تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حرب طويلة
لماذا استمرت الحرب التى تشنها إسرائيل على غزة والضفة الغربية كل هذه الشهور والسنيين هل لأن إسرائيل لم تحقق حتى الأن ما كانت تخطط له، أم أنها ترى أمامها الفرصة لإيقاع أكبر عدد من الشهداء بين أبناء الشعب الفلسطينى .
إسرائيل قبل هذه الحرب كانت تعطى قيمة كبيرة لمهمة استعادة الأسير ومن أجل أسير وأحيانا رفات أسير توقف الحرب وتندرج فى المفاوضات لكن هناك شيئا يتغير فى عقلية الحكومة الإسرائيلية كونها تضرب عرض الحائط بنداءات أهالى الأسرى الإسرائيليين والوساطات الدولية وتتغاضى عن كل هذا وتتمادى فى الحرب.
لا يحتاج الأمر إلى اجتهادات كبيرة فالدعم الذى تتحصل عليه دولة الاحتلال من الولايات المتحدة الأمريكية يمنحها فى كل مرة قبلة الحياة التى بدونها تسقط فى القاع .
مفاوضات الدوحة كانت مبشرة بوضع نهاية مؤقتة للحرب لكن الخلفيات صادمة ولم تسفر حتى الآن عن توقيع اتفاق والأمل قائم بحدوثه على الرغم من إعلان ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط، أن واشنطن سحبت مفاوضيها من المحادثات حول وقف إطلاق النار فى قطاع غزة فى العاصمة القطرية الدوحة، متهما حركة حماس بعدم التصرف «بحسن نية»، وقال: «قررنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس والذى يظهر بوضوح عدم رغبتها فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة»، مضيفا: «فى حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدى حماس مرونة أو تعمل بحسن نية»، وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن «خيارات أخرى لإعادة المحتجزين إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة، من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية.
وقبل ذلك، استدعت تل أبيب وفدها المفاوض مع حركة حماس فى الدوحة بعد تلقيها رد الحركة على اقتراح الهدنة فى قطاع غزة، وقال بيان لمكتب بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل: تقرّر إعادة فريق التفاوض لمواصلة المشاورات، ونحن نقدر جهود الوسطاء فى مصر وقطر، وجهود ويتكوف فى السعى لتحقيق اختراق فى المحادثات
هذا الانسحاب الأمريكى - الإسرائيلى من المفاوضات ما يعنى أن هناك تنسيقا كبيرا وواضحا بين الجانبين وأن الإدارة الأمريكية تمارس الضغط بما يجب على إسرائيل وتترك لها الباب مفتوحا لدخول المفاوضات والانسحاب منها وقت ما تشاء .
معاناة الشعب الفلسطينى فوق كل الأوصاف والشعب الفلسطينى فى غزة من كل الطوائف والحركات يواجه أصعب مصير فى ظل نقص كل مقومات الحياة، والحرب ليست مقياسا مستمرا لقياس مدى قدرة المواطن الفلسطينى على الصمود لكننا يجب ألا نتحدث عن معجزات فى زمن يخلو من المعجزات ومن هنا تقدم مصر كل ما يمكن من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطينى.
ليس هناك أمل سوى المفاوضات واستمرارها حتى يتم وقف الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى حق أبناء الشعب الفلسطينى.
الانحياز فى العالم لصالح إسرائيل ظاهرة تحتاج إلى تفسير فى ظل وضوح الصورة التى تكشف عن فقدان الضمير والإنسانية والنظرة للطفل الفلسطينى بمعايير أخرى وهو شيء محير فما يحدث هو أن جيش الاحتلال يضرب الأطفال والمرضى والنساء والعجائز بالذخيرة الحية دون جريمة أو منطق ولا صوت يسمع.
إزاء هذا الموقف الصعب ماذا ينتظر الحرب؟ سؤال قطعا الإجابة عنه صعبة وصعبة جدا لأن هامش التوقعات أو التحليلات للموقف غامض فى ظل شروط غير قابلة للتطبيق من الطرفين إسرائيل وحماس ومن البديهى أن تكون حماس على صواب ليس من قبيل الإنحياز أو التعاطف وهو بالفعل موجود لكن من زاوية أنها هى التى تتعرض للاعتداءات وما تمارسه هو حق الدفاع عن النفس.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية