تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

30 يونيو.. مسيرة وطن

بحثت عن كلمة أو اثنتين تعبران عن ثورة 30 يونيو وتلخصان معناها، فلم أجد خيرًا ولا أكثر دلالة من "مسيرة وطن"، لأنها كانت نقطة انطلاق على طريق الإصلاح وعلاج المشكلات والأزمات المتراكمة والمتوارثة من جذورها وليس بواسطة المسكنات المؤقتة التي كانت سابقا سببًا في تفاقمها، والأهم توسيع دائرة أحلامنا وتطلعاتنا على الصعيدين الوطني والشخصي.

ثورة فجرت من خلفها ثورات من العمل والجد والاجتهاد من أجل مواجهة كم رهيب من التحديات الصعبة والمتشابكة، التي واجهناها مسلحين بإرادة النجاح الحاضرة وبقوة، إذ شكلت تلك التحديات المتكاثرة اختبارًا لصلابة المصريين وجلدهم الذين كانوا على وعى تام بأنه لا بديل ولا مفر من العمل الجاد- مثلما يؤكد الرئيس السيسي في كل المناسبات- الذي سيكون طوق النجاة لهم ومن قبلهم للوطن من سلسلة متتالية من العراقيل والأزمات التي أثرت على اقتصادنا الوطني، وعلى أمننا القومي في ظل ما تعرض له الإقليم من كوارث آخرها كانت الحرب الإسرائيلية الجائرة على قطاع غزة وبقية المناطق الفلسطينية، وأحدثت تأثيرات واهتزازات عنيفة إقليميًا ودوليًا.

وقبل غزة تردت الأوضاع الأمنية في السودان وليبيا، فضلا عما تعرضت له الملاحة الدولية من مصاعب جمة، جراء هجمات الحوثيين على السفن العابرة بالبحر الأحمر، وكانت دافعًا لزيادة تكاليف الشحن والتأمين، ومن ثم أسعار السلع والمنتجات المستوردة من الخارج، ناهيك عن ارتداداتها على سوق الطاقة، وتأجج الصراعات والمنافسات بين القوى الكبرى على الرقعة العالمية التي يدفع فواتيرها الباهظة ويتحمل عواقبها الكارثية الاقتصاد العالمي ومعه الأمن والسلم الدوليان.

لقد استوعب المصريون ما يدور من حولهم وقرروا أن يحصنوا بلادهم - من شرور الجماعة الإرهابية التي مثل اعتلاؤها السلطة بقعة سوداء في رداء الوطن الناصع البياض- ويسعون لتحقيق ذلك من خلال الإصرار على تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز، والصبر على ما يواجههم من مشاق وعثرات يدركون أنها خارجة عن إرادتهم ومحكومة بظروف وتقلبات إقليمية ودولية نتأثر بها قسرًا، ولم يلقوا بالا لكل ما يصدر عن آلات الدعاية الإخوانية على "السوشيال ميديا" والفضائيات لتحريضهم على إشاعة الفوضى والتشكيك في كل ما تفعله الدولة المصرية بغية التخفيف عن كاهل المواطنين، وتحسين أحوالهم المعيشية وتوفير الحد الأقصى والأفضل من الخدمات المقدمة إليهم، كما أنهم يستهدفون الرموز الوطنية المدافعة عن الوطن ويكشفون ما يدبر بليل له من قوى وخفافيش الظلام وجهات هنا وهناك لا تبغى الخير لمصر وشعبها.

إن ثورة الثلاثين من يونيو، في التقدير والتقويم النهائي كانت ولا تزال علامة مضيئة في تاريخ بلدنا الحديث، وكشفت عن الوجه القبيح للجماعة الإرهابية وما تضمره من شرور لوطننا، التي لقنها المصريون درسًا لن تنساه أبدا ولن تخدعهم ثانية، مهما تحاول  وتتلون، وجسدت هذه الثورة حقا مسيرة وطن يسابق الزمن، لكي ينقل مصر إلى مكانة أسمى وأقوى بفضل وحدة أبنائها وتماسكهم دفاعا عنها وعن مصالحها العليا، والتفافهم حول قيادتها السياسية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية