تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تراجيديا الانحلال .. المرأة والقضية الأخلاقية!!
قد يتوهم البعض أن الالتزام والرقي الأخلاقي يتعارض مع المدنية والتمدن وأنه يقف حجر عثرة أمام الانطلاقة العصرية أمام المجتمعات..وهذا كذب وزور وبهتان ومحاولة للاستدراج والتدليس لفتح أبواب الفتنة والانحلال والانحراف الأخلاقي على مصراعيه..
ما يصيب بالدهشة والصدمة أن المرأة ورقة يتم التلاعب بها ويتم الدفع بها في أتون الفتنة وإشعال نار وتراجيديا الانحطاط الأخلاقي والانحراف عن جادة الصواب..
ما يطمئن أكثر أن ردة فعل المجتمع الطبيعي تؤكد تلك الحيوية القيمية والأخلاقية المتأصلة في جذور المجتمع والرافضة لأي حالة انتهاك أو خروج على الذوق العام فضلا عن قواعد الدين والأخلاق.. أيا كان مصدر ومكان الخروج وهل من فئة محدودة أو لها عالمها الخاص او حالة نشاز وشذوذ طارئة تقف وراءها جماعات مصالح معادية لقيم المجتمع وأخلاقه ..
في المسألة الأخلاقية يبهرك البيان النبوي الشريف منذ بداية الوحي والاتصال مع السماء حين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق..
العناية الفائقة بالاخلاق في الاسلام.. تدفع أصحاب العقول وأولي النهى للتأمل لماذا كل هذا في إطار الحرص على الأخلاق والتمسك بها وتحصينها والتحذير من المساس بها أو الخروج عليها..
يعجب المرء حين ينظر إلى مجمل الصورة العامة للمسلم الحقيقي وأخلاقه والتفصيلات الدقيقة التى تزين تلك الشخصية وما يجب وما لا يجب ونظام العقوبات الرادعة لخرق قانون الأخلاق أو التجرؤ عليها ..
منظومة الأخلاق ما كانت الا للحفاظ على المجتمع وترابطه وتدعيم أركان قوته وايضا لخدمة الدين والحفاظ على قواه الناصعة التى تدفع به ذاتيا إلى ذروة التقدم الإنساني والحضاري ..
يتحدثون عن انتشار الإسلام بالأخلاق سواء في آسيا وغيرها من المناطق ويركزون على حركة التجار المسلمين..
الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه مع الله يلفت الأنظار إلى جانب مهم يغيب عن الكثيرين ولا يكاد يذكرونه الا قليلا وهو الخاص بأخلاق المرأة المسلمة والتى كان لها شأن كبير أيضا في انتشار الإسلام في أفريقيا وأوروبا ومناطق واسعة في آسيا.
وينقل شهادات للمستشرق الإنجليزي سير توماس ارنولد وله كتاب مهم عن انتشار الإسلام وصفه الشيخ الغزالي بأنه بحث واسع في تاريخ نشر العقيدة توفر على وضعه هذا المستشرق المجتهد الدؤوب ..
قال ارنولد في الباب الثالث عشر انتشار الإسلام خضع أولا وأخرا إلى حماسة الأفراد وقوة إيمانهم بصدق رسالتهم وعظمة دعوتهم …ومما يثير اهتمامنا ما نلاحظه من أن نشر الإسلام لم يكن من عمل الرجال وحدهم بل لقد قام نساء مسلمات ايضا بنصيبهن في هذه المهمة الدينية فيرجع الفضل في إسلام كثير من أمراء المغول إلى زوجة مسلمة ولا يبعد أن يكون مثل هذا التأثير سببا في إسلام كثير من الأتراك الوثنيين عندما اغاروا على الأقطار الإسلامية..
ويضيف وقد أنشأ دعاة السنوسية الذين قدموا لنشر الإسلام شمال بحيرة تشاد مدارس للبنات واستغلوا ما تحدثه النساء بعلاقات المصاهرة من نفوذ قوي بين القبائل كما كان لهن مثل هذا النفوذ بين جيرانهن من البربر فبذلوا جهودهم لتكوين داعيات يجتذبن الآخرين إلى صفوف الاسلام..
وفي أفريقيا الشرقية الألمانية ما كان يعرف بتانجانيقا قبل الحرب العالمية الأولى دخلوا الاسلام على أيدي نساء مسلمات.
وقيل إن تقدم الاسلام في بلاد الحبشة خلال النصف الأول من القرن الماضي إنما يرجع إلى حد كبير إلى ما بذلته النساء المسلمات من جهود.. بتعبير السير توماس ارنولد..
هذه المواقف المثيرة والمحورية للمرأة المسلمة التى رصدها أعداء الإسلام والقوى المتربصة بالمسلمين هي التى دعتهم إلى فتح بوابات الجحيم على المرأة المسلمة وان يركزوا جهودهم في اختراق مجتمعات المسلمين على المرأة وكانت الأهداف واضحة ومحددة كما وضعها أعضاء جماعات التنصير أو التبشير الموجهة للعالم الإسلامي بمساعدة وتخطيط من المستشرقين اليهود مثل زويمر و جولد تسهير..
قالوا صراحة لابد من إخراج المرأة من دينها أولا بأي طريقة ..لا نريد أن ينضم المسلمون إلى الأمة المسيحية اساسا.. نريدهم بلا دين.. ومعها بدأت الحملات الشيطانية لاخراج المرأة من بيتها ورفع رايات خادعة التضليل مثل المساواة مع الرجل في كل شيء التركيز على قضايا بعينها مثل تعرض المرأة للظلم والاضطهاد ثم الحرمان من المشاركة في الحياة العامة وغير ذلك من أمور يدس فيها السم بالعسل وتدعو المرأة إلى التمرد ليس فقط على أوضاعها الاجتماعية بل والدينية ايضا والتعدي على حدود الله وما فرضه من أمور لحماية المرأة من نفسها ومجتمعها ومن يريدون انتهاك حرماتها ويحولونها إلى سلعة للتجارة والعبث واللهو كما يحدث في مجتمعات الجاهلية القديمة والحديثة.. وما أحاديث جزيرة ايبستين وملفاتها عنكم ببعيد.. فهذا ما يريدونه حقيقة بالمرأة من أجل المتعة والملذات ولتذهب كل القيم والأخلاق إلى الجحيم !!
ولمن لا يعرف فإن قضية جزيرة ايبستين وملفاتها أخذت اسم صاحبها الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين المتهم بإدارة شبكة للدعارة واستغلال منازله وجزيرة كان يملكها لارتكاب جرائم ضد فتيات قاصرات (13-17) وتجنيد أخريات لتوسيع شبكته. وتم الكشف عن وثائق أثبتت تورطه رفقة شخصيات سياسية وفنية أمريكية وعالمية في شبكة للدعارة واستغلال القاصرين.
أسماء العشرات من الرجال الأقوياء ممن هم على صلة بابيستين تاجر الجنس المدان وعميل الموساد الذي انتحر في عام 2019 ظهرت في وثائق قضائية....
حافظوا على المرأة ولا تتركوها نهبا لدعاوى الاشقياء ومدعي المدنية والتحضر ومحترفي الابتذال ..فلدينا في اسلامنا العظيم معين لا ينضب للرقي والحب والخير والجمال..
والله المستعان..
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية