تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر عبر التاريخ
حدث افتتاح المتحف المصرى الكبير هو تجسيد دقيق لمعنى كلمة المعجزة فقد لا يشهد العالم حدثا مماثلا وهو أن يبنى متحف يضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية هذا هو الإعجاز ، قد تبنى الدول مراكز ضخمة وحديثة لكن أن تتفرد مصر بأن يكون على أرضها هذا الصرح الكبير فهذا يعكس أن التاريخ يمنح المجد وأن الحضارة هى إرث تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل.
حدث الافتتاح كان محط اهتمام العالم هناك تقدير كبير للحضارة المصرية وللإنسانية وحمل الافتتاح رسالة خالدة إلى العالم وهى رسالة السلام حيث طافت كلمة السلام بكل اللغات فى تعبير صادق على أن الحضارة هى دوما تهدف إلى الإنسانية والبناء والسلام والتاخى بين الشعوب.
مصر تضطلع بدور محورى فى إرساء دعائم الاستقرار فى المنطقة من حولها تتطاير الأتربة لكن تطير بفعل هواء مصر النقى لا تستقر كما تريد.
كان الحدث مؤثرا فى الشعب المصرى بدرجة غير مسبوقة الصغار يتابعون الافتتاح، الشباب مشدودون إلى اللحظة، الكبار تتملكهم العواطف الجياشة، ربما لو تم رصد المشاعر مع اللحظات الأولى لبدء حفل الافتتاح لظهرت العيون وهى تكاد تنساب منها الدموع تأثرا وارتباطا وعاطفة.
هذا ما تركه لنا الأجداد من إرث عظيم يشهد له العالم يؤكد أن الحضارة التى يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف عام هى حضارة علمية تتداخل فيها الحسابات الفلكية والعلوم الهندسية وفنون الطب والكيمياء والجبر وغيرها وقبل أيام قليلة من افتتاح المتحف شاهد العالم حدث تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، وهو الموعد الذى يتكرر كل عام فى نفس التوقيت مما يدلل على عظمة هذه الحضارة وقيمتها ونبوغها.
هذا ليس من باب التفاخر وإن كان يحق لكل مصرى أن يتفاخر بما ترك له الأجداد ولكنه من قبيل التأكيد على أن هذا الإرث لم يكن محض صدفة أو من قبيل تمجيد الحاكم بل كان مؤشرا على النبوغ العلمى والتقدم الذى سبق كل الحضارات.
الجهود الدولية فى بناء المتحف كانت حاضرة فى الاهتمام والتمويل اليابانى وعبرت عن ذلك الكلمة التاريخية التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح المتحف وكشف عن مكانة مصر ورسالتها إلى العالم .
انطباعات العالم عن الافتتاح والحدث يتشرف بها كل مصرى البعض يتحدث عن أنه كان يتوقع الأفضل وهذه هى العادة فالحكم على العمل بعد ظهوره طبيعى جدا أن يحظى بالمراجعة لكن مما لا شك فيه أنها لوحة مكتملة من النادر أن تتكرر فى أى بقعة من العالم، الأجواء والأزياء واللغة والرسالة هى مصرية بامتياز تستمد من التاريخ الفرعونى ومن الحضارة المصرية.
حلم زيارة الأهرامات يداعب كل سائح فى العالم وعندما يكون الحلم هو حضور حدث افتتاح المتحف الكبير الذى يشارف على الأهرامات وتظهر فى الخلفية قطع هى لحظات لا يمكن أن تنسى أو تتكرر.
كل من عاش المناسبة ستبقى عالقة فى الذاكرة يرويها ويفتخر بها.
من هنا تأتى الرسالة التى يجب أن تستمر وهى ماذا بعد؟ هل نتوقف عند هذا الحدث أم أن هناك أحداثاً أخرى تنتظر مصر والعالم، مما لا شك فيه أن أسرار الحضارة المصرية لا تزال غير معروفة حتى الآن لم يتم الكشف عن سر بناء الأهرامات ولا سر تعامد الشمس على معابد ابى سمبل ولا سر التحنيط الذى يعيش منذ آلاف السنين كل هذه أسرار عن الحضارة والعلم الحديث يعجز عن اكتشافها.
ستبدأ الزيارات للمتحف من المصريين والزوار العرب والأجانب وسنتابع الانطباعات عن المتحف فى الصحافة والإعلام العالمى حتى نفتخر من جديد بما حقق المصريون عبر التاريخ وبما صنع الأحفاد للحفاظ على هذا الإرث التاريخى العظيم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية