المتابع للحدث الانتخابى الذى تشهده مصر، انتخابات مجلس النواب، يرصد جملة من المواقف حول هذا الحدث الذى يشغل مصر، فى مرحلة فارقة فى تاريخها السياسى ودورها الإقليمى، مصر دولة مؤسسات، وحدث الانتخابات محط اهتمام الداخل والخارج، وفى التوقيت تمارس الثورة  الرقمية  دورها باقتدار فى رصد كل التفاصيل.

انتخابات مجلس النواب فى مصر محطة أساسية فى مسار الحياة السياسية، إذ تمثل الآلية الدستورية لاختيار ممثلى الشعب وإتاحة فرص للتعددية داخل المؤسسة التشريعية. وتتم الانتخابات وفق نظام يجمع بين القائمة المغلقة والفردى، ما يتيح تمثيلًا لمجموعات متنوعة من المرشحين، ويوازن بين القواعد الشعبية فى الدوائر المحلية وبين التوجهات العامة على مستوى الدولة.

 انتهت المرحلة الأولى التى شملت 14 محافظة وفى انتظار إعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج اليوم على مستوى المحافظات الاربع عشرة،  هناك مؤشرات  عن النتائج  لكن يجب انتظار إعلان النتائج الرسمية ، قبل الانتخابات جرى استبعاد عدد من المرشحين بسبب القواعد المنظمة للتقديم وتقدم عدد كبير من المستبعدين بالطعن أمام  القضاء الإدارى بدرجاته حتى المحكمة الإدارية العليا، وتابعت هذه الجلسة فى مجلس الدولة وكان المشهد يعكس إصرارا من المرشحين على الاستمرار ويقف خلف ذلك فريق قانونى يحضر بكل الأمل يسابق الزمن من أجل منح المرشح الفرصة، وإصرار كل مصرى على أن يمارس حقه الدستورى  أمر يحسب له وفق القواعد المنظمة وليلتها استمرت جلسات المحكمة إلى ما بعد منتصف الليل حيث كانت  أعداد الطعون تزيد على 40 طعنا  أمام دائرة واحدة.

عكست المرحلة الأولى منافسة حامية فى الدوائر غير أن مؤشرات النتائج جاءت صادمة لأنصار بعض المرشحين وهذا طبيعى فى ظل ارتفاع سقف الفوز لدى البعض على خلفية الدعم الذى يحظى به المرشح من الكتلة التصويتية، وتعج منتديات التواصل الاجتماعى بكم وافر من  المنشورات التى تحلل الظاهرة وأسبابها. حدث الانتخابات  هو مقياس للحراك الديمقراطى  ومؤشر على مستوى الوعى  ومما لا شك فيه أن هناك اهتماما من المواطنين بهذا الحدث ربما فى المحافظات يفوق المدن لأسباب معروفة من بينها أن  العائلات فى المحافظات تقف وراء المرشح بشكل دائم كما أن مقاعد المجلس له مكانته لدى العائلات.

نسب المشاركة تبدو كبيرة عند جيل الشباب فى المحافظات من هذه الزوايا ربما تتفوق كثيرا على المدن التى لا يكون فيها المرشح متفاعلا مع شرائح الناخبين.

على مستوى القائمة المنافسة محصورة وكانت الانتخابات تدور حول المقاعد الفردية وهى صعبة جدا وفى دوائر بعينها كانت  شرسة.

من الظواهر الإيجابية أن هناك أسماء وشخصيات تخوض السباق للمرة الأولى دون قاعدة حزبية أو إرث سياسى لكنها تؤمن بالممارسة الديمقراطية والأمل فى التغيير، وواجهت خلال الحملة الانتخابية تحديات كبيرة نجحت فى تجاوزها وتمسكت بالإصرار بصرف النظر عن النتيجة إيمانا بأن شرف المحاولة هو المكسب، وهناك حملات لبعض المرشحين والمرشحات بطريقة مبتكرة وبسيطة و لديها قبول من المتابعين فى دوائر بعينها .كما أن هناك مرشحين منحوا اسم الدائرة شهرة كبيرة من طريقة الإلقاء والخطابة والحماس وكلها فنون فى نظرية الدعاية تبدو عفوية لكنها بدون شك مدروسة، فى شبرا تتجول مرشحة بالدراجة وهى تخاطب المرشحين وهى طريقة بسيطة لكنها فكرة وتجربة. ستبدأ المرحلة الثانية يومى 21 و22  الحالى فى الخارج و24 و25 فى الداخل وبذلك تنطلق المرحلة وسط ترقب واهتمام ومنافسة على المقاعد الفردية ، مصر تحتاج إلى مجلس نيابى بوزن الدولة وتطلعات الشعب وأن يعكس المجلس الدور التشريعى والرقابى وتبنى القضايا الوطنية .

على مر التاريخ كانت هناك أسماء مؤثرة فى تاريخ الحياة النيابية  يذكرها التاريخ والمواقف وهى قامات وطنية ، قد ترتفع الأصوات تحت القبة لكنها كانت من أجل مصر والشعب والدولة.

تمثل الانتخابات فرصة لتجديد الدماء داخل المجلس، وإبراز قضايا محلية مهمة مثل الخدمات والبنية الأساسية وفرص العمل. كما يسهم أداء النواب المنتخبين فى تعزيز الدور الرقابى والتشريعى، خاصة فى ظل حاجة الدولة إلى برلمان قادر على مناقشة السياسات العامة بفاعلية.

وبشكل عام، تظل انتخابات مجلس النواب جزءًا أساسيًا من مسار التطور السياسى فى مصر، وأداة مستمرة لتحسين التمثيل الشعبى وتعزيز المشاركة العامة.