تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > مجاهد خلف > التيك توك..وتأمين استراتيجية الكذب!!

التيك توك..وتأمين استراتيجية الكذب!!

ستظل معركة التيك توك بين الولايات المتحدة والصين واحدة من أهم مظاهر وعلامات الهيمنة الكبرى للوبي الصهيوني على الإدارة الامريكية وإخضاع البيت الأبيض للرغبات الجامحة والسياسات المحرمة للحكومة المتطرفة في الكيان الصهيوني.. ودعم وتأكيد استراتيجية الكذب الكبرى لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي فيما يخص جرائم الإبادة الجماعية لجيش الاحتلال في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
معركة التوك توك وما صاحبها من استغلال فاحش للشركات الالكترونية وتوظيفها لخدمة الأهداف الصهيونية في تنفيذ جرائم الإبادة طوال فترة الحرب ليس لها من عنوان الا الإصرار على تأمين قوة الكذب وتعظيم أدواته.. التي وضع أسسها وادارها نتنياهو بدهاء منقطع النظير خبثا ومكرا وتلاعبا بالكبار قبل الصغار من قادة الدول الغربية ومن قبلهم أمريكا وهو ما عرف باسم السردية الإسرائيلية.. وهي التي تم اجبار كل وسائل الاعلام في الغرب كبرى وصغرى بها وعدم الخروج عليها قيد انملة وترديدها صباح مساء بلا أدنى خجل رغم علمهم بمخالفاتها للقواعد والأصول المهنية وما استقر عليه الاعلام الحر من سياسات وما التزم به من قيم ومبادئ كانوا حتى عهد قريب يتباهون بها حتى أصبحت سرابا مع بداية معركة طوفان الأقصى..
معركة تأمين قوة الكذب لا تقل أهمية وخطورة عن أخطر الأسلحة الأخرى ..حتى بات منع أي تسريب يؤثر على سردية الكذب الممنهج واستراتيجياته لخداع العالم والعبث بالعقول وغسل الأدمغة وضبطها على موجة واحدة احد أكبر هموم القيادة الأمريكية الإسرائيلية.. فلا شيء يعلو على السردية الاسرائلية مهما كان.. فالكذب ولا شيء إلا الكذب.. وهذه ليست مزحة أو نكتة.. لكنها حقيقة على أرض الواقع..
من الأسباب المعلنة من الجانب الأمريكي في الحرب على التيك توك أن هناك مخاوف أمنية وطنية أمريكية تجاه الصين وأن التطبيق يمكن استخدامه لأغراض تجسسية وفي التأثير على الرأي العام الأمريكي تجاه قضايا بعينها..
الحقيقة أن هناك عدة أسباب حيوية رفعت حدة الخوف أو أثارت ثائرة إدارة ترامب الصهيونية اليمينية المتطرفة وعجلت بإعلان الحرب على تيك توك واتخاذ إجراءات حادة بشأنه واجباره على بيع نسبة كبيرة من التطبيق العالمي في الولايات المتحدة حتى تكون الإدارة أمريكية ولا تنفرد بها الشركة الصينية المالكة للتطبيق في أمريكا بايت دانس..
أولا نجح التطبيق في تحقيق اختراق قوي للسردية الإسرائيلية وقدم الحقائق كما هي على ارض الواقع بالصوت والصورة على مدار الساعة ومن مصادر متعددة حتى بادلة واثباتات يهودية وهو ما ساهم في تحريك الرأي العام الأمريكي عموما والشباب خاصة ضد حرب الإبادة كما انه كشف زيف الرواية الإسرائيلية والدعم الأعمي للإدارة الامريكية وخضوعها لنتنياهو في كل صغيرة وكبيرة حتى أصبح من نافلة القول أن حكومة نتنياهو هي من تحرك البيت الأبيض وليس العكس..
هذا الأمر وحده اعتبرته واشنطن ميلا معاديا لإسرائيل خاصة اثناء معركة طوفان الأقصى.. وقد اعلن المسئولون الامريكيون ذلك بصراحة وبلا مواربة.
ثانيا:نجاح التطبيق في الوصول الى شريحة كبيرة من الشباب الأمريكي بسهولة والتأثير عليهم خاصة من جمهور الناخبين وما يطرح من قضايا جدلية داخل المجتمع الأمريكي قد يكون للإدارة الامريكية توجه خاص حيالها..

يذكر أن عدد مستخدمي التطبيق في أمريكا تجاوز 170 مليون مشترك أي اكثر من نصف السكان.. وهو عدد كبير جدا مكن الشركة الصينية من تحقيق أرباح بمئات المليارات من الدولارات خاصة من الإعلانات وغيرها..
المفاوضات الشرسة والإصرار الأمريكي على الاستحواذ على التطبيق يؤكد انهم بالفعل يريدونه سلاحا للسيطرة على قطاع مهم في السوشيال ميديا وتقييد حريتها والتحكم فيها ولإحكام سردية الكذب الصهيونية وأيضا كاداة لتزييف الوعي من خلال منع وحجب الأشياء غير المرغوب فيها والسماح بما يعزز التوجهات المرغوبة فقط..
أسئلة كثيرة طرحت على هامش معركة التوك التوك اذا كانت أمريكا ترى ان التطبيق خطرا يهدد الامن القومي فلماذا تأخرت في حظره تماما خاصة وأنها قالت صراحة إن الجمع المفرط للبيانات عبر التطبيق مشكلة ويمكن استخدامه في التجسس لان البيانات يمكن استخدامها لأغراض شريرة تعرض الأمن القومي للخطر.. وكما جاء في الامر التنفيذي الذي أصدره ترامب عام 2020 ان البيانات قد تسمح للصين بتتبع مواقع الموظفين والمقاولين الفيدراليين وبناء ملفات من المعلومات الشخصية تستخدم للابتزاز واجراء التجسس على الشركات..
رغم هذا لم تتخذ موقفا حادا مثلما فعلت الهند مثلا منذ خمس سنوات عقب وقوع ازمة مع الصين وعلى أثرها حظرت التطبيق العالمي الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة (200 مليون مستخدم) وهو أكبر رقم للمشتركين خارج الصين الهند قالت صراحة إن التطبيقات الصينية تشكل تهديدا للسيادة والامن الهندي.. وحظرت أيضا اكثر من 500 تطبيق صيني؟!!
في الفترة الأخيرة ومع معركة الرسوم الجمركية اعتبرت واشنطن ان الامر يأتي في اطار حرب تكنولوجية تجارية.. تكنولوجيا يمكن تحويلها الى تكنولوجيا عسكرية تستخدم للمنافسة ضدنا بتعبير السفير نيكولاس بيرنز كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في بكين..
الصين ردت بقوة على الاتهامات الأمريكية بشأن التطبيق والتجسس ووصفتها بانها بعيدة عن الصحة وقالت إن شركات أخرى مثل فيس بوك وانستجرام ويوتيوب وسناب شات وغيرها تجمع بيانات بكميات مماثلة ان لم تكن اكثر.. ومع ذلك لم توجه اليها اتهامات!!
فسر البعض هذا الموقف المتناقض بان إدارة تيك توك هي الوحيدة خارج أمريكا بعكس التطبيقات الأخرى تدار من واشنطن..
يذكر أنه بعد مفاوضات شاقة أعلن الرئيس ترامب عن تشكيل مجموعة استثمارية أمريكية تضم إمبراطور الإعلام اليهـودي الأصل روبرت مردوخ وابنه لاكلان إلى جانب مايكل ديل ولاري إليسون لشراء عمليات تيك توك في امريكا.. ومنحت الصين واشنطن الحصة الأكبر وسيتم إدارة التطبيق في الولايات المتحدة بواسطة شركة جديدة" صينية أمريكية سيكون للمواطنين الأمريكيين "الحصة الأكبر" في الهيكل الجديد. تحصل الشركة الصينية على حصة "أقل من 20%" و"سيكون الجزء المتبقي مملوكاً لمستثمرين معينين".( قيمة الشركة الجديدة حوالي  14 مليار دولار).
وكله من أجل عيون المتطرفين الصهاينة واستمرار منظومة الكذب الصهيوني على العالم..
 والله المستعان..

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية