تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«العشر الأواخر»

خص الله تعالى العشر الأواخر من رمضان بمزايا لا توجد فى غيرها، وخصها النبى  بأعمالٍ لم يكن يفعلها فى غيرها، فكان  يجتهد بالعمل فيها أكثر، تقول عائشة : (كان رسول الله  يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره) «رواه مسلم»، وتقول عائشة : (كان رسول الله  إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجَدَّ وشدَّ المئزر) «رواه مسلم».

وفى «الصحيحين» عن عائشة : (أن النبى  كان يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده). وكان النبى  يداوم على الاعتكاف فيها حتى قُبض.. وعن أبى هريرة  قال: (نهى النبى  عن الوصال فى الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: وأيكم مثلى؟ إنى أبيت عند ربى يطعمنى ويسقينى) «متفق عليه».. وما كان اجتهاده واعتكافه  إلا تفرغاً للعبادة، وقطعاً للشواغل، وتحرياً لليلة القدر، هذه الليلة التى جعل الله العمل فيها خيراً من العمل فى ألف شهر، قال الله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ «القدر: 3»، وفيها تُقدر مقادير الخلائق على مدار العام، قال الله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ «الدخان: 4».. وفيها انطلاق الإسلام ونزول القران، ليلة سلام، قال الله تعالى: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ «القدر: 5»، وهى فى الأوتار، فقد ثبت فى «الصحيحين» أن النبى  قال: (التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر فى تاسعة تبقى، فى سابعة تبقى، فى خامسة تبقى)، وهى فى السبع الأواخر أرجى من غيرها، ففى حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبى  أُروا ليلة القدر فى المنام فى السبع الأواخر، فقال رسول الله : (أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها فى السبع الأواخر) «رواه البخارى».. وإذا كان دعاء ليلة القدر مقبولًا مسموعًا مستجابًا فعلى العبد أن يُكثر من الدعاء والتضرع وسؤال خير الدنيا والآخرة، وقد سألت عائشة  رسول الله  فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولى: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى) « رواه أحمد وغيره».
 

اللهم بلغنا برحمتك ورضاك ليلة القدر، واجعلنا فيها من عتقائك من النار.. ولنتدبر، ولندعُ الله أن يهدى أبناءنا ويحفظهم بحفظه الذى يحفظ به عباده الصالحين ولا يصيبنا فيهم بمكروه، وأن يعينهم على المعروف وينهاهم عن المنكر.. ولنثق بالله ونُكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية