تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > ماهر عباس > ‮٠١‬‭ ‬سنوات‮ "‬‭.. ‬على‭ ‬استرداد‭ ‬الشعب‭ ‬للوطن"

‮٠١‬‭ ‬سنوات‮ "‬‭.. ‬على‭ ‬استرداد‭ ‬الشعب‭ ‬للوطن"

فى‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬القادم‭ ‬أو‭ ‬تحديدا‭ ‬‮٣‬‭ ‬يوليو‭ ‬القادم‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬استرداد‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬لوطنه‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬الارهابية‭ ‬وتنظيماتها‭ ‬الاقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬
أتذكر‭ ‬يوم‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬‮٣١٠٢‬‭ ‬ففى‭ ‬الصباح‭ ‬تحركت‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬ومعى‭ ‬النائب‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬مصطفى‭ ‬بكرى‭ ‬ومعنا‭ ‬شقيقه‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬بكرى‭ ‬الذى‭ ‬ودعناه‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬وعند‭ ‬نزولنا‭ ‬سلم‭ ‬النقابة‭ ‬سئلت‭ ‬هل‭ ‬نتجه‭ ‬إلى‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير‭ ‬أم‭ ‬الاتحادية؟‭ ‬وكان‭ ‬ردى‭ ‬ووافقنى‭ ‬النائبان‭ ‬مصطفى‭ ‬بكرى‭ ‬وشقيقه‭ ‬الراحل‭ ‬النائب‭ ‬محمود‭ ‬بكرى‭ ‬وبالفعل‭ ‬تحركت‭ ‬المسيرة‭ ‬لم‭ ‬نحس‭ ‬بحرارة‭ ‬الطقس‭ ‬أو‭ ‬طول‭ ‬المشوار‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬الاتحادية‭ ‬ومرت‭ ‬المسيرة‭ ‬والتحم‭ ‬فيها‭ ‬الآلاف‭ ‬وطال‭ ‬الطريق‭.. ‬وفى‭ ‬غمرة‭ ‬وأمام‭ ‬المستشفى‭ ‬القبطى‭ ‬وقف‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬الشرفات‭ ‬يحيون‭ ‬المسيرة‭.. ‬

وكان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بعد‭ ‬عبورنا‭ ‬كوبرى‭ ‬غمرة،‭ ‬السيدات‭ ‬فى‭ ‬الشرفات‭ ‬تحيى‭ ‬المشاركين‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬ان‭ ‬الزميل‭ ‬الكاتب‭ ‬والنائب‭ ‬مصطفى‭ ‬بكرى‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الشارات‭ ‬الكثيرة‭ ‬بالاسم‭ ‬من‭ ‬الشرفات‭ ‬وبعد‭ ‬غمرة‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬الكوبرى‭ ‬الموصل‭ ‬للكاتدرائية‭ ‬كانت‭ ‬الصورة‭ ‬واضحة‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬كلها‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الاتحادية‭ ‬لإبلاغ‭ ‬المعزول‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لكم‭ ‬فى‭ ‬‮»‬القصر‭.. ‬أو‭ ‬مصر‮«‬‭ ‬وأمام‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬وجدنا‭ ‬الاخوة‭ ‬من‭ ‬الأقباط‭ ‬معنا‭ ‬يشاركون‭ ‬بالتحية‭ ‬والسير‭ ‬معنا‭ ‬الكل‭ ‬فى‭ ‬واحد‭ ‬والهدف‭ ‬مصر‭ ‬أولاً‭.. ‬وعند‭ ‬مسجد‭ ‬الفتح‭ ‬وأثناء‭ ‬عبورنا‭ ‬فى‭ ‬شارع‭ ‬الخليفة‭ ‬المأمون‭ ‬حاول‭ ‬البعض‭ ‬عرقلتنا‭ ‬واستهدفوا‭ ‬النائب‭ ‬بكرى‭ ‬لكن‭ ‬كنا‭ ‬جميعا‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬جدار‭ ‬الحماية‭ ‬لكى‭ ‬تكتمل‭ ‬مسيرة‭ ‬يقودها‭ ‬الشعب‭.. ‬وفى‭ ‬الطريق‭ ‬كان‭ ‬مرورنا‭ ‬على‭ ‬ضريح‭ ‬الزعيم‭ ‬الخالد‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وتلاحمت‭ ‬مع‭ ‬المسيرة‭ ‬القادمون‭ ‬من‭ ‬كوبرى‭ ‬القبة‭ ‬بينما‭ ‬تقدم‭ ‬التحية‭ ‬لأبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬الكلية‭ ‬الفنية‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬مدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تحمى‭ ‬الوطن‭.. ‬وعلى‭ ‬بوابات‭ ‬المواقع‭ ‬العسكرية‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بجوار‭ ‬مستشفى‭ ‬كوبرى‭ ‬القبة‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬عطشنا‭ ‬وتوجه‭ ‬إلينا‭ ‬أبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بالمياه‭ ‬وكان‭ ‬باديا‭ ‬علينا‭ ‬تعب‭ ‬المشوار‭ ‬لكن‭ ‬الحماس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انقاذ‭ ‬الوطن‭ ‬كان‭ ‬دافعا‭ ‬أساسىا‭ ‬لكى‭ ‬نكمل‭ ‬المسيرة‭ ‬إلى‭ ‬القصر‭.. ‬وبالفعل‭ ‬وصلنا‭ ‬عبر‭ ‬شارع‭ ‬الخليفة‭ ‬المأمون‭ ‬إلى‭ ‬القرب‭ ‬من‭ ‬الاتحادية‭ ‬وفى‭ ‬الشارع‭ ‬إلى‭ ‬نادى‭ ‬هليوبوليس‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬موضع‭ ‬لقدم‭.. ‬الجميع‭ ‬بصوت‭ ‬واحد‭ ‬‮»‬ارحل‭.. ‬ارحل‮«‬‭ ‬وصور‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬مرفوعة‭ ‬اضافة‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬الزعيم‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فى‭ ‬استحضار‭ ‬ذكى‭ ‬للحماس‭ ‬الوطنى‭.. ‬كان‭ ‬يوما‭ ‬لن‭ ‬تنساه‭ ‬الذاكرة‭ ‬الحية‭ ‬لم‭ ‬أفكر‭ ‬أبدا‭ ‬فى‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬ولا‭ ‬فى‭ ‬الخطر‭ ‬الذى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬خاصة‭ ‬اننى‭ ‬شاركت‭ ‬كثيرا‭ ‬فى‭ ‬مسيرات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬ليلة‭ ‬استهداف‭ ‬الزميل‭ ‬الحسينى‭ ‬أبو‭ ‬ضيف‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬معنا‭ ‬قبل‭ ‬دقائق‭ ‬وكان‭ ‬يتواجد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬ورجال‭ ‬الإعلام‭ ‬وانتشار‭ ‬خلايا‭ ‬الجماعة‭ ‬الارهابية‭ ‬حول‭ ‬الاتحادية‭ ‬لكن‭ ‬أمواج‭ ‬البشر‭ ‬جعلتهم‭ ‬لا‭ ‬يكررون‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬أمام‭ ‬مبنى‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬المقطم‭.. ‬

ففى‭ ‬أمام‭ ‬قصر‭ ‬الاتحادية‭ ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬الشعب‭ ‬معبرا‭ ‬ومجلجلا‭ ‬برحيل‭ ‬مندوب‭ ‬جماعة‭ ‬الارهاب‭ ‬من‭ ‬القصر‭.. ‬ وهى‭ ‬رسائل‭ ‬مهدت‭ ‬لها‭ ‬حملات‭ ‬تمرد‭ ‬التى‭ ‬شاركنا‭ ‬فيها‭ ‬بحماس‭ ‬وعند‭ ‬الاتحادية‭ ‬تأكد‭ ‬لى‭ ‬ان‭ ‬المسألة‭ ‬ساعات‭ ‬عندما‭ ‬وجدت‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬زحفوا‭ ‬إلى‭ ‬القصر‭ ‬لطرد‭ ‬‮»‬المعزول‮«‬‭ ‬وجدت‭ ‬أمامى‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المحافظات‭ ‬النداء‭ ‬واحد‭ ‬والصورة‭ ‬لا‭ ‬تكذب‭ ‬فالميادين‭ ‬امتلأت‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المحافظات‭ ‬فى‭ ‬الاسكندرية‭ ‬والاسماعيلية‭ ‬وبورسعيد‭ ‬والسويس‭ ‬والمنوفية‭ ‬وسوهاج‭ ‬وقنا‭ ‬وأسوان‭ ‬والبحيرة‭ ‬والمنصورة‭ ‬وأسيوط‭ ‬والمنيا‭ ‬والفيوم‭ ‬والقليوبية‭ ‬والغربية‭ ‬وبنى‭ ‬سويف‭ ‬والجيزة،‭ ‬الملايين‭ ‬تحركوا‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬والملايين‭ ‬فى‭ ‬المحافظات‭ ‬فى‭ ‬أكبر‭ ‬مسيرة‭ ‬ضد‭ ‬حاكم‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬لكى‭ ‬تكتب‭ ‬رسالة‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يخطفها‭ ‬حاكم‭ ‬وان‭ ‬شعبها‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬وكان‭ ‬واضحا‭ ‬ان‭ ‬ولاء‭ ‬المعزول‭ ‬هو‭ ‬لتنظيم‭ ‬‮»‬فاشى‮«‬‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬لمصر‭ ‬الخير‭ ‬فقد‭ ‬شاهدنا‭ ‬أزمات‭ ‬البنزين‭ ‬والسولار‭ ‬وأزمات‭ ‬الخبز‭ ‬والكهرباء‭ ‬تبدلت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬‮٥٦٣‬‭ ‬يوما‭ ‬حكمها‭ ‬الاخوان‭ ‬هى‭ ‬الأسوأ‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭.. ‬وعند‭ ‬الاتحاد‭ ‬التقطنا‭ ‬الأنفاس‭ ‬وبدأت‭ ‬البيانات‭ ‬تنتشر‭ ‬حول‭ ‬الاتحادية‭ ‬وما‭ ‬تذيعه‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭ ‬وتصدرت‭ ‬مسيرة‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬قنوات‭ ‬العالم‭ ‬شرقه‭ ‬وغربه‭ ‬وأصبحت‭ ‬صورة‭ ‬الجماهير‭ ‬وحشودها‭ ‬الغفيرة‭ ‬هى‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسى‭ ‬لكل‭ ‬قنوات‭ ‬العالم‭.. ‬مازال‭ ‬فى‭ ‬ذاكرتى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬قبله‭ ‬بأيام‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬طوال‭ ‬يونيو‭ ‬لا‭ ‬حديث‭ ‬لى‭ ‬فى‭ ‬غرفة‭ ‬الديسك‭ ‬إلا‭ ‬هتافى‭ ‬الشهير‭ ‬‮»‬يسقط‭.. ‬يسقط‭ ‬حكم‭ ‬المرشد‮«‬‭ ‬وهو‭ ‬الهتاف‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يفهمه‭ ‬الاخوان‭ ‬وتنظيمهم‭ ‬الدولى‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬تقود‭ ‬ولا‭ ‬تقاد‭.. ‬وان‭ ‬من‭ ‬يحكم‭ ‬مصر‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬قيمة‭ ‬وطن‭ ‬ذكر‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭ ‬وبه‭ ‬خير‭ ‬أجناد‭ ‬الأرض‭.. ‬ومر‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬لينقشع‭ ‬حكم‭ ‬فاشية‭ ‬الاخوان‭ ‬لتبدأ‭ ‬مصر‭ ‬تاريخا‭ ‬جديدا‭ ‬مازلنا‭ ‬نعيشه‭ ‬فى‭ ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬نحو‭ ‬وطن‭ ‬حفر‭ ‬اسمه‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬حضارة‭ ‬وسلاما‭ ‬ووطنية.

‭ ‬و»للحديث‭ ‬بقية‮«‬‭.‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية