تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كل هذا العار!
تخفى طرطشة الدم ورائحة الجثث فى الشرق الأوسط «مآسى إغريقية»، لكن مشاهد العار التى سجلتها أحداث الأيام الماضية ستبقى برهانا ساطعا، على عمالة وخيانة فصيل الإخوان الإرهابى الذى لفظه المصريون بلا رجعة، بعد إفشال مخططه للسيطرة على الدولة، والآن تتجلى عمالة أجنحة التنظيم فى أرخص صورها، ليس فقط باستهداف مصر، ولكن بتبرئة القاتل الذى ضبط متلبسا بجرائمه الوحشية!.
الجانى الإسرائيلى الذى يسعى الفصيل الإرهابى إلى تبرئته والتماهى مع «أجندته»، وتحويل أنظار العالم بعيدا عن إبادته الجماعية للفلسطينيين، ضبط متلبسا بجرائمه، دماء الضحايا لا تغطى كفيه فقط، بل تتغلغل فى عقله وفكره وسلوكه، يرتكب جرائمه أمام أعين العالم غير مكترث بالقانون الدولى ولا الإنساني، ولا يلتزم بأى مبدأ أخلاقي؛ كل هذا لم يرق فى تصنيف «الإخوان» إلى مرتبة الجرائم؛ فهذا هو منهجهم، وهذه هى عقيدتهم، بعيدا عن الشعارات التى رفعوها طوال السنوات لخداع الشعوب.
وإذا كان «العار» سيظل يلاحق الاحتلال الإسرائيلى؛ بسبب جرائمه ضد الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فإن العار سيلاحق الإخوان خاصة؛ بعد سقطتهم الأخيرة ــ بوقفتهم أمام السفارة المصرية بتل أبيب أو مسلسل استهداف سفاراتنا فى عدد من عواصم العالم ــ التى وضعتهم فى «خانة واحدة» مع الكيان المغتصب لحقوق أشقائنا الفلسطينيين، وصاحب أكبر رصيد من جرائم التجويع والإبادة، ضد أهالى غزة.
منذ عقود وعار الإخوان هو العار، لم يختلف أو يتغير إلا بزيادة الوزن.. والحقيقة أن وجود الاحتلال والإخوان فى خانة واحدة يعكس طبيعة كل منهما؛ لأنهما بالفعل وُجدا للقيام بدور وظيفى، يمارسه كل منهما وفق خطط وأهداف محددة، يتم تنفيذها بدقة فى توقيت بالغ الأهمية، يجرى خلاله هندسة إقليم الشرق الأوسط بخرائط جديدة وأدوار يتم توزيعها على أدوات التنفيذ، والأداة الإخوانية خير من يؤدى أدوار الخيانة، واستهداف الدول الوطنية، وإشاعة الفوضى.
الحقيقة أن ما قام به هذا الفصيل الخائن لم يكن مفاجأة، إنما فصل جديد من العمالة والخيانة التى يتوارثون طباعها وأساليب تنفيذها منذ التأسيس المشبوه فى القرن الماضى؛ يجيدون تنفيذ الدور الوظيفي، كما هو مرسوم لهم، يتم استدعاؤهم عند الحاجة، ودائما هم فى الموعد، وفى كل جولة تتكشف حقيقتهم وتزداد كراهية المصريين لهؤلاء الخونة الذين تمثل تحركاتهم الإجرامية محاولة لتصفية حسابات سياسية، لا دفاعا عن القضية، ما يجعل هذه التحركات «عارا» يفضح سوءاتهم؛ على المستوى الأخلاقى والسياسى والاستراتيجي.
نأتى لدور مصر تجاه القضية الفلسطينية، الذى يتناساه فصيل الإخوان الإرهابى، وفق الدور المرسوم لهم، ونقول- بكل ثقة وتجرد ووفق جهود وأرقام تتحدث عن نفسها- إن القضية لم تغب لحظة عن أجندة الأولويات المصرية؛ ويكفى التصدى لمخطط التهجير، ولا أذيع سرا لو قلت إن «الموقف المصري» القوى والواضح والراسخ كان هو «الصخرة» التى تحطمت عليها مشروعات التهجير وتصفية القضية، حتى الآن، وصولا إلى إغاثة مصر غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع، والتى أسهمت مصر فيها بما يتراوح بين 70% و80%، ثم الجهود المصرية التى لا تكل ولا تمل؛ لاستعادة مسار عملية السلام، والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية؛ إيمانا منها بأن القضية قضيتها وأنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
إن ما تتعرض له مصر من حرب نفسية ونشر معلومات مضللة لتزييف الحقائق والدعايات المغرضة؛ لتقويض الثقة بدورها المحورى وزعزعة التزامها الأخلاقى والاستراتيجى تجاه فلسطين. فالقاهرة هى السند وحائط الصد المتين وصمام الأمان للقضية، وهو أيضا محاولة يائسة لزرع الفرقة بين الشعوب العربية، وإحباط الروح المعنوية للفلسطينيين، وصرف الانتباه عن «الجانى الحقيقى» وراء مأساتهم.
يبقى الآن أن ندرك أننا نمر بمرحلة صعبة وفارقة، وأن وعى المصريين ووقوفهم خلف القيادة السياسية، ضرورة ملحة، وهو مربط الفرس، وحجر الزاوية لمواجهة كل التحديات، وتجاوز الصعاب التى تعترض الطريق، والمؤكد أن الشعب المصرى لديه من الوعى ما يكفي؛ لكشف وفضح ما يستهدف به الوطن، وما يتم تدبيره فى الخفاء. إن الوعى الحقيقى لا يتوقف عند حدود اليقظة والتنبه لما يحاك ضد مصر وشعبها؛ لوقف مسيرتها، وإنما يتطلب تعزيز روح الولاء والانتماء، والوقوف صفا واحدا بأياد متشابكة، لا هدف لها إلا مصر الكبيرة بتاريخها، وحضارتها، وثقلها، وقيادتها، وشعبها، وجيشها، وشرطتها.. تحيا مصر.
◙ ◙ ◙
منذ عقود وعار الإخوان هو العار، لم يختلف أو يتغير إلا بزيادة الوزن.. والحقيقة أن وجود الاحتلال والإخوان فى خانة واحدة يعكس طبيعة كل منهما؛ لأنهما بالفعل وُجدا للقيام بدور وظيفى، يمارسه كل منهما وفق خطط وأهداف محددة
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية