تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

المتحف المصرى الكبير

يترقب العالم حدث افتتاح المتحف المصرى الكبير يوم 1 نوفمبر المقبل وهو أكبر متحف للقطع الاثرية فى العالم، وهناك استعدادات كبرى تجرى حتى يتابع العالم عبر الأقمار الصناعية الافتتاح وسط حضور رسمى عالمى لافت.

 

حدث عالمى لا يتكرر فى التاريخ إلا مرة واحدة أن يتم افتتاح متحف يحوى 100 ألف قطعة أثرية من عصور تاريخية يعود بالتاريخ إلى آلاف الأعوام، إنه الإعجاز والإبهار فى أن واحد.

ليس من باب الافتخار أو الزهو، ولكن من أرضية الواقع والحقائق، وهو أمر يدعو إلى أهمية أن تكون هناك على الموقع الإلكترونى للمتحف قائمة بطريقة عرض رائع عن هذه القطع والمعلومات التاريخية عنها.

المتاحف ليست مكانا للعرض فقط بل هى منارات للعلم والمعرفة وتتبع أثر خلود القدماء فى كل زمن ومكان.

حتى اليوم لم يتعرف العالم على سر بناء الأهرامات الشامخة تتوالى الاجتهادات وتتباين المواقف، لكنها مازالت تحتفظ بسرها وشموخها، وهى تطل على موقع المتحف الجديد الذى يحتفظ بالاسم الجديد لحداثة التشييد لكنه يقبع فى مكان به عبق التاريخ وعظمته.

كان من المقرر أن يتم افتتاح المتحف من قبل لكن الأحداث الدرامية والحرب التى جرت فى المنطقة دفعت مصر إلى قرار تأجيل الافتتاح، ومن حسن الطالع أن هدأت الجبهات، ونجحت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رعاية مفاوضات، مضنية فى مدينة السلام شرم الشيخ أفضت إلى اتفاق إيقاف الحرب وتوقيع الاتفاق بحضور عالمى مشهود مما يؤشر إلى أن المناخ العام يتهيأ الى استقبال الحدث الأبرز ثقافيا فى العام الحالى، وربما فى العقد الأخير، كما أن مصر فازت فى شخص الدكتور خالد العنانى بمنصب مدير منظمة الثقافة والعلوم اليونسكو، وقطعا سيكون حاضرا فى الافتتاح، يتابع بشغف فرحة وطنه بهذا الصرح الكبير الذى يحتاج إلى رعاية واهتمام بالغين من اليونسكو فى كل الأوقات.

الأول من نوفمبر هو يوم السبت وهو عطلة رسمية فى مصر مما يتيح للمصريين متابعة الحدث عبر شاشات التليفزيون بقدر عال من الحرص على معايشة هذه اللحظة ومشاهدة العرض الفنى المبهر،الذاكرة لا تزال تحتفظ باللحظات الوطنية الرائعة التى عاشتها يوم نقل موكب المومياوات من المتحف فى ميدان التحرير إلى متحف الحضارة بما كان عليه من إبهار وفن وإبداع وحتما سيكون برنامج المتحف الكبير كبيرا فى رسالته شاهدا على أهمية المشروع وخصوصية الحضارة المصرية.

ما يطمئن ان جميع الترتيبات تجرى فى هدوء وبعيدا عن الأعين ، كما ان الجميع يسابق الزمن من اجل إنجاز المهام على أكمل وجه. وبدأت حملات الترويج للحدث وهى مهمة ومطلوبة حتى تصل الرسالة إلى كل مصرى وإلى شعوب العالم التى نتقاسم معها روح التسامح وقيم الحضارة.

على مساحة تقدر بنحو 500 ألف متر مربع تم تشييده ويضم تقريبا 100 ألف قطعة أثرية ، فكرة إنشاء المتحف بدأت فى عام 1992 غير أن المناقصة العالمية للتصميم كانت فى العام 2002 وبدء الأعمال فى العام 2005، قدمت الوكالة اليابانية للتنمية التمويل لمصر بتيسيرات كبيرة.

هذا المتحف هو إنجاز حضارى كبير للحفاظ على الآثار المصرية يقدمها للعالم ولزوار مصر بالشكل والأسلوب المناسب كما أنه يمنح منطقة الأهرامات الزخم السياحى.

وراء هذا الصرح شخصيات وأسماء وتعاون دولى واهتمام من الحكومة اليابانية منقطع النظير،مثل هذه الإنجازات هى ثمرة التعاون البناء، وتعطى أفضل نموذج لروح التعاون والمساهمة فى صون الحضارة الإنسانية، والحفاظ عليها كثروة لا تقدر بثمن ولا تضاهى بغيرها.

التراث هو ذاكرة الأمة الحاضرة ورسالة الأجداد التى تبوح بالقيم والمجد، قبل سبعة آلاف عام كانت الحضارة، لا يمكن للعقل البشرى أن يتخيل أن نتاجا ما مهما كان يصمد عبر التاريخ آلاف السنين يحتفظ بزهو الألوان وعبقرية التصميم والهندسة.

بشغف ننتظر بدعوات صادقة بأن يكون انطلاقة خير للحضارة المصرية وموعدا مع الإنصاف للكنوز التى كانت من قبل فى مكان لا يتسع لها، فهى الآن أمام الأعين بالصورة المثلى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية