تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
زمن الغضب
يحار المرء كثيرا فى وصف تلك الأيام التى نعيشها. يبحث عن أوصاف ودلالات تكون معبرة عن هذا الزمن، يتعب من كثرة ما تمتلئ به الذاكرة. أهو زمن الغضب والانتقام؟ أم زمن الإبادة الوحشية وزمن الظلم والإحباط واليأس؟
تتداعى كل تلك الأوصاف وأنت تشاهد ترجمة حيّة لها عند ذلك الجار العزيز والقريب، وقد سُلبت أرضه واغتصبت حقوقه ودُمرت مبانيه وقُتل نساؤه وأطفاله حتى لا يكون هناك مستقبل لهؤلاء الأطفال ليدافعوا عن وطنهم، وحتى لا تلد النساء من ينغص عليهم حياتهم.
تكوين هذا الغضب والنفخ فيه هو بسوء أعمال هذا الكيان، لكن غرور القوة أعماهم عن أنه سيكون هناك رد فعل حتى لو كان هذا الرد هو «طوفان الأقصى» الذى لن يلغى من ذاكرة الإسرائيليين والعالم، تماما كما لن يلغى من ذاكرة الشعوب، ذاك ما تفعله إسرائيل ويمدها العالم الغربى بكل أنواع الأسلحة الفتاكة كى تقضى على من فكر فى الرد على الظلم والقتل،
كان معلوما بيقين أن ما تفعله سيُعَجِّل بدفع الناس إلى الانفجار وإلى الغضب وإلى الانتقام،
فلم يعد أمامهم إلا الدفاع عن وجودهم وأرضهم، كان ما تفعله إسرائيل أشبه بالقدر التى تغلى، وقد وصف ذلك قديما اللورد كرومر- فقال مقولته الشهيرة: إن تركت الغطاء على المرجل (القدر) انفجر، أما إن تركت البخار يخرج فإن سلامة المرجل مضمونة.
لم تترك إسرائيل فرصة للقدر أن يخرج بخاره كانت تضع غطاءه بإحكام، وهى تتفاخر يوما بعد يوم بأن اتفاقات التطبيع السابقة والقادمة قضت على حلم الأرض وحلم المقاومة، لكن الرد وإن تأخر يكون مزلزلا كما رأينا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية