تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لا للتهجير.. لا لتصفية القضية
الملايين فى مصر قالت كلمتها أمس فى كل الميادين تأييدًا للرئيس عبدالفتاح السيسى وموقفه تجاه تهجير الأشقاء الفلسطينيين من غزة إلى الجنوب فى غزة باعتباره تصفية القضية الفلسطينية وكشفه الأوراق «الوقحة» لتصفيتها تماما.. الملايين من أبناء الشعب خرجوا تأييدا ودعما لقائدهم أمام هذا المؤشر الخطير من عملية التهجير القسرى إلى مصر..
وهنا كانت اللاءات المصرية على لسان الرئيس السيسى فى لقائه المستشار الألمانى قاطعة.. لا للتهجير.. لا لتصفية القضية.. لا لاستهداف المدنيين بأعمال عسكرية..
ان فكرة النزوح حلم إسرائيلى وهو مخطط لتصفية القضية وهو ما عبر عنه قائد مصر، ورفضته الملايين فى شوارع مصر كلها أمس فى رسالة مهمة إلى العالم.. ان حل القضية لا يأتى على حساب أطراف أخري.. وأكدت الملايين أمس بمشاركة كل فئات الشعب رفض مصر لهذا المخطط «الخبيث» الذى ينهى قضية العرب المركزية بهذا العمل وضرب المستشفيات والمدارس فى هجوم لا إنسانى وجنون قتال ترتكبه إسرائيل ضد المدنيين فى فلسطين
.. وزاد من الأزمة قطع الكهرباء ومنع الوقود ورفض دخول الأغذية والدواء والماء إلى القطاع، فهو جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد والعالم الذى يتشدق بحقوق الإنسان يتحدث بمعايير مزدوجة وسط ضرب وقتل المدنيين.
ولم يكن غريبا أن يستخدم وزير الخارجية الأمريكى بلينكن لغة جديدة لدعم إسرائيل فى لقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى شهد اللقاء سيجد ملاحظة مهمة على طاولة الجلوس وهى خريطة مصر الثابتة واضحة فى المكان وكانت رسالة ذكية لبلينكن.. ان مصر ترفض التهجير القسرى من غزة إلى دول الجوار وهذا ما أكده لقاء القمة بين السيسى والملك عبدالله بعد ذلك الخميس الماضى والذى تم بعد جريمة ضرب المستشفى المعمداني.
ان ما تسعى إليه إسرائيل هى حرب «الفانية» بإلغاء غزة من الخريطة ورسم «شرق أوسط جديد».. المقولة سيئة السمعة للمسئولة الأمريكية السابقة كونداليزا رايس.. وتهجير الغزاويين هو آخر فصل فى أقدم قضايا العالم «فلسطين».
اللا مفهوم تحرك أساطيل الغرب إلى البحر المتوسط لماذا؟
ويستطيع ملاك هذه الأساطيل مهاجمة أى مكان من بارجاتهم من المحيط الهندى وفى أى مكان وقواعدهم دون هذا الإعلان الصارخ بجر المنطقة إلى حرب.
وهى أساطيل لم تصل المنطقة حتى فى حرب ٣٧٩١.. وإذا حاولنا زيارة ثانية وثالثة للتاريخ فى ٨٤ و٦٥ و٧٦ و٣٧ وأيام اجتياح بيروت ٢٨ سنجد أن هناك نتيجة مهمة ان إسرائيل لم تع الدروس
.. وقد ذكرنا ضرب المستشفى المعمدانى بأحداث ومذابح دير ياسين وبحر البقر ومصنع أبوزعبل وقانا وصابرا وشاتيلا.. ان إسرائيل على مدى تاريخها أحداثها دائما انعكاس للداخل الإسرائيلى المهزوز وانعكاس لأزمات داخلية متفجرة مع نتنياهو، والتاريخ شهد أحداث مماثلة أيام بن جوريون ومائير وبيريز ورابين وشامير وأولمرت وغيرهم من صقوراليمن الإسرائيلى المتطرف.
ان ما حدث فى المستشفى هو أقسى أنواع المذابح فى ظل غياب دعاة حقوق الإنسان.. ولعل العالم استمع إلى حكمة الرئيس السيسى فى حديثه مع وزير الخارجية الأمريكى بلينكن وهو من المنتمين إلى النخبة الثقافية الغربية ولديه مشكلة مع اضطهاد اليهود الذين لم يضطهد فى منطقتنا العربية بل فى الدول الغربية مما جعلهم كما أشار المفكر اللبنانى المعروف أمين معلوف فى كتابه «الهويات القاتلة» وهذا ينطبق تماما مع ما نراه اليوم فى غزة.. والذى يحدث فى أرض فلسطين لم نر مثيله فى الحربين العالميتين الأولى ٤١٩١، والثانية ٩٣٩١ وعقب الأولى كان وعد بلفور المشئوم وعقب الثانية كانت النكبة الكبرى عام ٨٤٩١.
سؤال ماذا سيقول قادة العالم المؤيدون لإسرائيل لأطفالهم أمام مجازر المستشفى؟ وماذا سيقولون وهم ينظرون إلى عيون أطفالهم عن أحداث القتل البربرية؟
ان ما تحطم أطاح بكل خطابات ما يسمونه حقوق الإنسان.. وصفحة سوداء جديدة فى تاريخ الصراع والعنصرية الإسرائيلية.. ان ممارسة ساسية الكيل بمكيالين عانى منها الشعب الفلسطينى خاصة مع «الفيتو» الأمريكى الدائم.
إننا بعد ٥٧ عاما من النكبة وبعد ٠٥ عاما من نصر أكتوبر المجيد نجد القضية على محك دقيق ولحظة مفصلية كاشفة.
وأمام حرب تصفية طويلة ضد المدنيين، والجديد اليوم ان إسرائيل فى جميع الحروب السابقة خاضتها خارج حدودها أما اليوم فهما داخل إسرائيل وسط فشل استخباراتى جديد بعد ٠٥ عاما من انتصارنا فى أكتوبر ٣٧٩١ وبدلا من الانصياع لحل الدولتين تسعى لتصوير القضية فى «ديا سبورا» جديدة على حساب أطراف أخرى هذه المجازر التى ترتكب لا تنهى الصراع وما ترتكبه حكومة نتنياهو يولد ويؤجج الوضع ولا يصنع سلاما «وبالتأكيد من يزرع الريح يحصد العاصفة».. فوسط حكومات إسرائيل وتناقضاتها «المصغرة» و»المكبرة» نجدها تتخبط من اقتحام الأقصى الأسبوعى إلى حصار المخيمات فى جنين ونابلس والغارات على سوريا.. وهذا يقينا يؤجج الوضع ولا يرسم خريطة إسرائيل الجديدة من «النهر إلى البحر»
.. والمستغرب له ان زيارات التعاطف مع إسرائيل من أصدقائهم والأخيرة للرئيس بايدن الذى كان لقاؤه رئيسا مع نتنياهو قبل أيام لا يختلف كثير عن لقائه جولدا مائير عام ٣٧٩١ فى محيط حرب أكتوبر كلاهما «إسرائيل تعيش القلق».
كنت أعتقد أنه بعد الاطلاع على حقائق الواقع سينصح الطرف الإسرائيلى إن الاستقرار هو حل الدولتين أما ما رآه من الشارع العربى أن «التهجير القسري» رسالة مرفوضة عربيا وبالإجماع.. وللأسف استمعت كل الآراء القريبة التى تتحدث على طريقة "فى فمى ماء" أمام نموذج من الفصل العنصرى البغيض وسط زرع المستوطنات على الأرض العربية المحتلة ما لم تفهمه إسرائيل صقور وحمائم ان الفلسطينيين متشبثون بأرضهم، وتغيير الديموجرافيا فى المدن الفلسطينية وتغيير مسميات القرى والمدن كل هذا ليس حلا بعد ٥٧ عاما من النكبة الأولى و٦١١ عاما من وعد بلفور.. وأن مراوغة ومخادعة قادة إسرائيل فى حل الدولتين لن يصل إلى استقرار المنطقة وجربوا قبل ذلك فى خطة إيجال الون وشارون «غزة أولا» ومعهم رابين والأرض مقابل السلام وصيغة اوسلو ومدريد كلها فى النهاية كليشيهات ومضيعة للوقت ظنا أن القضية تسقط لـ «ورق التوت» وهذا هو الخطأ.
ان الشعب المصرى الذى يعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى قال كلمته عبر حناجر الملايين فى القاهرة والمحافظات لا لتصفية القضية لا لقتل الأبرياء لا للتهجير القسري.. نعم أمن مصر القومى خط أحمر.. رسائل كثيرة جاءت من حشود الملايين أمس فى مصر ومحافظاتها تؤكد للعالم ان شعب مصر لن يفرط فى حبة رمل من رمال سيناء التى روتها دماء أبناء مصر وشهداؤها الذكية.
ورسالة التأييد للرئيس السيسى على موقفه الثابت تجاه حماية الوطن والدفاع عن القضية الفلسطينية الهتافات التى ترددت أمس كلها لشباب ربما فى حرب أكتوبر كان طفلا صغير.. انها الدروس المهم هو أن مصر القوية على مدى تاريخها خلف قيادتها وشعبها الدائم لأن أمنه القومى والرئيس السيسى المدعوم شعبيا من ٥٠١ ملايين حصد للعالم أكد بكلمته فى المؤتمر الإقليمى للسلام.. أمام العالم وفى محاولة جديدة للخروج من الأزمة الراهنة.. والمؤتمر بالتأكيد وضع الحقائق بلا رتوش أمام العالم.
وأن ما تسعى إليه إسرائيل فى ردها على عملية الأقصى التى انطلقت فى ٧ أكتوبر بالتهجير ستفشل خاصة ان حكومة نتنياهو فى امتحان صعب بسبب فشلها فى إدارة الأزمة الحالية التى قد تنهى مستقبله السياسى والهروب إلى انتخابات جديدة وفتح لجان تحقيق على غرار ما حدث قبل ٠٥ عاما فى لجنة «اجرانات» بعد حرب أكتوبر.. المؤتمر حمل للعالم رسالة واضحة وهى أنه لابد من السماح للمعونات الغذائية والدواء والعودة إلى المفاوضات لحل الدولتين بدلا من جر المنطقة إلى أزمات تهدد استقرار الشرق الأوسط كله خاصة أن شهوة انتقام إسرائيل لا حدود لها وضرب المستشفى أحد أمثلتها الحديثة وان إيقاف ضرب المدنيين ونزيف الدم وفتح المعابر أمام مواد الإغاثة وهو الأمر الذى جعل غزة تتنفس بالـ ٠٢ شاحنة الأولى من المواد الغذائية مع عقد قمة القاهرة للسلام التى دعا لها الرئيس السيسى ..
و«للحديث بقية».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية