تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حلم إسرائيل الضائع
لم تعرف إسرائيل مأساة وأياما سوداء سوى يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، فقد عاشت منذ نشأتها على أنقاض الأراضى الفلسطينية تنتصر فى كل حرب خاضتها، حتى جاءتها فجيعة يوم الغفران، ومهما قيل عن ملائكتها أو جواسيسها الذين بلغوها بموعد الحرب، فهى فى النهاية ذاقت مرارة الهزيمة ولم يندمل جرحها حتى يومنا هذا، ولم لا؟.. فالمفاجأة كانت أقوى من أن يحتملها قادة إسرائيل المغرورون بسلاحهم والدعم الأمريكى لهم، وهو ما تحدث عنه قبل أيام هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى ومستشار الأمن القومى الذى اعترف أنه لولا دعم واشنطن العسكرى لإسرائيل بعد نشوب الحرب لكانت انتهت تماما وأصبحت كوم رماد.
الهزيمة ليست عسكرية فقط، وإنما ما تبعها من معاناة نفسية للقادة السياسيين والعسكريين، ونخص جولدا مائير رئيسة الوزراء وموشيه ديان وزير الدفاع وقت الحرب، فبعد أن صدقا أن حدود ما بعد حرب ١٩٦٧ لا رجعة فيها، بددت حرب ٦ أكتوبر هذا الوهم، ناهيك عن الصلف والغرور الذى تبدد أيضا نتيجة تلقيهم صدمة عمرهما وكانا يعتقدان أنهما سيظلان فى الحكم مدى الحياة ولكن الحرب قصفت حياتهما السياسية.
لم يطل الحلم الإسرائيلى طويلا، وسرعان ما استيقظ الإسرائيليون على واقع جديد، واقع نفسى وعصبى ومعيشى لم يعتادوه من قبل، فالحرب كانت علامة فارقة فى التاريخ، حلم بالعيش فى حالة من الأمان المطلق وفجأة يتغير هذا الواقع إلى ضغط عصبى دائم وصراع يمتد، وبدأوا يدركون أن لكل مرحلة نهاية، وأنهم أمام طريق مسدود لا محالة، فكانت حرب أكتوبر خيبة أمل لدى الإسرائيليين.
حرب 1967 غيرت وجه الشرق الأوسط من وجهة نظر الإسرائيليين، وهى محدودة مهما بالغوا فيها، بيد أن حرب أكتوبر 1973 غيرت التاريخ اليهودي، فمن اعتزاز بصهيونيتهم إلى مهانة وعدم يقين فى الغد الذى أصبح صعبا مثل اليوم. ويكفى لتصوير تلك المهانة أن القادة الإسرائيليين نقلوا للمواطنين أن إسرائيل ستحتفظ بالأراضى التى احتلتها عام ١٩٦٧ لمدة تزيد على ١٥ عاما، فحرب الأيام الستة منحتهم أراضى تفوق خيالهم ليعيشوا غرور الانتصار ناهيك عن شعور باستقلال وأمن لأول مرة منذ عام ١٩٤٨، حتى جاءت اللحظة الفارقة، وجاء النصر لمصر، والفرحة تكمل باسم الله.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية