تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > ماهر مقلد > بطرس غالى .. التأثير الدولى

بطرس غالى .. التأثير الدولى

الحضور الدولى لاسم الدكتور بطرس غالى يستمر تقديرا لمسيرته فى الحياة والمهام الكبرى التى اضطلع بها عبر سنوات فى الدبلوماسية والسلام والعمل الاكاديمى، يتجلى هذا فى الاحتفال المهم و الحدث الدولى البارز، الذى تشهد العاصمة الفرنسية باريس النسخة الأولى من جائزة بطرس بطرس غالى الدولية الجمعة المقبل فى مقر الأكاديمية الفرنسية لما وراء البحار، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة.

 

تأتى الجائزة بمبادرة من الجمعية المصرية للقانونيين الفرانكوفونيين برئاسة الدكتور تيمور مصطفى كامل وبالشراكة مع الأكاديمية الفرنسية، تكريمًا لإرث الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة (1992–1996) وأول أمين عام للفرانكوفونية، الدكتور بطرس بطرس غالى، الرجل الذى كرّس مسيرته للدفاع عن السلام، ودعم التنمية، وتعزيز الحوار بين الحضارات.

من المفارقات أن آخر اجتماع حضره الدكتور محمد عبداللاه السياسى الشهير قبل رحيله السبت الماضى كان اجتماعا للجمعية المصرية للقانونيين الفرانكوفونيين للترتيب للجائزة فى باريس وكان يخطط للسفر لحضور الاحتفال وعلى المستوى الشخصى اشعر بالحزن لأننى اعتذرت مرتين عن عدم الحضور مع الدكتور محمد عبداللاه بسبب ظرف صحى، الأولى دعوة غداء فى نادى الجزيرة وكانت يوم الاثنين، يومها كان الدكتور عبداللاه عائدا من الإسكندرية وسيصل الخامسة مساء والطقس بارد وتم إرجاء الموعد إلى الغد، ومع ذلك لم أتمكن من الحضور، وبعدها تحدثت مع اللواء دكتور طارق الجمل الذى كان حاضرا واخبرنى انه كان ينتظر حضورى كما لم أذهب إلى اجتماع الجمعيه فى الزمالك.

يرحمه الله

هى الحياة التى لها منطق يجب أن نسلم به لكن تبقى السيرة العطرة تلك التى تخلد الإنسان ويبقى الوفاء الذى يمنح الأمل دوما فى أن هناك من لا ينسى ليس هذا فحسب، بل هناك من يناضل من اجل ان يرفع اسمك عاليا بعد الغياب وهو ما يحظى به بطرس غالى.

ومن هنا اعتقد أنه خلال مراسم الجائزة فىً باريس سيتم الاحتفاء باسم الدكتور محمد عبداللاه، كما من المهم ان تنظم الجمعية فى القاهرة ندوة موسعة عرفانا بدوره وتقديرا للعطاء.

جائزة بطرس الدولية تستند إلى مفاهيم ثلاثة وضعها الدكتور بطرس غالى خلال عمله فى منصب الأمين العام للأمم المتحدة وهى أجندة من أجل السلام (1992)، أجندة من أجل التنمية (1994)، أجندة من أجل الديمقراطية (1996).

الجائزة التى تم ترشيح عدد كبير من الشخصيات الدولية الفرانكوفونية لها من بينهم ثلاثة مصريين هم الأخت سميحة راغب، والكاتب الصحفى شريف الشوباشى، والقانونية منى ذو الفقار.

تركز الجائزة على المبادرات والأعمال التى تسهم بفاعلية فى تعزيز الدبلوماسية والتنمية والسلام، مع إعطاء أولوية لجهود دول الجنوب.

تمثل هذه الجائزة إضافة نوعية للمشهد الدولى، وتعيد تأكيد الدور التاريخى للدبلوماسى المصرى الراحل الذى ظل رمزًا للسلام والحكمة والرؤية العابرة للحدود.

كما تعكس المبادرة التزام المؤسسات المصرية والدولية بإحياء إرث بطرس بطرس غالى وتعزيز قيم الحوار، والعدالة، والتنمية المستدامة. شهدت الجمعية الفرنسية لمحاورات البحار اجتماعات مكثفة فى مهمة إنجاز الجائرة سواء على مستوى التصويت على اسم الفائزين بالجائزة أو فى مراحل تنظيم الاحتفال مما يعطى اهتماما رفيعا بمكانة اسم الراحل.

كانت جامعة الدول العربية قد استضافت فى يونيو الماضى مؤتمر إطلاق الجائزة بحضور رسمى كبير وتحدث فى المؤتمر السفير احمد رشيد خطابى الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، كلمة عن نيابةً أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة.

وعبر فى كلمته عن ان بطرس غالى شكل النموذج غير المتكرر للدبلوماسى من اجل السلام والتنمية، حيث شغل منصب أول أمين عام عربى وإفريقى للأمم المتحدة فى فترة حرجة من تاريخ العالم عرفت بتعقيداتها بعد الحرب الباردة.

وأشار إلى مساهماته الكبيرة فى تعزيز الدبلوماسية الوقائية، وبناء السلام، وإصلاح منظومة الأمم المتحدة، إضافة إلى رؤيته المتقدمة لديمقراطية العلاقات الدولية والعولمة، والتى عبر عنها بعمق فى مؤلفاته العديدة، منها كتاب «خمس سنوات فى بيت من زجاج».

تقدير يستحقه اسم مصرى عالمى فى العاصمة الفرنسية يدعو للفخر ويمنح الأجيال الجديدة الأمل فى مواصلة العمل والإنجاز.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية