تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هذه ليست أخلاق المصريين
المجتمع المصرى على مر العصور، كان ومازال يتميز بأخلاقه النبيلة وقيمه الراسخة.. واشتهر المصريون منذ القدم بالطيبة والشهامة والكرم والتسامح.. وعُرف المصريون بمساعدتهم لبعضهم البعض وبقلبهم الكبير الذى يتسع للجميع.. والإسلام والمسيحية هما الديانتان الرئيسيتان فى مصر، عززتا هذه القيم الأخلاقية لأن الأديان السماوية تدعو إلى الخير والتسامح والعدل.. لكن ما نراه الآن على أرض الواقع، لا يعكس طبيعة المصريين وقيمهم ومبادئهم.. والذى يطالع العديد من المواقع الإخبارية وصفحات التواصل والفيس بوك ويدقق فيما ينشر ومن المساحات المخصصة لأخبار الحوادث والجريمة، يسترعى انتباهه عدة أمور منها:
الأمر الأول، مدى ضخامة الاهتمام والتوسع فى نشر هذا اللون من الأخبار التى تعج بها صفحات التواصل، باعتبارها وسيلة من وسائل «التريند» والمشاهدات العالية، ووسائل الرواج والتوزيع.. وإذا كانت الصحف والمجلات القومية والمواقع الرسمية تتحرز وتدقق فى النشر، فإن كثيراً من المواقع وصفحات التواصل تبالغ فى النشر بصورة تكاد تحولها لصحافة صفراء لتركيزها على قصص الجنس والخيانة والقتل وخلافه.
الأمر الثاني، أن تواتر وكثافة النشر بهذا الشكل، يوحى بأن المجتمع قد تحول أفراده إلى الانشغال بالجريمة والمخدرات بكل أنواعها لأتفه الأسباب.. وهذا مخالف لحقيقة المجتمع المصري، فهو مجتمع متدين يبنى نفسه ويجاهد من أجل توفير حياة كريمة لكل أفراده، وليس كما تصوره بعض الوسائل الإعلامية من أنه مجتمع منحل أخلاقياً ودينياً لمجرد بعض الحوادث والحالات التى لا تذكر بجانب عدد السكان الذى يزيد على 120 مليون نسمة.
الأمر الثالث، أن هذه الجرائم كانت موجودة دائماً، ولكن تضاعف أعدادها بتضاعف أعداد السكان والحياة أصبحت أكثر تعقيداً والإغراءات أكثر حدة وتنوعاً ومحاصرة للإنسان فى كل مكان، كما أن هناك جهات بعينها لا تريد مصر قوية ناهضة، ولا تجد سبيلاً لإضعاف مصر سوى بإضعاف شعبها وشبابها الذى يمثل نسبة كبيرة من تعداد سكانها.. لذلك تطارده بالإغراءات والفيديوهات المستفزة، مروراً بالمخدرات والجنس، وصولاً إلى التحلل من الدين بالإلحاد أو الارتماء فى أحضان التطرف.
الأمر الرابع، إن ما ذكرته لا ينفى أن ثمة أسباباً اجتماعية واقتصادية وتربوية وثقافية تقف وراء ازدياد الجريمة.. ومن ثم فإن أى علاج أو محاولة للحد منها لا يكفى لمجرد تشديد العقوبات وسرعة إصدار الأحكام رغم الضرورة لذلك.. لكن لابد من دراسة تحليلية مستفيضة تقوم بها الأجهزة المعنية مثل القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ومراكز بحوث الشرطة وأقسام الاجتماع والتربية وعلم النفس فى الجامعات، لتحليل هذه الجرائم فى المجتمع المصري.
ورغم كل ما نراه من مظاهر سلبية، لا يمكننا أن ننكر أبداً أن مصر ستبقى عظيمة بأبنائها وقيمها، والتاريخ يشهد أننا شعب يتغلب على التحديات ويعود أقوى مما كان.. فالأخلاق عنده ليست مجرد سلوكيات فحسب، بل هى انعكاس لهويتنا وشخصيتنا.. فالمصرى الأصيل هو الذى يقف بجانب أخيه وقت الشدة، وهو الذى يحترم الكبير ويعطف على الصغير، وهو الذى يعمل بصدق وأمانة دون أن ينتظر الثناء.. وهذه الأخلاق مازالت تعيش فينا حتى وإن شابها بعض الغيوم، وعلينا أن نتذكر دائماً أن هذه ليست أخلاق المصريين التى نعرفها، ويجب أن نعيد بناء أنفسنا لنكون كما كنا، بل وأفضل مما كنا.. حفظ الله مصرنا وشعبها وأعاد إلينا أخلاقها الأصيلة التى لطالما كانت منارة للإنسانية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية