتسمع نداء خاصا لك ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ.

لن تكون قادرا على إخفاء نضارة وجهك السعيد عندما يكون رفيقك النبى محمد صلى الله عليه وسلم وموسى وعيسى ونوح وإبراهيم - عليهم السلام فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا.. هناك ستتذكر قوله تعالى: أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ.

ويختتم بدعاء: رزقنا الله وإياكم ووالدينا جميعا وكل من له حق علينا وأزواجنا وذرياتنا وأحبابنا والمسلمين الفردوس الأعلى برفقة حبيبنا محمد صل الله عaليه وسلم.

اللهم تقبل وعيدكم سعيد.