تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > ماهر عباس > لا‭ ‬للتهجير‭..‬ لا‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية

لا‭ ‬للتهجير‭..‬ لا‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية

الملايين‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬قالت‭ ‬كلمتها‭ ‬أمس‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭ ‬تأييدًا‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬وموقفه‭ ‬تجاه‭ ‬تهجير‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬باعتباره‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وكشفه‭ ‬الأوراق‭ ‬‮«‬الوقحة‮»‬‭ ‬لتصفيتها‭ ‬تماما‭.. ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬خرجوا‭ ‬تأييدا‭ ‬ودعما‭ ‬لقائدهم‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬الخطير‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭..

‬وهنا‭ ‬كانت‭ ‬اللاءات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬لقائه‭ ‬المستشار‭ ‬الألمانى‭ ‬قاطعة‭.. ‬لا‭ ‬للتهجير‭.. ‬لا‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭.. ‬لا‭ ‬لاستهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬بأعمال‭ ‬عسكرية‭.. ‬

ان‭ ‬فكرة‭ ‬النزوح‭ ‬حلم‭ ‬إسرائيلى‭ ‬وهو‭ ‬مخطط‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬قائد‭ ‬مصر،‭ ‬ورفضته‭ ‬الملايين‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬مصر‭ ‬كلها‭ ‬أمس‭ ‬فى‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.. ‬ان‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬يأتى‭ ‬على حساب ‬أطراف‭ ‬أخري‭.. ‬وأكدت‭ ‬الملايين‭ ‬أمس‭ ‬بمشاركة‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬الشعب‭ ‬رفض‭ ‬مصر‭ ‬لهذا‭ ‬المخطط‭ ‬‮«‬الخبيث‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬ينهى‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬المركزية‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬وضرب‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬فى‭ ‬هجوم‭ ‬لا‭ ‬إنسانى‭ ‬وجنون‭ ‬قتال‭ ‬ترتكبه‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭

.. ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬الأزمة قطع الكهرباء ومنع الوقود ورفض‭ ‬دخول‭ ‬الأغذية‭ ‬والدواء‭ ‬والماء‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬فهو‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭ ‬والعالم‭ ‬الذى‭ ‬يتشدق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬يتحدث‭ ‬بمعايير‭ ‬مزدوجة‭ ‬وسط‭ ‬ضرب‭ ‬وقتل‭ ‬المدنيين‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكى‭ ‬بلينكن‭ ‬لغة‭ ‬جديدة‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬لقائه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬والذى‭ ‬شهد‭ ‬اللقاء‭ ‬سيجد‭ ‬ملاحظة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الجلوس‭ ‬وهى‭ ‬خريطة‭ ‬مصر‭ ‬الثابتة‭ ‬واضحة‭ ‬فى‭ ‬المكان‭ ‬وكانت‭ ‬رسالة‭ ‬ذكية‭ ‬لبلينكن‭.. ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬ترفض‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬لقاء‭ ‬القمة‭ ‬بين‭ ‬السيسى‭ ‬والملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الخميس‭ ‬الماضى‭ ‬والذى‭ ‬تم‭ ‬بعد‭ ‬جريمة‭ ‬ضرب‭ ‬المستشفى‭ ‬المعمداني‭.‬

ان‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬هى‭ ‬حرب‭ ‬‮«‬الفانية‮»‬‭ ‬بإلغاء‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬الخريطة‭ ‬ورسم‭ ‬‮«‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‮»‬‭.. ‬المقولة‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬للمسئولة‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭ ‬كونداليزا‭ ‬رايس‭.. ‬وتهجير‭ ‬الغزاويين‭ ‬هو‭ ‬آخر‭ ‬فصل‭ ‬فى‭ ‬أقدم‭ ‬قضايا‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬فلسطين‮»‬‭.‬
اللا‭ ‬مفهوم‭ ‬تحرك‭ ‬أساطيل‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬لماذا؟
ويستطيع‭ ‬ملاك‭ ‬هذه‭ ‬الأساطيل‭ ‬مهاجمة‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬بارجاتهم‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الهندى‭ ‬وفى‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬وقواعدهم‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬الصارخ‭ ‬بجر‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭.‬
وهى‭ ‬أساطيل‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬المنطقة‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬‮٣٧٩١‬‭.. ‬وإذا‭ ‬حاولنا‭ ‬زيارة‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة‭ ‬للتاريخ‭ ‬فى‭ ‬‮٨٤‬‭ ‬و‮٦٥‬‭ ‬و‮٧٦‬‭ ‬و‮٣٧‬‭ ‬وأيام‭ ‬اجتياح‭ ‬بيروت‭ ‬‮٢٨‬‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نتيجة‭ ‬مهمة‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تع‭ ‬الدروس‭

.. ‬وقد‭ ‬ذكرنا‭ ‬ضرب‭ ‬المستشفى‭ ‬المعمدانى‭ ‬بأحداث‭ ‬ومذابح‭ ‬دير‭ ‬ياسين‭ ‬وبحر‭ ‬البقر‭ ‬ومصنع‭ ‬أبوزعبل‭ ‬وقانا‭ ‬وصابرا‭ ‬وشاتيلا‭.. ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬أحداثها‭ ‬دائما‭ ‬انعكاس‭ ‬للداخل‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬المهزوز‭ ‬وانعكاس‭ ‬لأزمات‭ ‬داخلية‭ ‬متفجرة‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو،‭ ‬والتاريخ‭ ‬شهد‭ ‬أحداث‭ ‬مماثلة‭ ‬أيام‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬ومائير‭ ‬وبيريز‭ ‬ورابين‭ ‬وشامير‭ ‬وأولمرت‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬صقوراليمن‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬المتطرف‭.‬

ان‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬المستشفى‭ ‬هو‭ ‬أقسى‭ ‬أنواع‭ ‬المذابح‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬دعاة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬ولعل‭ ‬العالم‭ ‬استمع‭ ‬إلى‭ ‬حكمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكى‭ ‬بلينكن‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬النخبة‭ ‬الثقافية‭ ‬الغربية‭ ‬ولديه‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬اضطهاد‭ ‬اليهود‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يضطهد‭ ‬فى‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬مما‭ ‬جعلهم‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬المفكر‭ ‬اللبنانى‭ ‬المعروف‭ ‬أمين‭ ‬معلوف‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الهويات‭ ‬القاتلة‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬والذى‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬مثيله‭ ‬فى‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين‭ ‬الأولى‭ ‬‮٤١٩١‬،‭ ‬والثانية‭ ‬‮٩٣٩١‬‭ ‬وعقب‭ ‬الأولى‭ ‬كان‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬المشئوم‭ ‬وعقب‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬النكبة‭ ‬الكبرى‭ ‬عام‭ ‬‮٨٤٩١‬‭.‬
سؤال‭ ‬ماذا‭ ‬سيقول‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬المؤيدون‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لأطفالهم‭ ‬أمام‭ ‬مجازر‭ ‬المستشفى؟‭ ‬وماذا‭ ‬سيقولون‭ ‬وهم‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬عيون‭ ‬أطفالهم‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬القتل‭ ‬البربرية؟
‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬تحطم‭ ‬أطاح‭ ‬بكل‭ ‬خطابات‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬وصفحة‭ ‬سوداء‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬والعنصرية‭ ‬الإسرائيلية‭.. ‬ان‭ ‬ممارسة‭ ‬ساسية‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬الأمريكى‭ ‬الدائم‭.‬
إننا‭ ‬بعد‭ ‬‮٥٧‬‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬النكبة‭ ‬وبعد‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد‭ ‬نجد‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬محك‭ ‬دقيق‭ ‬ولحظة‭ ‬مفصلية‭ ‬كاشفة‭.‬
وأمام‭ ‬حرب‭ ‬تصفية‭ ‬طويلة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬والجديد‭ ‬اليوم‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الحروب‭ ‬السابقة‭ ‬خاضتها‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فهما‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسط‭ ‬فشل‭ ‬استخباراتى‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬انتصارنا‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮٣٧٩١‬‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬الانصياع‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬تسعى‭ ‬لتصوير‭ ‬القضية‭ ‬فى‭ ‬‮«‬ديا‭ ‬سبورا‮»‬‭ ‬ جديدة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬التى‭ ‬ترتكب‭ ‬لا‭ ‬تنهى‭ ‬الصراع‭ ‬وما‭ ‬ترتكبه‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬يولد‭ ‬ويؤجج‭ ‬الوضع‭ ‬ولا‭ ‬يصنع‭ ‬سلاما‭ ‬‮«‬وبالتأكيد‭ ‬من‭ ‬يزرع‭ ‬الريح‭ ‬يحصد‭ ‬العاصفة‮»‬‭.. ‬فوسط‭ ‬حكومات‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتناقضاتها‭ ‬‮«‬المصغرة‮»‬‭ ‬و»المكبرة‮»‬‭ ‬نجدها‭ ‬تتخبط‭ ‬من‭ ‬اقتحام‭ ‬الأقصى‭ ‬الأسبوعى‭ ‬إلى‭ ‬حصار‭ ‬المخيمات‭ ‬فى‭ ‬جنين‭ ‬ونابلس‭ ‬والغارات‭ ‬على‭ ‬سوريا‭.. ‬وهذا‭ ‬يقينا‭ ‬يؤجج‭ ‬الوضع‭ ‬ولا‭ ‬يرسم‭ ‬خريطة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬‮«‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»

‬‭.. ‬والمستغرب‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬زيارات‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أصدقائهم‭ ‬والأخيرة‭ ‬للرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬لقاؤه‭ ‬رئيسا‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثير‭ ‬عن‭ ‬لقائه‭ ‬جولدا‭ ‬مائير‭ ‬عام‭ ‬‮٣٧٩١‬‭ ‬فى‭ ‬محيط‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬كلاهما‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬تعيش‭ ‬القلق‮»‬‭.‬
كنت‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬حقائق‭ ‬الواقع‭ ‬سينصح‭ ‬الطرف‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬إن‭ ‬الاستقرار‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬العربى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭ ‬رسالة‭ ‬مرفوضة‭ ‬عربيا‭ ‬وبالإجماع‭.. ‬وللأسف‭ ‬استمعت‭ ‬كل‭ ‬الآراء‭ ‬القريبة‭ ‬التى‭ ‬تتحدث‭ ‬على‭ ‬طريقة ‬‮"‬فى‭ ‬فمى‭ ‬ماء"  ‬أمام‭ ‬نموذج‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬العنصرى‭ ‬البغيض‭ ‬وسط‭ ‬زرع‭ ‬المستوطنات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تفهمه‭ ‬إسرائيل‭ ‬صقور‭ ‬وحمائم‭ ‬ان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬متشبثون‭ ‬بأرضهم‭،  ‬وتغيير‭ ‬الديموجرافيا‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتغيير‭ ‬مسميات‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬حلا‭ ‬بعد‭ ‬‮٥٧‬‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى‭ ‬و‮٦١١‬‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭.. ‬وأن‭ ‬مراوغة‭ ‬ومخادعة‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬لن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وجربوا‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬خطة‭ ‬إيجال‭ ‬الون‭ ‬وشارون‭ ‬‮«‬غزة‭ ‬أولا‮»‬‭ ‬ومعهم‭ ‬رابين‭ ‬والأرض‭ ‬مقابل‭ ‬السلام‭ ‬وصيغة‭ ‬اوسلو‭ ‬ومدريد‭ ‬كلها‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬كليشيهات‭ ‬ومضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬ظنا‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬تسقط‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬ورق‭ ‬التوت‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الخطأ‭.‬
ان‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬قضيته‭ ‬الأولى‭ ‬قال‭ ‬كلمته‭ ‬عبر‭ ‬حناجر‭ ‬الملايين‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬والمحافظات‭ ‬لا‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬لقتل‭ ‬الأبرياء‭ ‬لا‭ ‬للتهجير‭ ‬القسري‭.. ‬نعم‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭.. ‬رسائل‭ ‬كثيرة‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬حشود‭ ‬الملايين‭ ‬أمس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ومحافظاتها‭ ‬تؤكد‭ ‬للعالم‭ ‬ان‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬يفرط‭ ‬فى‭ ‬حبة‭ ‬رمل‭ ‬من‭ ‬رمال‭ ‬سيناء‭ ‬التى‭ ‬روتها‭ ‬دماء‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭ ‬وشهداؤها‭ ‬الذكية‭.‬

ورسالة‭ ‬التأييد‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬موقفه‭ ‬الثابت‭ ‬تجاه‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الهتافات‭ ‬التى‭ ‬ترددت‭ ‬أمس‭ ‬كلها‭ ‬لشباب‭ ‬ربما‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬طفلا‭ ‬صغير‭.. ‬انها‭ ‬الدروس‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬خلف‭ ‬قيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬الدائم‭ ‬لأن‭ ‬أمنه‭ ‬القومى‭ ‬والرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬المدعوم‭ ‬شعبيا‭ ‬من‭ ‬‮٥٠١‬‭ ‬ملايين‭ ‬حصد‭ ‬للعالم‭ ‬أكد‭ ‬بكلمته‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإقليمى‭ ‬للسلام‭.. ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬وفى‭ ‬محاولة‭ ‬جديدة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭.. ‬والمؤتمر‭ ‬بالتأكيد‭ ‬وضع‭ ‬الحقائق‭ ‬بلا‭ ‬رتوش‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.‬

وأن‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬ردها‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الأقصى‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬فى‭ ‬‮٧‬‭ ‬أكتوبر‭ ‬بالتهجير‭ ‬ستفشل‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬فى‭ ‬امتحان‭ ‬صعب‭ ‬بسبب‭ ‬فشلها‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تنهى‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسى‭ ‬والهروب‭ ‬إلى‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة‭ ‬وفتح‭ ‬لجان‭ ‬تحقيق‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬قبل‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عاما‭ ‬فى‭ ‬لجنة‭ ‬‮«‬اجرانات‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭.. ‬المؤتمر‭ ‬حمل‭ ‬للعالم‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬وهى‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬السماح‭ ‬للمعونات‭ ‬الغذائية‭ ‬والدواء‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬جر‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬تهدد‭ ‬استقرار‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كله‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬شهوة‭ ‬انتقام‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭ ‬وضرب‭ ‬المستشفى‭ ‬أحد‭ ‬أمثلتها‭ ‬الحديثة‭ ‬وان‭ ‬إيقاف‭ ‬ضرب‭ ‬المدنيين‭ ‬ونزيف‭ ‬الدم‭ ‬وفتح‭ ‬المعابر‭ ‬أمام‭ ‬مواد‭ ‬الإغاثة‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬جعل‭ ‬غزة‭ ‬تتنفس‭ ‬بالـ‭ ‬‮٠٢‬‭ ‬شاحنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬مع‭ ‬عقد‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬التى‭ ‬دعا‭ ‬لها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ .. ‬
و«للحديث‭ ‬بقية‮»‬‭.‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية