تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

علَّمَنا رسول الله ﷺ

علَّمَنا النَّبيُّ ﷺ كيفيَّة الصَّلاة وهيئَتَها، وأمَرَنا بإتمامِ رُكوعِها وسُجودِها، وبيَّن لنا الأجرَ العظيمَ على إتمامِها بشُروطِها وآدابِها.

رأى عبداللَّهِ بن عمرَ فتًى وَهوَ يصلِّى وقد أطالَ صلاتَهُ. فلمَّا انصرفَ منها قالَ: مَن يعرفُ هذا؟ قالَ رجلٌ: أَنا، فقالَ عبدُ اللَّهِ: لو كُنتُ أعرفُهُ لأمرتُهُ أن يُطيلَ الرُّكوعَ والسُّجودَ، فإنِّى سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: «إذا قامَ العبدُ يصلِّى أُتِيَ بذُنوبِهِ كُلِّها، فوُضِعَتْ على رأسِه وعاتِقَيْهِ، فَكُلَّما رَكَعَ أو سَجدَ، تساقَطَت عنهُ»، «أخرجه ابن حبان، والطبرانى، والبيهقى، باختلاف يسير».

وفى هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ ﷺ: «إنَّ العبدَ»، والمرادُ به المسلمُ على وجهِ العُمومِ «إذا قام يُصَلّى» فرْضًا أو نفْلًا «أُتِىَ بذُنوبِه كُلِّها» وهذا عامٌّ للكبائِرِ والصَّغائِرِ، وزاد ذلك تأكيدًا بلفظِ الكُلِّ، «فوُضِعَتْ على رأسِه وعاتِقَيْهِ» والعاتِقُ هو ما بين المَنكِبِ والعُنُقِ، والمُرادُ بوضْعِها: وَضعُ الصُّحُفِ التى هى فيها تلك الذُّنوبُ، ويُحتمَلُ: أنْ تُجسَّدَ، «فكُلَّما رَكَعَ أو سَجَدَ تساقطتْ عنه» حتى لا يبقى عليه ذَنْبٌ، وذِكرُ الرُّكوعِ والسُّجودِ ليس للاختِصاصِ، بل هو تحقيقٌ لوجهِ التَّشبيهِ، لأنَّ مَن وُضِعَ شَيءٌ على رأسِه لا يَستقِرُّ ذلك الشَّيءُ إلَّا ما دام المرءُ مُنتصِبًا، فإذا انحنى تساقَطَ ما فوقَ رأسِه، فالمُرادُ أنَّه كُلَّما أتَمَّ رُكنًا من الصَّلاةِ، سَقَطَ عنه رُكنٌ من الذُّنوبِ حتى إذا أتَمَّها تكامَلَ السُّقوطُ، وَهَذَا فِى صَلَاةٍ مُتوفِّرةِ الشُّرُوطِ والأركانِ والخُشوعِ وجَميعِ الآدابِ كَمَا يُؤذِنُ به لفظُ العَبدِ والقيامِ.

وثبت عن رسول الله ﷺ أنه أمر بإجابة المؤذن، «فى الصحيحين»، عن أبى سعيد عن النبى ﷺ أنه قال: «إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول»..

وفى «صحيح مسلم»، عن عبدالله بن عمرو بن العاص -- أن النبى ﷺ قال: «إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإنه من صلى على صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، ومن سأل الله لى الوسيلة، حلت له الشفاعة»..

فالسنة أن يقول هكذا، ويقول عند الشهادتين عندما يقول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، يقول المجيب مثله: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ويقول عند هذا: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا..

هكذا جاء عنه -ﷺ- عند الشهادة، رواه مسلم فى الصحيح عن سعد بن أبى وقاص -- أن النبى ﷺ قال: «من قال حين يقول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، وأنا أشهد، رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، غفر له ذنبه»..

وعند الحيعلتين يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لكل واحدة هذا هو المشروع، وفى حديث عمر عند مسلم من قالها من قلبه، دخل الجنة، من قال هذا الذكر من قلبه، دخل الجنة، فهذا فضل عظيم، فينبغى العناية بسماع الأذان.

لنتدبر، ولنعتبر.. ولندعُ الله ألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد ﷺ حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. وأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. وأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية