فى مئويّة الأستاذ محمد حسنين هيكل، عُرض فيلم وثائقى شديد التميز يتناول مسيرة حياته، وأبرز محطاته المهنية، بدءا من عام 1942 وحتى وفاته، لكننى توقفت كثيرا عند المراحل الأولى من حياة الأستاذ،

وتحديدا فى الفترة من 1942 وحتى 1952، وهى إن شئت أن نطلق عليها فهى مراحل التكوين، التى بدأت وسنه 19عاماً فقط، التحق فيها بالإجيبشيان جازيت ثم مجلة آخر ساعة وقام بتغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية، كما غطى أحداثاً دولية بارزة بينها حرب فلسطين، وانقلابات سوريا وإيران، وكذلك رياض الصلح فى عمان، وحرب كوريا وحرب الهند الصينية الأولى والحرب الأهلية فى اليونان، فضلاً عن تحقيقات داخل مصر أهلته ليكون رئيس تحرير وهو فى سن الـ 29.

لكن الفيلم، وما قرأناه للأستاذ سواء ما كتبه أو نُقل عنه من حوارات، لم يذكر كيف كانت سنوات التكوين تلك، كيف سافر؟ وكيف قام بالتغطية؟ ما الصعوبات التى واجهته وقام بالتغلب عليها، من رفض أو اعترض على سفره داخل الجريدة أو من المسئولين فى الدولة آنئذ.

نعم كان للأستاذ قدرات خارقة فى التعلم، فقد ذكر لى الأستاذ صلاح منتصر أنه مع بدء الحرب العالمية الثانية تعلم هيكل الألمانية من أجل أن يلتقى هتلر، وذكر الأستاذ فاروق جويدة أن ثقافة هيكل أهم عناصر تكوينه الإنسانى والفكرى والمهني. لكننا نريد أن نعرف على وجه الدقة مكابدة الأستاذ فى رحلاته بدءاً من قرار السفر وحتى النشر، الرحلات فى تلك السن الصغيرة لم تكن نزهة أبدا، كانت عناء كبيرا هنا وهناك. فهل ننتظر عملا قريبا من ذلك؟.