تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محبات أبو عميرة > معيار واحد لا يكفى للقبول فى الجامعات

معيار واحد لا يكفى للقبول فى الجامعات

مشاهد تتكرر كل عام مع موسم امتحانات الثانوية العامة من الدموع والهلع والتجمهر حول أسوار اللجان والمدارس الثانوية، عقب الانتهاء من كل مادة، وفيديوهات ولقاءات تليفزيونية عن صعوبة الامتحانات، ناهيك عن الغش بالسماعات الإلكترونية فى بعض اللجان والشعور بالإحباط وبالظلم من قبل الطلاب المتفوقين.

والسؤال الذى يطرح نفسه، لماذا هذا الضغط النفسى والتوتر كل عام؟

نعم نهاية المرحلة الثانوية تحدد مستقبل الطالب الأكاديمى، وتحدد نوع الكلية التى يلتحق بها، الحاصل أن معيار قبول الطلاب فى الجامعات يتمثل فى الدرجة النهائية لامتحان الثانوية العامة وتحظى بنسبة 100% فى كل مادة دراسية.. لماذا لا نستفيد من تجارب الدول الأولى فى جودة التعليم ويكون الامتحان النهائى يمثل 60 فى المائة فقط من إجمالى المجموع الكلى لمواد الثانوية العامة.

فى تصورى أن هذا المقترح يتطلب الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة فيما يتعلق باختبارات القدرات كمعيار إضافى للقبول بالجامعات، وفى هذا السياق لابد من الإشارة إلى التجربة المصرية فى تطبيق اختبارات القدرات عند التحاق الطلاب بالكليات العسكرية والنوعية مثل التربية الرياضية والموسيقية، والتربية الفنية والفنون التطبيقية فى بعض الجامعات، إضافة إلى تطبيق بعض الجامعات الأجنبية اختبارات القدرات للقبول بها مثل جامعة زويل التى تختبر قدرات الطلاب فى مناهج الثانوى العام بمراحلها الثلاث، ومناهج الـ IGCSE ومناهج الدبلومة الأمريكية، ومناهج الشهادة البريطانية، من خلال أسئلة الاختيار من متعدد الإلكترونية.

ويوجد فى سنغافورة مركز وطنى للقياس والتقويم يهدف إلى تنفيذ اختبارات قدرات عامة لخريجى المرحلة الثانوية الراغبين فى دراسة التعليم العالى، وكذلك اختبارات SAT التى تركز على المفاهيم الأساسية للمقررات التى درسها الطالب فى المرحلة الثانوية، إضافة إلى اختبارات للجامعيين المتخرجين الراغبين فى الدراسات العليا وبرامج الماجستير والدكتوراة، واختبارات كفاءات اللغة العربية لغير الناطقين بها وفى الصين اختبار وطنى شامل واختبار الكفاءة الأكاديمية لتقييم طلاب المرحلة الثانوية.

وتطبق كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات اختبارات قدرات SAT1 وSAT 2 تتم داخل الجامعات، بحيث يقدم الطالب الأمريكى مثلا إلى الجامعة درجته فى الثانوية العامة مع درجته فى امتحان الـ SAT الذى يقيس المعرفة فى تخصص معين SUBJECT TEST.

وفى فنلندا يقرر الطالب نوعية الدراسة الجامعية فى ضوء نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة والدرجات التى حصل عليها فى المدرسة الثانوية العليا، ويمتحن الطالب فى اختبارات قدرات فى نفس يوم امتحانات المرحلة الثانوية فى العلوم الطبيعية أو الرياضيات أو العلوم الطبية أو الهندسية وبعدها يمنح الطالب شهادة تضم الدرجتين ليقدمها للجامعة، ناهيك عن فتح المجال لطلاب التعليم الفنى والمهنى للالتحاق بالكليات والمعاهد العليا التى تعتمد على التدريب المهنى من خلال اختبار الكفاءة المهنية.

وفى كندا وبريطانيا وفرنسا يوجد مركز وطنى مستقل للتقويم، يعقد اختبارات قدرات دولية وتقدم عن طريق الحاسب الآلى بالتعاون مع بعض الشركات العالمية، ويتم التسجيل الكترونيا عن طريق موقع المركز، والاختبارات مجانية لجميع الطلاب، ويمكن للطلاب تأجيل الامتحانات وفقا للوقت الذى يناسبهم، ولا يوجد نجاح ورسوب فى الاختبارات بل ترصد درجة الطالب التى حصل عليها بناء على الإجابات الصحيحة لقياس مستوى قدرته بين أقرانه.

وفى اليابان خطة استراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى تعتمد على تطبيق اختبار قومى لقياس التحصيل الأكاديمى لطلاب المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى أن الحكومة اليابانية توفر دليلا للطالب فى اختبارات القدرات، ويحق التسجيل للطالب فى المقاطعة التى يسكن فيها، وإذا كان الطالب غير راضٍ عن أدائه فى الامتحان يدخل أكثر من مرة فى فترات مختلفة.

والملاحظ على خبرات وتجارب الدول فى اختبارات القدرات أنها تعتمد على الإنصاف، والعدالة والشفافية والمصداقية والامانة وتحمل المسئولية،

وفى كل دول العالم المتقدم (لمن يتحدثون عن إلغاء الثانوية العامة) يلتحق الطلاب بالجامعات وفق معيارين: نتائج الثانوية العامة ونتائج اختبارات القدرات فى المجالات العامة والنوعية.

 

ما يبقى اقتراحان:

- أن تعقد اختبارات القدرات فى المدارس مع امتحانات نهاية المرحلة الثانوية (مثل المستوى الرفيع)، ويتولى مكتب التنسيق توزيع الطلاب على الكليات الجامعية كآلية فى تصورى تمثل جواز المرور الموضوعى الذى يحقق العدالة بين الطلاب، وينقل الطلاب من مرحلة التعليم الثانوى إلى مرحلة التعليم الجامعى.

-أن تعقد اختبارات القدرات فى الجامعات شريطة أن تكون الكترونية لا يتدخل فى تصحيحها العامل البشرى، مما يتطلب توفير كمبيوترات لجميع الطلاب، وفى هذه الحالة يمكن التعاقد مع شركات الحواسب الكبيرة، وتعقد على فترات حسب شرائح المجاميع فى نتائج امتحان الثانوية، وختاما، دعونا نفكر فى الاستفادة من الدول الأولى فى جودة التعليم ونطبق اختبارات قدرات بجانب امتحان آخر العام ونخصص لاختبارات القدرات التى اقترح أن تعقد داخل المدرسة 20 فى المائة وعشر درجات للحضور والانتظام فى المدارس وعشر درجات لمشروع بحثى، وبذلك تصبح الثانوية العامة سنة عادية ونقول بعدها وداعا الزفة الموسمية ووداعا للدروس الخصوصية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية