تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

رهان الأصوات العاقلة

تؤمن إسرائيل منذ ما قبل احتلال فلسطين وتهجير أهلها بأن تصنيع الواقع يمر عبر تصنيع الخطاب، فخاضت حرب مصطلحات جنبا إلى جنب حربها ضد الفلسطينيين!

فدائما تصور وتروج أن أشكال المقاومة الفلسطينية أنشطة إرهابية، فتسمى الدفاع عن الحق إرهابا، وتسمى مقاومة الذى يغتصب الأرض ويزهق الأرواح إرهابا. حتى كلمة انتفاضة ـ التى استخدمت أول مرة بين الفلسطينيين عام 1987 ـ تُترجم الآن بأنها إبادة جماعية لليهود.

رأينا ذلك فى بعض الجامعات الأمريكية واستدعاء رؤسائهم ومساءلتهم فى الكونجرس الأمريكي، وكأن عملية طوفان الأقصى جاءت لتكون حبل النجاة الذى يخرجهم من مأزق الحرج. استطاعت إسرائيل أن تستغل تلك العملية خطابيا، وأن تستدر عطف العالم، خاصة المنتقدين لسياساتها، سواء فى الداخل الإسرائيلى أو فى الدول الغربية،

وبرغم سيطرة مشاعر الحزن والصدمة والخوف والقلق على الجميع فور سماع الأنباء، لكن الأصوات العاقلة ظلت متمسكة بأن الحل ليس فى الحرب، ولكن فى حل الدولتين،

فها هو ليئور عميحاي، رئيس منظمة السلام الآن، يقول إنه متفائل: بأن الكارثة الحالية التى أثارتها أحداث 7 أكتوبر الماضى والحرب التى تلت ذلك بين إسرائيل وحماس قد تغير الأمور فى الخطاب العام وحتى تستأنف التقدم نحو حل الدولتين.

أما أرييل برنستين، الذى خدم فى الجيش الإسرائيلى وقت اجتياح غزة 2014 فكتب مقالا فى الجارديان البريطانية يقول فيه: أريد أن أكون صوت العقل للجنود الذين يرسلون الآن إلى حرب أخرى: القوة العسكرية لن تحل المشكلة إذا لم يكن هناك حل سياسى يقدم الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين، الرهان على الأصوات العاقلة، وإن كان ضعيفا، لكنه رهان يُعوّل عليه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية