تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمد أمين المصري > «نوبل».. سلام أم صفقة سياسية ؟

«نوبل».. سلام أم صفقة سياسية ؟

فى مشهد يختلط فيه الدبلوماسى بالسياسى، سلم رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، رسالة ترشيح رسمية إلى الرئيس الأمريكى ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام.. ما أعاد الجائزة العريقة إلى دائرة الجدل.

نيتانياهو لم يتردد فى الإشادة بترامب: «يصنع السلام فى منطقة تلو الأخرى». فترشيح ترامب لا يبدو حدثا منعزلا عن سياق سياسى أكبر، بل هو محاولة لإضفاء شرعية «دولية» على قرارات مثيرة للجدل، عبر بوابة السلام. لكن سلاما خاليا كهذا من العدالة والمساواة، يعيد طرح التساؤل الأهم: «هل باتت نوبل للسلام ورقة سياسية فى يد الأقوياء؟».

 

نيتانياهو يبرر ترشيحه ترامب لدوره فى «الاتفاقيات الإبراهيمية» والتدخل الأمريكى فى حرب إيران. والتساؤل الآخر، ماذا فعل ترامب للقضية الفلسطينية؟..

فالصراع لم ينته، ولم تعلن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، فى حين ركز ترامب على المصالح الاقتصادية والأمنية على حساب العدالة. وبالتالى.. هل السلام يكون بحل النزاعات.. أم مجرد إعادة ترتيب للتحالفات؟.

نيتانياهو يحاول الحفاظ على التحالف الإسرائيلى الأمريكى، باستمالة قلب ترامب ويرضى شعوره بالعظمة، ويريد منه مزيدا من الدعم وسط أزماته السياسية والقضائية، كما أنه يشرعن التطبيع كبديل للسلام مع تجاهل حل القضية الفلسطينية.

ولا ننسى العامل الشخصى، فهو يرد جميل ترامب بعد قرارات (نقل السفارة الأمريكية للقدس، نقل السيادة الإسرائيلية للضفة والاعتراف بالجولان).

ثم، هل تمنح نوبل جائزتها للسلام لمن قرر انسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى ليشعل التوتر فى الشرق الأوسط؟، ومن ألغى حل الدولتين، ناهيك عن خطاباته الاستفزازية التى عمقت الانقسام فى أمريكا والعالم، وفشل فى وقف الحرب الروسية الأوكرانية. ثم المفارقة أن يتم ترشيحه للسلام من نيتانياهو، الذى حول السياسة إلى صراع وشن حربا وحشية وإبادة قذرة ضد الشعب الفلسطينى. يبدو السلام فى نظر البعض مجرد سلعة سياسية، لتتحول الجائزة إلى وسيلة لـ «غسل» السياسات المثيرة للجدل بطلاء «دولى» براق.

الأدهى، أن مفهوم السلام يختزل فى صفقات بين النخب فى عالم يزداد استقطابا، وسط تهميش الشعوب التى تدفع ثمن الصراعات. ويبدو أيضا أن نوبل للسلام فقدت قدسيتها، فى زمن أصبح فيه «السلام» مجرد صفقة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية