تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شعوب الإنسانية وقادة متخاذلون
أرادت إسرائيل عبر متحدثيها العسكريين والسياسيين وإعلامها تصوير عناصر حماس فى بداية الحرب على أنهم «دواعش» ولكى تمهد للعالم أنها تحارب حركة إرهابية وليست منظمة مقاومة تحارب الاحتلال. ربما نجحت إسرائيل فى تحقيق مآربها الخبيثة فى البداية، وتعاطف معها قادة أوروبا وأمريكا الذين يميلون إلى تصديق ما يصدر عن تل أبيب من روايات وأكاذيب. ورأينا هؤلاء القادة يتبارون فى تحريض إسرائيل على شن حرب قاصمة لحماس لتصفيتها نهائيا واعتبروا كل مواطن فلسطينى فى قطاع غزة هو عنصرا بحماس، متناسين أن حماس (قادة وعناصر) تبلغ نحو ٢٥ ألف فرد فقط من ٢٫٧ مليون فلسطينى يعيشون بالقطاع.
بدأت الحرب جوية وصاروخية وازداد قادة الغرب كفرا بالإنسانية، فى حين حدث أمر غير محبب لهم وإسرائيل معا، فقد تعاطفت الشعوب مع الفلسطينيين وكم روعتهم مشاهد القتل والدمار والتخريب والوحشية المفرطة للجيش الإسرائيلى الذى لم يتورع عن احتلال المستشفيات وقصف الكنائس ثم يلصق التهمة بحماس والجهاد. حتى رأينا الرئيس الأمريكى بايدن يردد الرواية الإسرائيلية ثم يعود البيت الأبيض ليُكذب رئيسه فى فضيحة دولية.
أى مهزلة هذه؟..ولكن شعوب العالم انتصرت للإنسانية، فتعاطفت مع الشعب الفلسطينى وطالبت حكوماتها بردع إسرائيل ووقف الحرب الغاشمة، ورفضت إسرائيل بما إنها تعيش فوق القانون الدولى وتطبق قانون الغاب، فاستمرت فى الحرب مستخدمة الأسلحة كافة للانتقام من شعب أعزل، ولكنها اضطرت فى النهاية للقبول بهدنة مؤقتة، بعد أن رضخ نيتانياهو لمطالبات عائلات الرهائن. فى الغرب وإسرائيل يزعمون أنهم متحضرون وديمقراطيون، ونسوا أن واقع الحال أظهر كم هم متخلفون عن المدنية سنوات ضوئية، فهذه الصفات لا تليق بهم. وإسرائيل مثلا فرضت على مواطنيها عدم مشاهدة قنوات سوى قنواتها الرسمية لعدم مشاهدة سوى مقاطع يبثها الجيش الإسرائيلى عن جسارة مقاتليه وهم يقتحمون القطاع وينكلون بأبنائه ويحتلون مستشفياته. من حظ الفلسطينيين أن السوشيال ميديا انتصرت لهم ونقلت مشاهد حية للخراب والدمار ووحشية الجيش الإسرائيلي، فتعاطفت مع الفلسطينيين، فى حين اعتقلت إسرائيل أى مواطن فيها تجرأ وندد بوحشية الرد الإسرائيلى على أحداث السابع من أكتوبر.
عاشت الشعوب الحرة ولتسقط الحكومات المتخاذلة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية