تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قرار عودة الكتاتيب.. وتحية للدكتور أسامة الأزهرى
تعتبر الكتاتيب واحدة من أقدم المؤسسات التعليمية فى تاريخ العالم الاسلامى وتخرج فيها المئات من العلماء حفظة القرآن الكريم وهى نظام تعليمى ارتبط تاريخيا بتعليم الاطفال القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وكانت لوقت قريب ضرورة دينية لتعليم الاجيال الصاعدة فى المجتمعات الاسلامية متجاوزة كونها وسيلة لنقل المعرفة الاساسية إلى كونها مركزاً لغرس القيم الاخلاقية والدينية فى نفوس الاطفال مما يجعلها ركيزة أساسية فى بناء الشخصية السوية.
وكانت الكتاتيب تسهم إسهاماً كبيراً فى توحيد المجتمع من خلال تعليم أفراده اللغة العربية لغة القرآن وجعلها لغة مشتركة بين جميع أطياف المجتمع ومع مرور الوقت تطورت الكتاتيب لتشمل مواد تعليمية أوسع حيث أضيفت مواد الفقه والنحو والتوحيد والتجويد والخط العربى بجانب حفظ القرآن الكريم
وانتقلت من كونها وسيلة تعليمية بدائية إلى مؤسسة تعليمية موجهة لها نظمها وأهدافها مما ساعد فى انتاج جيل من العلماء والمفكرين الذين ساهموا فى ازدهار الحضارة الاسلامية.
وفى العصر الحديث ورغم التوسع فى إنشاء المدارس النظامية واعتماد نظم تعليمية حديثة إلا أن الكتاتيب احتفظت بمكانتها فى مصر لما لها من دور هام فى تنمية الجانب الدينى لدى الاطفال وخاصة فى القرى والنجوع التى تفتقد إلى المؤسسات التعليمية.
وفى خطوة غير مسبوقة تعكس اهتمام الدولة المصرية بنشر التعليم الدينى الصحيح تأتى مبادرة الدكتور أسامة الازهرى وزير الاوقاف بإعلانه قرار تعميم الكتاتيب على مستوى الجمهورية وذلك فى إطار خطة وزارة الاوقاف لتجديد الخطاب الدينى ومحاربة التطرف من خلال توفير تعليم دينى وسطى للأطفال يعتمد على منهجية الازهر الشريف المعتدلة..
وليس من قبيل الصدفة ان يأتى هذا القرار الذى أصدره الازهرى متزامناً مع اليوم العالمى للغة العربية لكنه جاء ليؤكد من جديد ان اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم وهى التى شرفها الله تعالى بأن جعلها لغة الكتاب السماوى الخالد وتأتى هذه المناسبة يوم 18 ديسمبر من كل عام لتعزيز الوعى بأهمية اللغة العربية ودورها فى الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية..
وقرار الوزير يتضمن انشاء كتاتيب نموذجية فى جميع المحافظات بالتعاون مع الازهر الشريف لتحقيق عدة أهداف
أهمها غرس حب القرآن القرآن فى قلوب الاطفال منذ الصغر
وترسيخ القيم الاخلاقية من خلال تعليم الاطفال الاخلاق السمحة
وهذا القرار ليس مجرد خطوة تعليمية فحسب بل هو جزء من رؤية أوسع تسعى لتعزيز الهوية الدينية وتنمية روح الانتماء الدينى والوطنى.
ورغم الفوائد المتعددة التى ننتظرها من هذا القرار الجريء إلا أن هناك بعض التحديات التى قد تواجهه إلا أن تعميم الكتاتيب على مستوى الجمهورية يمثل خطوة هامة نحو بناء جيل يتمتع بفهم صحيح ومتزن للدين وهو استثمار طويل الامد فى بناء الانسان المصرى الذى يمثل ركيزة أساسية لتحقيق النهضة والتنمية فى المجتمع.
>>>>>>>
وختاماً:
قال تعالي: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم
«الحجر٩»
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية