تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > ماهر مقلد > أضرار التكنولوجيا الرقمية

أضرار التكنولوجيا الرقمية

التكنولوجيا الرقمية بكل ما تعنى هذه العبارة من تطور مذهل وتقدم غير مسبوق فى مجال الثورة الرقمية هل تؤثر بالسلب على العملية التعليمية؟ هذا السؤال هو مثار اهتمام كبير من المؤسسات والمنظمات الدولية من أجل التوصل إلى أفضل طريقة يمكن من خلالها الاستفادة من الثورة الرقمية وفى الوقت نفسه ضمان نتائج التعليم مع مسايرة التطور التكنولوجى والاستفادة من مميزاته.

هناك دراسات وأبحاث ترصد فى الظاهرة وتقدم توصيات يمكن من خلالها تحقيق الأهداف والحفاظ على مستوى التعليم. هى ظاهرة عالمية وتواجه جميع دول العالم وبخاصة المتقدم، وأتذكر قبل أكثر من عقدين من الزمان كنت فى مهمة عمل إلى ألمانيا وخلالها زرت مقر مجلة دير شبيجل فى مدينة هامبورج وخلال لقاء مع مدير تحرير المجلة ذكر أن المجلة طوال تاريخها لم تصدر عددا بدون الغلاف السياسى وهو الطابع الذى تتميز به وينتظره القارئ ثقة فى أن الخبر والانفراد مهم جدا.

ولكنها صدرت ثلاث مرات فقط بغلاف لا يحمل الصبغة السياسية الأولى كانت صورة المنتخب الألمانى الفائز بكأس العالم فى كرة القدم والثانية قائمة أهم 25 طبيبا ألمانيا لهم إنجازات عالمية والغلاف الثالث كان هو تأثير الكمبيوتر على الأطفال فى المدارس.

يومها شرح أن العلماء تنبهوا إلى خطورة الاندماج مع الكمبيوتر وتأثير ذلك على مستقبل التعليم لدى الأطفال وكان هذا الملف الصحفى للمجلة قبل أكثر من 23 عاما وتم استطلاع رأى الأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ومناقشة الظاهرة من كل جوانبها، بدورها أطلقت المنظمة الدولية للعلوم والثقافة اليونسكو قبل أيام تحذيرا من أضرار التكنولوجيا الرقمية على مستقبل التعليم فى المراحل العمرية المبكرة خصوصا التعليم الأساسى، وكشفت عن أن أجهزة الكمبيوتر التى تكون مع التلاميذ بدون دراية كاملة، قد تنطوى على آثار ضارة، وتشيد المنظمة الدولية بقيمة وأهمية الثورة الرقمية والتكنولوجيا الرقمية وأنها أسهمت فى تحسين إتاحة موارد التدريس والتعلم بشكل كبير للتلاميذ، وظهر هذا بشكل عملى خلال جائحة كوفيد-19 لكنها من جهة ثانية ترى ضرورة التركيز على نتائج التعلم لا على الموارد الرقمية.

وأعطت اليونسكو مثالا على ذلك فى تقريرها إلى أنه فى دولة البيرو عندما جرى توزيع أكثر من مليون جهاز كمبيوتر محمول من دون دمجها فى أصول التدريس، لم يتحسّن التعلّم، مؤكدة ضرورة التركيز على نتائج التعلم لا على الموارد الرقمية أودرى أزولاى مديرة منظمة اليونسكو طالبت بضرورة إخضاع الثورة الرقمية لقوانين فى المجال التعليمى كما هو الحال فى باقى المجالات بالمجتمع، مضيفةً ينبغى للتكنولوجيا أن تحسّن من عملية التعلم، وتسهم فى تحسين وضع التلاميذ والمدرّسين، وقالت إن الأطفال الذين يتقنون فن القراءة بصورة أفضل هم أكثر عرضة للخداع بخمس مرات عبر رسائل التصيد الاحتيالى الإلكترونية، إذ إنها لا تتطلب أى تقنية متقدمة، بل فقط مهارات قراءة جيدة ومهارات تفكير.

قراءة تقرير اليونسكو يتبين أن العالم فى تحد كبير وأن هناك أهمية إصدار قوانين تنظم استخدامات التكنولوجيا الرقمية للمراحل العمرية المختلفة. هذه المعادلة شديدة التعقيد فى وجود جهاز التليفون المحمول الذى هو فى حد ذاته جهاز كمبيوتر وموجود مع المراحل السنية المختلفة وبدون شك يؤثر على جودة التعليم وبالتالى يستمر الحوار حول أفضل الصيغ التى تضمن جودة للأجيال الجديدة والتى مما لا شك فيه أنها تستفيد من كل التطورات المذهلة التى تحدث فى مجالات التعليم والصحة والاتصالات وغيرها. الثابت أن الثورة الرقمية أصبحت واقعا وأن التطور التكنولوجى هو الذى ينظم حياة الناس، لكن التحذيرات من تأثيره على نتائج العملية التعليمية أمر بالغ الخطورة ففى المراحل الأساسية فى التعليم هناك قواعد صارمة لا يمكن تخطيها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية