تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«ﺍﻟﺠﻮﺍﻫر»؟!

استوقفنى «بوست» نشره الصديق مهندس نبيل حجاج، على صفحته بالـ«فيس بوك»، مشيرًا إلى أنه «منقول»، جاء فيه:

(يحكى أن جلس رجل «صياد» ﻋﻠﻰ شاطئ ﺍﻟﺒﺤﺮ ليلًا - قبل ﺍﻟﻔﺠﺮ - ﻓﻮﺟﺪ كيسًا قد ﻣُﻠِﺊَ بشيء ملمسه كالحجارة.. ﻓﻤَﺪَّ ﻳده ﻭأﺧﺬ واحدة ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭأﻟﻘﺎها ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ، ﻓـأعجبه ﺻﻮﺕ ما ألقاه ﻭهو يقذﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ، فأعاد ﺍﻟﻜﺮة ﻣﺮةً أخرى، وظل يقذف واحدة تلو الأخرى فى ﺍﻟﺒﺤﺮ؛ ﻷنَّ ﺻﻮﺕ مقذوفاته كان ﻳُﺴﻌِﺪه عندما ترتطم بالماء.. ﻭإذ ﻛﺎد ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ اﻗﺘﺮﺏ من البزوغ، ﻭﺑﺪأ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺠﻮﺍﺭه ﺣﺘﻰ ﻣﺎ بقى فيه إلّا ﻭﺍﺣﺪة.. وعندما أﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ، نظر الصياد إﻟﻰ ﻫﺬا ما تبقى، فإذا بها «ﺟﻮﻫﺮة» ﻭاﻛﺘﺸﻒ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ألقاه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎن «ﺟﻮﺍﻫﺮ» وليست حجارة؛ كما ظَنَّ!..
 

فإذا به يصرخ؛ ويردد ﺑﻨﺒﺮة ﻧﺪﻡ: يا لغبائى؟!؛

ﻛﻨﺖ أقذف «ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ» ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ حجارة ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ فقط؟!؛ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻴﻬﺎ هكذا؟!..

ويستكمل الصديق الـ«بوست»: كلنا ذلك الرجل..

«كيس ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ» ﻫﻮ العمر الذى نلقى به ساعة وراء ساعة دون فائدة؟!، و«ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ» هو متاع الدنيا الزائل وشهواتها؟!، أما «ظلام الليل» فهو الغفلة؟!، و«ظهور الفجر» هو انكشاف الحقيقة؛

وذلك عند الموت حيث لا رجعة.. ويضيف قائلًا: «أوصيكم وأوصى نفسى: من الآﻥ فصاعدًا ﻛﻦ يقظاً، ولا تضيّع أوقاتك وجواهرك بلا فائدة، فتندم حيث لا ينفع الندم.. اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا»).. «انتهى البوست».

 

واتساقًا مع ما تقدم.. فإن نبينا ، لم يضن علينا بفضل نصائحه، فقد روى عبد الله بن عباس، عن النبيّ ، أنّه قال: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ) «رواه الألبانى».. كما نَبَّه النبيّ ؛ أنّ الإنسان سوف يُسأل ويُحاسب يوم القيامة عن وقته وعمره؛ كيف قضاه؟ وفيما أمضاه؟ فعن أبو برزة الأسلمى، عن النبيّ ، أنّه قال: (لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ)، «رواه الترمذى، حديث حسن صحيح».. وكذلك أكّد النبيّ ،

أنّ امتلاك الإنسان للوقت والفراغ الذى يُمَكِّنه من العمل والسعى والتقرّب إلى الله بالطاعات والقُربات؛ نعمةٌ من أعظم النِّعم التى يمتلكها، فعن عبد الله بن عباس، عن النبيّ ، أنّه قال: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ) «رواه البخارى»؛ ومغبونٌ أى خسران.. كما حَثَّ النبيّ ، فى مواطن كثيرةٍ على اغتنام الفرص، والقيام بالخيرات متى أمكنه ذلك وقدر؛ لأنّ الأحوال تتبدّل، كما روى عنه جرير بن عبدالله، أنّ النبيّ  قال: (تصدَّقوا قبل أن لا تَصَدَّقوا، تصدَّق رجلٌ من دِيناره، تصدَّق رجلٌ من درهمِه، تصدَّق رجلٌ من بُرِّه، تصدَّق رجلٌ من تمرِه، من شعيرِه، لا تحقِرنَّ شيئًا من الصدقةِ، ولو بشِقِّ تمرةٍ)، «رواه الألبانى، حديث صحيح».

لنتدبر، ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد ، حتى يُيسر الله لنا سُبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالبٌ على أمره.. وتحيا مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية