تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

يأتينا رمضان كل عام بكرمه، فهو الشهر الكريم، المعظم عند المولى عز وجل، ونتذكر أيام زمان، لنستعيد ذكريات عشناها صغارا، بداية من ليلة الرؤية وحتى رؤية هلال شوال، فما بين الهلالين كان المصريون يعيشون أياما سعيدة، يستعدون قبلها لاستقبال الشهر الجميل المبارك.

 

ربما نقول إن المأكولات كانت من أهم استعدادات رمضان، رغم أن هذا يخالف فكرة الصيام، فالصائم يتوجه بعبادته للخالق، وعليه أن يشعر بالجوع والعطش ومشقة الصبر على الأكل والشرب، وترويض النفس على كبت مآثمها وشرورها.

لم تتغير عادة المصريين لاستقبال رمضان بتجهيز أكبر قدر ممكن من الأطعمة، فى حين أن الصائم فى واقع الحال لا يحتاج سوى مقدار معدته من الأكل والشرب، وأى كمية زائدة ستصيبه بالضرر، لأن المعدة أصل الداء، ولكننا نبالغ فى ملئها ما بين مدفعى الإفطار والإمساك، وثمة من يخرجون من رمضان وهم مصابون بداء زيادة الوزن بصورة مخيفة، فى حين أن الأصل أن يعود المرء إلى رشاقته بقدر الإمكان.

الدراما عالجت هذه النقطة بأغنية صباح وفؤاد المهندس الشهيرة «والله أنا صايم»، فالهدف منها إبلاغ المقصد من رمضان، وأن الشعور بالعطش والجوع لفترة ما بين الفجر والمغرب ليس معناه أن أعوض المعدة واتخمها، لأن رمضان هنا يفقد مضمونه الدعوى والإنساني.

وبعيدا عن الأكل، لم يكن رمضان زمان شهر السهر حتى الفجر، فهو أيام عبادة وتفان فى التقرب من الله عز وجل، حتى إن الدراما كانت تقتصر على مسلسل درامى وآخر إسلامى وفوازير ثلاثى أضواء المسرح لتحتل نيللى بعدها مشهد الفوازير ثم تلتقطها منها شريهان، وكلتاهما تميزتا بالرشاقة وخفة الدم، حتى استحقا لقب ملكات الفوازير، لتفشل كل التجارب التى جاءت بعدهما.

الجيل الحالى لا يتذكر الراديو إطلاقا، وهو أهم وسيلة فى حياة المصريين زمان، لأن التليفزيون لم يكن موجودا فى كل منزل، واشتهر الراديو بمسلسل يومى بعد الإفطار وحلقات ألف ليلة وليلة وفوازير رمضان بصوت الإذاعية الراحلة آمال فهمي. وكان الراديو وسيلة مشتركة لمن يمتلك تليفزيونا، لأنه من الصعب التخلى عن برامج وحواديت البرنامج العام والشرق الأوسط وصوت العرب.

ورمضان كريم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية