تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الخارجية الأمريكية تبحث عن فرسان التلاوة !!
نعم صدق ثم صدق.. الخارجية الأمريكية تبحث عن فرسان دولة التلاوة.. الأمر ليس طرفة أو مزحة.. فقد أعلنت عن تقديم برامج رعاية لهم للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة.. وكما يقول الإعلان الرسمي الصادر عن الجامعة الأمريكية المفتوحة.. برنامج الأداء القرآني: لأول مرة في العالَم..مشروع الدراسات العليا في الأداء الــقرآني!
الشهادات موثقة ومصدّقة رسمياً من وزارة الخارجية الأمريكية..وانقل لكم حرفيا دون تعليق :"تعلن كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية استحداث برنامج ماجستير ودكتوراه كأول جامعة في العالم تمنح متقن الأداء القرآني نظراً أو استظهاراً شهادة جامعية عُليا بشرط حصوله على الإجازة بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجعل حملة كتاب الله تعالى المجازين المتقنين في مصافّ باقي الجامعيين حملة الشهادات الأكاديمية، فالقرآن الكريم هو أجلّ كتاب وعلم للبشرية، ونظراً لخصوصية كتاب الله تعالى فإن الجامعة لن تقبل إلا من استوفى الشروط المطلوبة للالتحاق بالبرنامج واجتياز الاختبارات بتقدير جيد جدا أو امتياز فقط.
ومن أهداف البرنامج كما يزعمون نصا:"يهدف برنامج الدراسات العليا في أحكام وإتقان الأداء القرآني إلى تكريم وتخريج طلبة على معرفة دقيقة ومفصّلة لكل جوانب علم التجويد النظرية والتطبيقية وإعدادهم ليكونوا على درجة عالية في الضبط والإتقان لكتاب الله تعالى وليكونوا مرجعاً موثوقاً في علم التجويد والأداء حسب أصول الإقراء والإسناد المعتبرة تماشياً مع القواعد العلمية والأكاديمية المعاصرة."
لا تندهش عزيزي القارئ ولا تذهب بك الظنون الى أن القوم يعملون على حفظ كتاب الله ورفعة شأنه وينفقون عليه ملايين الدولارات ويخصصون له الدرجات العلمية ويعتمدون على عدد من كبار العلماء في علوم القران!!
عهدنا دائما بالقوم انهم يسعون دائما ليطفئوا نور الله وينسون القاعدة الخالدة النورانية والله متم نوره ولوكره المشركون..انهم لا يعيشون الا في مواجهة عدو واذا لم يوجد اخترعوا لهم عدو..وبعد سقوط الشيوعية تفرغوا وكرسوا كل جهدهم لمحاربة الإسلام..
لذلك فان المسارعة الى الاستحواذ على فرسان دولة التلاوة ليس الا جزءا من المعركة الكبرى مع الإسلام والمسلمين معركة يتصدر فيها القرآن رأس وقائمة الأهداف التي يجب القضاء عليها او العبث به قدر الإمكان وبكل السبل المتاحة شرعية أو غير شرعية ويجند لها كبار العلماء والفلاسفة والمستشرقين من اليهود والمسيحيين وحتى اللادينين كلهم يلعبون على المسرح وكل يدلي بدلوه يمعن في التجريح والتشكيك والطعن والنيل من أي شيء فيه حتى ولو بحرف واحد..
هم يدركون مدى قوة ومركزية القران في العقيدة الإسلامية وانه اقوى وامنع الحصون ولذلك يتعاملون معه مباشرة مع النص ومع أهل القرآن وكل وسيلة تحمل آيات القرآن مكتوبة أو مقروءة أو محفوظة في الصدور او في السطور ولها علاقة بها من قريب او بعيد فعلوها مع المصحف بمحاولة اختراع قرآن جديد القرآن الامريكاني.. طبعوه ووزعوا نسخا منه وباءت بالفشل..عبثوا بالايات تحريفا وتشويها..استحوذوا على الكثير من المخطوطات الخاصة بالقران والدراسات القرانية ونقلوها الى بلادهم واصدروا دراسات عليها وأعادوا طبعها وفقا لاهوائهم واغراضهم الخبيثة اللعينة..
ولك أن تتخيل مدى الأهمية والعناية بقضية القرآن ومكانتها في المعركة والمواجهات الاستعمارية وغيرها أن عهد بأمر القضية الى وزارتي الخارجية والدفاع البنتاجون..
نعم البنتاجون والخارجية لأن الأمر جد خطير ويتعلق بخطط واستراتيجيات في معارك ضارية حامية الوطيس لا تهدأ ابدا.. ليست قضية دينية يتولاها الكهنة ورجال الدين من المبشرين والمنصرين والمستشرقين وعلماء اللسانيات واللغات بل القضية اعمق وادق ولها علاقة بالسلطة الاستعمارية وضرورة الهيمنة والسيطرة وإخضاع الشعوب وتمييع الهوية الوطنية بل والغائها ان استطاعوا..
لذا فهم يدركون جيدا أن المواجهة مع القران ليست سهلة وليست مجرد حملات عسكرية أو برامج تلفزيونية او أفلام ومسلسلات وينتهي الامر فكلها محاور غير ذات جدوى وثبت فشلها وانهيارها على حصون القران الكريم في أي مواجهة..وقد جربوا حيلا كثيرة ومعهم الامبراطوريات الاستعمارية من قبل حين حاربوا الكتاتيب وحاولوا منعها وفشلوا..وحين اعلنوا الحرب على اللغة العربية والحرف العربي وضرورة استبداله بالحرف اللاتيني وفشلوا .. حين هاجموا الفصحى ودعموا العامية واللهجات المحلية وخابوا وخسئوا..
وحين تبنوا غلمان العلمانية وأوهموهم بلافتات براقة عن الحرية الفكرية والدينية والديموقراطية وحقوق الانسان والتحرر من كل القيود العقلية والنقلية مولوهم واغرقوهم بملايين الدولارات استضافوهم تبنوهم جنسوهم خصصوا لهم البرامج والمواد الإعلامية وخبراء الاتصال واللااتصال الجماهيري وأساتذة الفتنة الطائفية وما شابهها..وخابوا وخسروا بعد ان سقطوا في بئر الخيانة العظمى للدين والوطن..
هذا الارتباط بالاهداف الاستعمارية جعل التركيز الأمريكي على القرآن مبكرا وبصورة مباشرة..لذا لم يكن غريبا أن تعلن الجامعة الامريكية في القاهرة عام 1921 عن مشروع سموه " توثيق القرآن الكريم "..واستدعى مدير الجامعة شارل واتسون عندما أراد إحداث نواة بحث في القرآن عددا من المستشرقين والمبشرين فاستدعى للعمل بها الأسترالي آرثر جفري(1892-1959) الذي كان يعمل مدرسا في جمعية تنصيرية بـ”المعهد المسيحي” في الهند .وارثر لم يكن متخصصا في دراسة القران لذلك انخرط في مجموعة تضم مستشرقين المان كانوا منتدبين بجامعة فؤاد بالقاهرة ويعملون على مشروع اسموه توثيق القران...
لم تكن الجامعة الامريكية بالقاهرة هي التي تهتم بالقران وشئونه بل كان للقران مكانة خاصة في الجامعات الامريكية وهو ما سجله الدكتور عبد الرزاق هرماس الأستاذ بكلية الآداب جامعة ابن زهر بالمغرب يقول :
أن الاهتمام الأمريكي بالقرآن كان محدودا حتى السنوات الأخيرة من القرن العشرين لكنه تزايد بعد ذلك وكانت النواة الأولى انشاء الجامعة الأمريكية في بيروت 1866م ثم في القاهرة 1919م لربط العالم الإسلامي بالغرب (الأمريكي) فكانت هذه الجامعات في الظاهر “مراكز للبعثة الأمريكية لتدريس اللغة ” لكن بوظائف اخرى منها تحولها عند الحاجة الى مراكز تدريب متقدم في دراسة قضايا الإسلام..
القاعدة الثانية للاهتمام الامريكي بالقرآن في جامعة شيكاغو التي احتوت منذ عام 1919م على أرشيف بعثة أثرية أمريكية إلى مصر وكان فيه مخطوطات مصاحف على البردي.
واصبح القرآن يدرس ضمن ما يصطلح عليه السياق الديني في العصور الوسطى بالشرق الأوسط بدمجه مع الدراسات المهتمة بالتيارات اللاهوتية السريانية والمسيحية الشرقية كما تسعى الى صناعة فهم جديد للإسلام لأمريكا ثم للعالم أجمع اعتمادا على أفهام منحرفة للقرآن بعد استبعاد السنة بطبيعة الحال.
وأشهر جامعة أمريكية مهتمة بالقرآن اليوم هي جامعة (نوتردام)وهي مؤسسة مسيحية نشأة وتاريخا وتسييرا وهي تقيم ندوات وحلقات دراسية موضوعها المفضل القرآن والتراث اليهودي النصراني.
الأسبوع القادم نستكمل الحوار عن البنتاجون والقرآن الكريم..
والله المستعان..
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية