تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عن عبدالناصر

كتاب أصدره أمين هويدى بعنوان مع جمال عبدالناصر، أصدر منه 3 طبعات، وكتب مقدمات بها انطباعات جديدة بالطبعات الثلاث ، احتفظ بنسخة من الكتاب وعليها إهداء بخطه كان قد أهدانى الكتاب يوم 30 مايو عام 1994 فى أثناء زيارته فى منزله بحى مصر الجديدة برفقة الزميل الكاتب الصحفى أيمن الصياد، الكتاب صدر قى بداية التسعينيات، مهمة عمل بدأت بزيارة الفريق سعد الدين الشاذلى فى اليوم التالى لعودته من الخارج واستكمال الإجراءات القانونية، يسكن أيضا فى ضاحية مصر الجديدة أتذكر يومها كان يجلس فى صالون الشقة وبقرأ كتاب شيمون بيريز باللغة الإنجليزية الشرق الأوسط الجديد، ثم توجهنا من منزله إلى السيد أمين هويدى وكانت المصادفة أنه يقرأ نفس الكتاب ولكن الطبعة العربية .لم يكن هناك رابط بين الزيارتين وإنما أيضا المصادفة، لكن الرابط المهم هو أن تلتقى شخصيتين فى هذا المستوى وفى نفس اليوم كان أمرا كبيرا.

 

كتاب شيمون بيريز الذى نتحدث عنه أثار عقب صدوره حالة كبيرة من الجدل والاهتمام، وهو يعترف بعقم الحرب، لكنه يدعى أن العرب لا يستطيعون هزيمة إسرائيل فى أرض المعركة وإسرائيل لا تستطيع إملاء شروط السلام على العرب.

بعد مرور 31 عاما عثرت على كتاب مع عبدالناصر الذى أهدانى نسخة منه وما يلفت النظر فى الكتاب مقدمة الطبعة الثالثة، وفيها يقول المؤلف كنت فى زيارة لمدينة تعز بدولة اليمن الشقيقة أمارس هواياتى بزيارة المكتبات لأطلع على ما بها من نفائس الماضى والحاضر، لأجد أمامى فجأة طبعة حديثة من كتابى أصدرتها إحدى دور النشر دون علمى، وكانت الدهشة أكبر عندما وصلتنى رسالة رئيس دار النشر ردا على رسالتى له يبرر فيها ما حدث بأننا ناصريان ويكمل لا تعليق على ما حدث فهو يوضح أزمة النشر كما يوضح أزمة الناصرية ممن يدعون بها ليستفيدوا منها ويتاجرون بها وهم كثيرون على الساحة العربية من المحيط إلى الخليج والتى لاقت الناصرية على أيديهم أكثر مما لاقت على أيدى خصومها وأعدائها .

وفى سخرية لاذعة يختتم أمين هويدى مقدمة كتابه فيقول ولست أدرى لماذا ألح على تصور غريب، وأنا أكتب هذه المقدمة، فقد لازمنى طوال ثلث المدة وربما مازال يلازمنى حتى الآن ماذا لو أن عبدالناصر خرج من قبره ليرى ما حدث بالناصرية والناصريين، وأتخيل أنه سيكون راضيا عن مبادئ الناصرية، لأن أغلب مكاسب ثورة يوليو مازالت باقية ولكن علامات الأسى سوف ترتسم على ملامحه من حال الغالبية العظمى للناصريين، أو من يدعون أنهم كذلك ومن ثم سيسارع إلى العودة إلى قبره وعلى ملامحه خيط من علامات الرضا وعلامات الأسى والحزن.

مما سبق نتوقف أمام بعض النقاط الأولى هى الاهتمام العام بمستقبل الوطن ومتابعة موقف العدو بالمصادفة فى أن نشاهد اللواء سعد الدين الشاذلى يقرأ كتاب شيمون بيريز فور صدوره وفى نفس التوقيت يقرؤه أمين هويدى دلالة كبيرة على أن الاهتمام بالوطن لا يحتاج جهد لإثباته.

النقطة الثانية هى أن الرجل عاش ومات وفيا للرئيس عبدالناصر، وفى الكتاب لم يتحدث عن دوره أو مهامه وإنما الكتاب عن عبدالناصر كما اقترب منه وعاصره وعمل معه، ويقول وصلتنى مئات الرسائل من كل أنحاء الوطن العربى تستغلهم وتتساءل عن تفاصيل ما جاء فى الكتاب ووصلتنى مئات الرسائل تمتدح أسلوبه وموضوعيته كان آخرها رسالة الصديق العزيز الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الخلاق أيام جمال عبدالناصر إذ كتب يقول شكرا على المتعة تلك ذروة فى الصدق والاستقامة وعلو الكعب فى الكفاءة والوفاء، بدأت القراءة فى الغسق ولم أترك كتابك حتى فرغت منه مع صياح الديكة، وحينما وصلتنى رسالته تذكرت أننى لم أقم بإهدائه كتابى فاشتراه ليقرأه ويرسل رسالته تلك.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية