تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محسن عليوة > الإنتماء وحماية الجبهة الداخلية

الإنتماء وحماية الجبهة الداخلية

يمر بالعالم ومصرنا الحبيبة مرحلة من أخطر مراحل التاريخ المعاصر مرحلة من عدم الإستقرار الإقليمى و تحديات جسام تتطلب تعميق الإنتماء للوطن وتنمية شعور الولاء الوطنى، والإصطفاف الشعبى والتماسك المجتمعى والتمسك بالقيم الأخلاقية التى تدعوا للإنتماء وعدم التأثر بالقيم والأفكار الخاطئة والدعوات الهدامة ونبذ الثقافات التى تدعوا الى الفرقة ، و تبنى الثقافات الداعية للبناء والتعمير وتعميق الإنتماء ،

فى هذه المرحلة نحتاج الى زيادة نشر الوعى بخطورة التحديات وتنمية العلاقات الاجتماعية الرامية للتماسك بين أفراد المجتمع لحماية الوطن ومقدراته و حماية الجبهة الداخلية بمزيد من الشفافية حول ما يُتاح نشره عن مواقفنا مما يجرى من أحداث ، وتوضيح حقيقة من هو العدو الحقيقى لمصرنا الحبيبة ؟ والإصطفاف ودعم قرارات القيادة .

إن حماية جبهتنا الداخلية وتماسكها من الأهمية بمكان لمواجهة المخاطر والتحديات الخارجية، والداخلية والتى تُعتبر حجر الأساس فى حماية الوطن من أية إنعكاسات لما يدور من صراعات سياسية شرسة، فى المحيط الإقليمى والدولى الذى يشهد حالة غير مسبوقة من التوتر والتعنت من قوى دولية وتخاذل العديد من القوى الإقليمية ومحاولة إدخال المنطقة فى سلسلة من الحروب التى لا يُقدرون عواقبها .

ول حماية الجبهة الداخلية لابد من تحقيق العوامل التى تُعمق الإنتماء لدى أفراد المجتمع فلابد من تعريف الإنتماء لُغة وإصطلاحاً ، ف الإنتماء لغة هو الانتساب، يقال: انتمى فلان إلى فلان أى ارتقى إليه في النسب.

والانتماء اصطلاحًا هو الانتساب الحقيقى من الشخص لوطنه فكراً وحباً وارتباطاً وجدانياً من خلال القول والفعل .

وهناك عوامل لابد من توافها لتعزيز الانتماء الوطنى لحفظ وتماسك الجبهة الداخلية منها :-

تعميق مفهوم ومعنى حب الوطن فى الأبناء من الصغر .

قيام المسجد والمدرسة وأماكن العبادة فى زرع مبادئ الإنتماء وحب الوطن .


قيام وسائل الإعلام مرئياً كان أو مسموعاً أو مقروءاً فى تثبيت وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء للوطن لما للإعلام من تأثير مباشر فى تشكيل وجدان المجتمعات .

إلتزام جميع الأفراد بالقوانين واللوائح والنُظم وتطبيقها بكل حزم على المخالفين مهما كانت مكانتهم ، تحقيقاً للعدالة التى تُنمى الشعور بالمساواة فى كافة الأمور لأفراد الوطن، وهذا ما سيؤدى حتماً لترسيخ محبة الوطن و تعميق الانتماء له و السعى الجاد فى الحفاظ عليه ، بل وتقديم الغالى والنفيس من أجله .

ومن عوامل ترسيخ الإنتماء الإهتمام بالتعليم والصحة والحفاظ على اللغة والثقافة الوطنية حيث أن ذلك من أهم أسس الهُوية ، ومن المؤكد أن ذلك سينعكس إيجابياً على الأمن المجتمعى .

ومن عوامل زرع الإنتماء ذكر مآثر قيادات مصر وقاماتها التى ضحت من أجل الوطن وضرب الأمثلة بهم لتدريب الأبناء والشباب على التضحية وإنكار الذات فى مصلحة الوطن وسلامته، وشحذ همم الشباب على التعاون والتطوع ، والمشاركة فى المناسبات الوطنية المختلفة.

ولحفظ امننا المجتمعى لابد من إبراز وتمكين النماذج الوطنية الناجحة فى كافة المجالات والعمل على تقديمهم كنماذج ملهمة والبعد كل البعد عن كل ما ينافى مقوماتنا وقيمنا وموروثاتنا الثقافية .

ومن العوامل الهامة فى هذه المرحلة حاجتنا أن نسير جميعنا فى اتجاه واحد بالشفافية والبُعد عن إثارة وتأجيج المشاعر حفاظاً على وحدة الجبهة الداخلية التى يجب أن نبتعد بها عن أى خلافات فى هذه المرحلة الحرجة التى يحياها العالم وتديرها القيادات فى مصر بحكمة وحنكة بما يتلائم مع الوضع الإقليمى والدولى .

لابد من حفاظنا وفخرنا بجنسيتنا حيث تلعب الجنسية دوراً هاماً و محورياً فى بناء الهوية الشخصية التى تُوفر للأفراد الأطر التى يتم التواصل من خلالها مع الآخرين لتحقيق الوحدة والتضامن بين المواطنين، وهذا مما لا شك فيه يعمل على تعزيز التماسك المجتمعى وحفظ تراثنا الثقافى جيلاً بعد جيل .

وعلينا جميعاً أن ندعوا فى مجتمعاتنا بعدم التأثر بأى أفكار فاسدة مُحبطة وعدم الاستجابة للدعوات الهدامة، والعمل على إعلاء قيمة القدوة من علمائنا وقادتنا وعدم إظهار نماذج تُسيئ لقيمنا والفخر بإنجازاتنا وتعظيم دور الفرد وعدم التقليل من قيمة اى فرد من أفراد المجتمع، والعمل على زيادة الوعى المجتمعى .

إن مصر فى أمان الله بفضله وحفظه وجهود ابنائه المخلصين .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية