تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المتوالية الحزينة
منذ انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية فى أوائل التسعينيات، وهناك حرب باردة أخرى بدأت منذ نشوء هذا التاريخ، كان مسرحها إفريقيا كانت أطراف تلك الحرب قوى عديدة إقليمية وعالمية.
ونظرة على عناوين القمم التى جمعت بين هذه الدول والقارة مثل "قمة اليابان وإفريقيا" و"قمة الصين إفريقيا" و"القمة الروسية الإفريقية" و"القمة الأمريكية-الأفريقية" و"القمة الأوروبية الإفريقية" تنبئك كلها بما حدث ويحدث فى إفريقيا،
الهدف المعلن تعزيز الشراكة والاستثمار، وغير المعلن بات معروفا ومفهوما، هى المسرح المُجّهز بممثلين يؤدون الأدوار المرسومة ببراعة.
وهو ما كشفه الكاتب البريطانى بول د. وليامز فى كتابه "الحرب والصراع فى إفريقيا" الصادر فى عام 2012 فيقول: "إنها نسيج متشابك يختلط فيه التاريخ مع الأساطير، ويمتزج فيه التنافس مع التحالف، والطموح مع الاحتجاج، وفى هذا الإطار يلعب كل طرف دورا متميزا على مسرح القارة السمراء" وما يدلل على انها حرب باردة بين أنظمة متعددة ما قدمه الكاتب من إحصائيات صادمة أنه فى الفترة بين عامى 1990 و2009، شهدت إفريقيا اندلاع أكثر من 200 صراع مسلح، أسفرت فى معظمها عن مذابح راح ضحيتها آلاف من الأفارقة.
وأن القارة السمراء، بين سنوات العقد الأخير من القرن الماضى والعقد الأول من القرن الحادى والعشرين، أصبحت ساحة للصراع، وكان صراعا دمويا.
انهيارات الأنظمة المتوالية فى غرب إفريقيا تشبه أحجار الدومينو كما لو كانت متوالية هندسيّة تتم بشكل محدد ومتسلسل، وأنها منظمة وليست عشوائية، يصنعها بإتقان مبهر قادة يعلمون ما يفعلون. إنها متوالية حزينة تثير القلق والخوف معا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية