تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التماسك والتحديات
قبل الحديث عن التماسك بحثتُ عن الكلمة فى قواميس اللغة فوجدت أنها ما نحتاج اليه فى مواجهة التحديات التى يمر بها الوطن ، فوجدت معنى كلمة تماسك { تماسكتِ الأشياءُ ترابطت أجزاؤها بعضها ببعض، قويت واشتدّت ومسك بعضُها بعضًا } فبمجرد أن نسمع كلمة تماسك يجول بخاطرنا وأذهاننا صورة لمواد صلبة متماسكة، أو بناء صلب لا يتأثر بأى سبب مهما كان ، وكلنا نُثمن هذه الكلمة بمعناها ونحاول أن تعيش داخلنا بكل معانيها ، وتُترجم فى الأفعال والأقوال بل فى كيان شخصياتنا .
وجميعنا يسعى لكى يكون متماسكاً أو يبدو متماسكاً على الأقل ، وعلى ذلك فالكل يطمح أن يكون كالبنيان الشامخ الصلب أمام تحديات الحياة ومنعطفاتها ، هذا على مستوى ما يواجهه الأفراد من تحديات وصعوبات ، ولكن عندما يتعلق هذا بالتحديات التى يتعرض لها الوطن والملاذ فهنا تتسارع نبضات القلوب و تفيض مشاعر النفوس لأنه ليس هناك أغلى من الوطن وقيمته وهذه عقيدة من عقائد الشعب المصرى الذى يُدرك قيمة الدولة،مهما كانت الظروف أثناء المحنة فهم يتوحدون خلف الوطن و لا يسمحون لأى من الاسباب التى من شأنها أن تؤدى الى انفراط العِقد المتماسك عبر القرون .
فعندما يتعلق الأمر بما يواجه الوطن من تحديات فإن التماسك والتلاحم الشعبى ضرورة حتمية خاصة ونحن نرى الصراعات الطائفية فى العديد من دول الجوار مما أدى الى تفتيت بعض الكيانات ، ولأننا وبفضل من الله وعلى مر العصور دولة وطنية جيشها جيش الشعب وشعبها شعب الجيش ، فتعميق حب الوطن وتعزيز قيم التلاحم وغرس الإنتماء من الأهمية بمكان لوحدة الصف و التماسك الشعبى ، فمن أوجب الواجبات خلال فترات التقلبات السياسية والتحديات الإقليمية هو إظهار الانتماء الحقيقى للوطن والدفاع والزود عنه والحفاظ على هويته ومقدراته فكم من دول حولنا ضاعت هويتها وتمزقت وتفككت واصبحت بل أمن ولا أمان.
إن غرس قيم الانتماء في النفوس من أهم المقومات التى تؤدى الى الحفاظ على الوطن، بوحدة الصف والتماسك الوطنى والشعبى .
إن من أهم عوامل التماسك الشعبى فى المرحلة الراهنة هو ذلك الموقف الثابت الواضح للقيادة السياسية تجاه الحفاظ على حدودنا وعدم السماح بتهجير الشعب الفلسطينى حفاظاً على عدم تصفية القضية الفلسطينية وحفاظاً على الأمن القومى المصرى الذى اعتبرته القيادة والشعب خطاً أحمر واجب الحفاظ عليه مهما كلفنا ذلك .
إن ثبات الموقف الرسمى للدولة المصرية أدى الى تعميق الشعور لدى الجميع بوحدة الهدف وهو الحفاظ على الوطن وقيمته ومكانته وهذا ما يسكن فى وجدان الشعب دون إدعاء بل ويستقر فى العقل الجمعى ،وهذه عقيدة راسخة فى الشعب المصرى مهما كانت الصعوبات الداخلية أو الازمات الإقتصادية ويتأكد ذلك دوماً بأننا شعب توحده الازمات .
إننا بفضل من الله كمصريون وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوطن فإننا نكره العنف وننبذ الفوضى ، نحن نعشق البناء والتعمير ونكره وننبذ الهدم والتدمير ، نحن فى الأزمات تتشابك أيادينا ونصطف خلف قياداتنا ونلتف حول الوطن ، إننا وبمجرد إستشعار اية مخاطر أو تحديات فإن كل فرد منا يقف عند مسئولياته تجاه مصرنا الغالية ،واضعين أمامنا أمراً واحداً هو مصر أولاً دائماً أبداً وقبل كل شيئ.
لا شك ان الاحداث الجارية تستوجب الُلحمة الوطنية و التماسك الشعبى فى أبهى صوره فالوطن يحتاج يقظة أبنائه ، وعلى الجانب الأخر لابد من التفاعل والتناغم بين أجهزة الدولة المختلفة لخروج خطاب إعلامى متوازن يُحقق الهدف ويُعمق الترابط بين أفراد المجتمع ، و هناك ثلاثة محاور لبناء التماسك الاجتماعى الشعبى بصورة تلائم خطورة التحديات يتمثل فى دور المؤسسات الدينية ودور المؤسسات التعليمية ودور المؤسسة الإعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية .
إن التماسك الشعبى و الاجتماعى أصبح ضرورة حتمية لتحقيق الغاية العُظمى وهى حماية دولتنا العظيمة وحفظها وسلامتها .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية