تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في صحبة يوسف أدريس
فاجئتنا القناة الوثائقية بفيلم جديد عن الكاتب والاديب الكبير الدكتور يوسف أدريس الذي أثار الكثير من الجدل والدهشة في الحياة الثقافية المصرية والعربية لموهبته الكبيرة في الكتابة القصصية التي جعلته أميرًا للقصة ،الي جانب موهبة ومقدرة كبيرة في الكتابة النقدية من خلال مقالاته في جرائد عديدة اهمها جريدة الاهرام التي كان لمقاله الاسبوعي فيها صدي كبير ،وقبل هذا ،كان دوره ومهنته الاولي كطبيب محب لمهنته ،تفاني في عمله للدرجة التي وضعته في مكانة عالية ،وهو ما فسره شخصيا (من خلال وثائق الفيلم )برحلة البدايات التي عاشها كأبن لعائلة ريفية فقيرة،وكطبيب في الارياف ،وحيث ولد في ١٩مايو عام ١٩٢٧ في قرية بيروم بمحافظة الشرقية ،وتتوالي اعترافاته المأخوذة من حوارات ومقابلات عديدة في الفيلم الذي أخرجه احمد زكريا ،وكتبه رضوان آدم ،وأضاف اليه عيد عثمان وثائق الارشيف وصوره عمرو المصري عن الطبيب الاديب الذي احب مهنته ،ولكن حبه للتعبير عن الناس الذين عاش بينهم واحبهم وسمعهم كان اكبر فتحول للكتابة عنهم ، وفي هذا يقول أدريس في الفيلم (أخذت شغلي كطبيب بجد،واحيانا كنت أستمر ٢٤ساعة كاملة في العمل بالمستشفي ) ،ومن المستشفي (القصر العيني ) الي ما حولها حيث كان يجلس علي المقاهي ويلعب الطاولة مع العمال والصنايعية فعرف طريقة تفكيرهم ،وتعبيرهم ،وشعر بنبض الشارع المصري ،وهو ما اضاف اليه الكثير في رحلته بعدها للكتابة الادبية والروائية ،وحيث أثارت مجموعته القصصية الاولي (ارخص ليالي ) الكثير من الاهتمام ،والدهشة .
لا وقت للحب
هل كان عمله كطبيب مصدرا لقصصه التي تحولت لافلام سينمائية ؟ نعم ،ولكن الثقافة والمعرفة كانا الهم الاول له وفقا لشهادات ضيوف الفيلم مثل الطبيب الكاتب محمد المخزنجي،والكاتبة سلوي بكر ،والكاتب اشرف عبد الشافي،والكاتبة اسماء يحيي الطاهر ،وايمان يحيي وقبلهم الابن سامح يوسف أدريس محب الكتابة ايضا (والدي قال لي لكي تكون كاتبا يجب ان تقرأ القرآن الكريم جيدا ) ،كان يعتبر القراءة من ابجديات الحياة ،اما الكتابة فهي موقف من الحياة ،(من حسن حظي ان الثورة والحركة الوطنية جعلتني اشعر بأهمية الكتابة وأقترب من الناس )و(سألت نفسي هذا السؤال البسيط ؛هل يمكن ان تعيش دون ان تكتب ،والاجابة لا يمكن ان اعيش دون ان اكتب )،كانت الكتابة هي فرصة ادريس للتعبير عن وجهة نظره في احداث هامة ومتتالية عاشها مع ابناء مصر بداية من نهاية الملكية وبزوغ ثورة ٢٣يوليو ،الي النكسة ،ثم الانتصار في اكتوبر المجيد ،وزمن الانفتاح الي ان رحل في اول اغسطس عام ١٩٩١بعد أزمة قلبية دفعته للعلاج في لندن عند الطبيب المصري الشاب وقتها الدكتور مجدي يعقوب ،ويذكر الفيلم ان الدكتور يوسف ادريس كان اول مريض مصري يجري عملية القلب المفتوح ،فقد كان شغوفا بكل ما هو جديد في العلم مثل شغفه بالادب والفن والقراءة وهو ما عبر عنه في مقال شهير له بعنوان (أهمية ان نتثقف يا ناس ) ،وتأكيده المستمر علي اهمية ان يحب الناس ما يمارسونه من مهن واعمال ،و لهذاانطلق في الكتابة الابداعية بمجموعته الاولي عام ١٩٥٤(ارخص ليالي )ليتبعها بكتابة المسرحيات ، والروايات ،والتي تحول بعضها الي افلام سينمائية مهمة ،مثل (الحرام )،(وقاع المدينة ) ،و(لا وقت للحب )،و(النداهة ) والفيلم القصير (لي لي ) اول افلام مروان حامد كمخرج ،لقد استطاع يوسف ادريس ان يفعل ما عجز عنه غيره بمحبته للعلم والادب والثقافة واصراره علي ممارسة الكتابة وخلالها طرح كل الاسئلة التي تؤرقه غير مهموم الا بالبحث عن الحقيقة (انا كاتب صريح ،ولما اكتب ،لا اقيم اعتبارات لأي شيء ،،وده دخلني في معارك كتيرة ). انه المثقف الموهوب الصادق واحد ايقونات الثقافة المصرية ،شكرا للوثائقية .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية