تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شوارع تنتظر التخطيط
ما يحدث فى بعض شوارع العاصمة ظاهرة تتطلب وقفة. شوارع رئيسية ومهمة لعبور المشاة والسيارات، الباعة يفترشونها وحركة السير فيها شبه معطلة، فالمصلحة العامة لا أحد يهتم بها، مثلا شارع 26 يوليو على امتداد وكالة البلح وحتى مستشفى الجلاء وشارع الجلاء يحتاج إلى تدخل الأجهزة المعنية ورفع الإشغالات التى هى فى عرض الشارع وتمكين السيارات والمارة من العبور.
خصوصية هذه المنطقة تأتى من كونها مفتاحا لدخول المؤسسات الصحفية الأهرام وأخبار اليوم والمعهد الصناعى ومستشفى الجلاء للولادة وشركة الكهرباء وموقف الترجمان، ومع هذا فالباعة يفترشون الشوارع وفى عرض الشارع يقفون والسيارات تمر بمنتهى الصعوبة والمعاناة وغير الباعة عربات صغيرة للأكل وأعداد، من الأكشاك.. هذا المظهر المتكرر فى بعض المناطق يحتاج إلى وقفة، وكلما يمر الوقت تكبر الظاهرة وتنتشر ويبتكر الباعة طرقا جديدة لتقنين الوضع باعتباره واقعا.
لا يوجد شارع بديل للدخول إلى تلك المنطقة غير شارع رمسيس والدوران من ميدان رمسيس وهى تجربة ليست سهلة وطويلة وصعبة جدا، هذا أمر يثير الدهشة كيف يمكن التفريط فى حق الشارع وترك الباعة وأصحاب المحال يفرضون ثقافاتهم على حياة الناس، البعض انتظر أنه بمجرد الانتهاء من مشروع أبراج ماسبيرو سوف يتم إعادة النظر فى الشارع ومنع مثل هذه المظاهر وتوفير الانسياب فى حركة المرور، لكن لم يحدث، وأصبح هناك أبراج شاهقة جميلة وأمامها مشاهد تتسم بالعشوائية.
من قبل نشر كتاب كبار مقالات ترصد هذه الظاهرة وتتحفظ بشدة عليها، مما يعنى ان الرسالة وصلت إلى الأجهزة المعنية، فلماذا لا تتحرك وتنفذ القانون وتحمى الشارع وتضمن للمواطن الخصوصية فى شارع طبيعى يتحرك فيه ويذهب إلى مقر العمل فى يسر وسهولة.
البعض قد يذهب بعيدا ويتحدث عن أن الباعة بسطاء ويسعون وراء لقمة العيش، وهو رأى يتجاهل المنطق ، فلا يمكن أبدا أن تكون تعطيل حركة المرور فى الشارع وزيادة التكدس مبررا لمنح البعض فرصة العمل. القاهرة هى العاصمة وهى مدينة عملاقة تستوعب ملايين السكان ويزورها الملايين من السياح العرب والأجانب وضمان ذلك يجب أن تمنع المحليات والأجهزة المختصة مظاهر العشوائية ومظاهر عدم احترام الشارع.
تجربة شارع 26 يوليو امام محال وكالة البلح تكشف عن أن أصحاب المحال هم الذين يستغلون الشارع لعرض الملابس فى وسط الطريق ولا يكتفون بالمحال وإنما رص حوامل بعرض الشارع وطوله وعليها الملابس، والسيارات تكاد تمر بصعوبة دون أن يتحرك أحد. تجارب كثير من دول العالم لا تسمح بمثل هذه الظواهر من خلال القانون والشوارع التى تعتبر رئيسية يحظر مجرد انتظار السيارات فيها وهذا من القضايا البديهية.
لا نقلل من جهود المحليات فى التعامل مع الظواهر السلبية والتصدى لظاهرة استغلال الشوارع فى جميع الأحياء ، ولا ننكر أن المسئولية تقع على المواطن الذى لا يلتزم بالقانون ولا يحترم ضوابط الشارع ، والدول تواجه مثل هذه الظواهر بالقانون والحسم وتطبيق العقوبات المنصوص عليها.
المهم هو أن نفكر فى الوسيلة التى من خلالها توفير بديل حضارى للباعة إن كانت لهم صيغة قانونية، لكن أن يستمر الحال على ما هو عليه هذا لا تستقيم معه الحياة.
عندما نستشهد بنموذج منطقة الوكالة وشارع الجلاء هذا لا يعنى أننا نتجاهل ما يحدث فى ميدان رمسيس وميدان العتبة وغيرها من المناطق التى لا تخطئ العين فيها هذه السلبيات. نتوقع من السيد محافظ العاصمة الدكتور إبراهيم صابر وهو صاحب تجربة طويلة فى محافظة القاهرة أن ينظر إلى الموضوع بالاهتمام الواجب، وأن يطبق القانون ويتابع مراحل تنفيذه، فهناك حملات تتم وترفع الإشغالات، لبعض ساعات، ثم تعاود الكرة من جديد، وربما لو تم وضع كاميرات مراقبة ترصد الإشغالات وتطبق غرامات على المخالفين أعتقد أن الردع يتحقق سريعا فلا التزام من المخالف إلا مع القانون والحسم.
ننتظر اليوم الذى يعود فيه المظهر الحضارى لشارع 26 يوليو كما كان، ومنطقة الجلاء التى بها مستشفى الولادة تعود طبيعية لا أكثر ولا أقل، وهذا ليس حلما بعيد التحقيق، ولكنه أمل قابل للتنفيذ.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية