تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > مجاهد خلف > شجرة أزهرية في الفلبين !

شجرة أزهرية في الفلبين !


لم تكن الشجرة التى غرسها فضيلة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في العاصمة الفلبينية مانيلا كغيرها من أشجار اعتاد أن يزرعها في عواصم الدول التي يزورها رمزا للمحبة والسلام.. إنها شجرة مصرية ازهرية.. شجرة من نور تستمد نورها من كوكب دري توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية.. لتعانق أنوار الأزهر جذوة نور سرمدي أطل على شرق الأرض الأسيوي على أجنحة قلوب عامرة بالايمان والاخلاص لله ورسوله لتقود مواكب الهداية للعالمين..
زيارة المسئول الديني الرفيع للفلبين والحفاوة البالغة لها وهي الأولى منذ زمن بعيد تعيد للأذهان حكاية الاسلام في الفلبين وشرق اسيا وهي قصة جميلة يجب ان تروى ويسمعها العالم الآن وبعد الآن.. لأنها كاشفة بكل صدق ويقين عن طبيعة الاسلام والنور الذي جاء به للعالمين وأن انتشاره بين الناس لم يكن الا بسبب نوره وصدق رجاله الذين يحملون هذا النور ويتمسكون به حتى ادهشوا البشر فدخلوا في دين الله افواجا وتمكن الاسلام من قلوب الجميع فتربعوا على عرش البلاد.. الكل يذكر المقولة الخالدة أن الاسلام انتشر في كل دول اسيا وشرقها تحديدا بالاخلاق عن طريق أخلاق التجار المسلمين عربا من جزيرة العرب أو غيرهم..
لماذا الحديث عن هذه النقطة تحديدا والتركيز على قضية الأخلاق؟
الجواب لا يحتاج الى مزيد من العناء للعديد من الاسباب:

في مقدمتها الحرب الظالمة على الاسلام والمسلمين طوال العقود الأخيرة والمحاولات المستميتة غربيا لالصاق تهمة الارهاب بالاسلام والمسلمين  وتشويه صورة العقيدة ليس فقط لدى العالم الغربي بل لدي المسلمين انفسهم.

ثانيا صورة الاخلاق في عالم اليوم التي يندى لها الجبين.. ولا اتجاوز الحقيقة اذا قلنا اننا في عالم بلا أخلاق –الا ما رحم ربي- وكأن العالم يشهد ثورة حقيقية على القيم الفاضلة والاخلاق وما يجرى من انتهاكات للقانون الدولي والأعراف والقيم الانسانية على مرأى ومسمع من العالم خير دليل على ذلك فضلا عما يجرى على الساحة من استباحة للاخلاق العامة ودعم للانحلال والتحلل من القيم الدينية والمبادئ الانسانية وتشجيع للفوضى والخروج على ما رسخ من قيم وعادات خاصة بين جموع الشباب.  
ثالثا وهذه نقطة في غاية الأهمية أن العلاقة مع الأقليات المسلمة أصبحت بحاجة ماسة الى اعادة نظر للتصويب وتصحيح المسار بعدما اصابها من فتور حينا وانقطاع صلة أحيانا أخرى بسبب الحرب على الاسلام ومحاولة الصاق تهمة الارهاب بالمسلمين فوهنت الروابط خشية الاتهامات الجاهزة بدعم الارهاب والعلاقة مع المتدينين والجماعات الاسلامية ايا كان توجهها وعلى وقع تلك الحملات أثرت بعض المؤسسات الدينية والحكومات ايضا الانزواء وغض الطرف عما يتعرض له ابناء المسلمين من ظلم واضطهاد من حكومات تناصب المسلمين العداء وتتربص بالأقليات وتسومها سوء العذاب وتنكل بها وتمعن في الاضطهاد قتلا وتعذيبا وتهجيرا ولم تجد الصرخات والاستغاثات المتوالية نفعا..
الآن سقطت كل أوراق التوت وتكشفت الحقائق عن الحرب المقصودة مع سبق الاصرار على الاسلام والمسلمين وحقيقة الاتهامات بالارهاب وشيطنة الاسلام والمسلمين سقطت الاقنعة ومعها الشعارات الزائفة عن الحرية وحقوق الانسان وحماية الأقليات العرقية والدينية والدفاع عن المرأة وحقوقها ودعوات المساواة واخواتها..
كل هذا وغيره يدفع الى العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه واعادة البوصلة الى الاتجاه الصحيح لبيان صورة الاسلام الحقيقة الناصعة وتقديم صورة للشخصية المسلمة الحقيقة..والتى قدم لها النموذج المسلمون الاوائل سواء في تدينهم وتمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانعكست على اخلاقهم التى ادهشت العالم على مر العصور..
من طرائف ما يرويه المؤرخون عن الاسلام في الفلبين ان الاسلام اقدم من الفلبين نفسها اذ دخلها في القرن الثالث للهجرة وكانت الفلبين مجموعة من الممالك والامارات الاسلامية قبل الحروب الصليبية والاستعمار الغربي للمنطقة بداية من حروب الرحالة البرتغالي ماجلان بينما حصلت الفلبين على استقلالها في العام 1934
يؤكد المؤرخون ان الإسلام بدأ في جزر الفلبين في القرن الثالث الهجري عن طريق التجارة وكان وصول أوائل المسلمين إليها عام 270هـ ولمَّا وَجَدوا الأرض بكرًا وصالحة للدعوة بدأ الدعاة يَفِدون إليها ثم انتقلوا إلى الجُزُر الوسطى في القرن الخامس وبُني أوَّل مسجد في جُزُر صولو عام 679هـ ورافق ذلك زيادة في قدوم الدعاة وكان الدعاة والتجار عربًا وهنودًا وماليزيين وإندونيسيين. وكان التجار العرب من الحجاز واليمن وحضرموت عندما كانوا يقومون برحلاتهم الشهيرة إلى الصين ومن هذا التاريخ بدأ الإسلام ينتشر من الشمال إلى الجنوب.
يقول المؤرخون ولم يأتِ القرن العاشر حتى كانت الجُزُر كلها تحت سيطرة إمارات مسلمة أشهرها:
 سلطنة صولو التي كانت تشرف على أكثر إمارات وممالك الجنوب وأول من تولى السلطنة فيها الشريف الهاشمي أبو بكر وهو من حضرموت.
-وسلطنة مانداناو التي تولاها السلطان الشريف محمد محمد كابونسوان وهومن ولاية ملقا وقيل: إن أباه عربي وأمه من مالكا.
ومملكة أمان الله التي غيرها الصليبيون بعد ذلك الى مانيلا وتشرف على إمارات وممالك الشمال في مانيلا وأول سلطان لها رجا سليمان.
سلطنة ماكتان: وكان من أشهر سلاطينها السلطان المسلم لابو لابو
..
بقي ان نعرف أن المسلمين الآن 11% من سكان الفلبين ويتركز معظمهم في الجنوب..
وأن فكرة غرس الاشجار هي مبادرة رمزية تحمل معاني المحبة والسلام بين الشعبين وتقليد دأب عليه د.اسامة الازهري بغرس شجرة مثمرة أو معمرة في كل زيارة خارجية له باسم "الشجرة المصرية" تعبيرًا عن رسالة مصر الناطقة بالسلام والتعاون والإخاء وحرصها على حماية البيئة وتعزيز قيم الأخوّة والتعايش الإنساني.. وسبق أن غرسها في كرواتيا وماليزيا وأوزبكستان..
 والله المستعان..

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية