تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ثورة البقاء والبناء

لا يزال أمام التاريخ الكثير من الوقت، ليكتب عن ثورة 30 يونيو، وما تفردت به دون الثورات الأخرى، فهى ملحمة وطنية، ستدرس أسبابها، وأهدافها، وأحداثها، ونتائجها، للأجيال المتعاقبة، لاستلهام العبر والدروس، وتسجيل ما فعله المصريون فى يوم عظيم من تاريخهم على اختلاف طبقاتهم، وعقائدهم، وأجيالهم، وفئاتهم من مثقفين وعمال وفنانين وفلاحين، من أجل تحرير إرادتهم، وإنقاذ وطنهم، فاستحقت- دون أدنى مبالغة- ألا تكون مثل الثورات التقليدية.

 

وما كانت ثورة 30 يونيو تحصل على هذه المكانة، وتدخل بالبلاد إلى جمهورية جديدة، متطورة ومتقدمة، بدلاً من وطن منقسم متصارع، تهدده حرب أهلية، لولا القائد الذى تقدم الصفوف، وطلب التفويض من الشعب، وتعهد بحمايته، وهو ما سيخلده التاريخ للرئيس عبدالفتاح السيسي، وما كانت تنجح لولا جيش قوي، أقسم اليمين، وعاهد الله، وعقد النية على الانتصار للمصريين وقبل المهمة المقدسة؛ بعد أن ضاق الوطن بجرائم «الجماعة الإرهابية» وسياساتها، وخنقه الميل إلى العشيرة دون غيرها، وما كانت تؤتى ثمارها لولا دور الشعب الواعى الذى قرر أن يواجه، مهما تكن النتائج، وأن يتخلص من حبل المشنقة الذى يلتف حول الرقاب، وخرج، بنسائه قبل رجاله، ضاربا أروع الأمثلة فى الثورة الكبيرة على كل من يأتى عليه، ويخطف منه وطنه، ويدنس ترابه الغالي.
وفى عهد الجماعة الإرهابية، دخلت مصر فى ليل طويل، حالك الظلام، ليس من خلفه فجر وضياء وشروق، وانزوى البلد الكبير، صاحب التاريخ والحضارة، وغاب عن المجتمع الدولي، وانكمش دوره فى الأمتين العربية والإسلامية، وغابت مؤسسات الدولة، ولكن بعد 30 يونيو، استردت الدبلوماسية المصرية تأثيرها، ونجحت القوات المسلحة فى تحديث أسلحتها، واستعادت الشرطة عافيتها، وعادت مصر لممارسة دورها الإفريقى والإقليمى والدولي. وما إن تبدد الدخان الكثيف، واستقرت الأوضاع حتى بدأت مرحلة غير مسبوقة فى تاريخ مصر من البناء والتنمية، بعد أن نزل الرئيس السيسى على رغبة الملايين من المصريين بترشيح نفسه للرئاسة، لإنقاذ مصر من عملية اختطاف منظمة، تريد العودة بها للوراء، وكان القائد عند حسن الظن، وقاوم كل الأعاصير، والحملات الممنهجة، المغرضة، وشرع فى بناء جمهورية جديدة، بدأت تظهر ملامحها فى كل ما هو حولنا، رغم أزمة اقتصادية عالمية، وحروب إقليمية، وتفشى أوبئة.
وأقول، ويتفق معى كل من يعشق تراب هذا الوطن، ويرى الأمور بعين محايدة، ورؤية متزنة، إن ما حدث فى 30 يونيو، حفظ للبلاد هويتها، وأبعدها عن مخطط، ما أطلق عليه «الربيع العربى»، وبدد السحابة السوداء الخانقة، وفتح الطريق لسنوات من الكفاح والعمل، لاهدف فيها إلا إعادة مصر إلى مكانتها، وتوفير حياة كريمة لملايين كانوا يشتاقون إلى بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية سليمة، وهذا أبسط حقوقهم.
إن ما عاشته مصر، ويشهد به الجميع، استقرار حقيقى، مع تنمية شاملة، وإصلاحات جذرية، تحمل عواقبها المصريون بكل رضا وقبول وثقة فى تجاوز كل التحديات والصدمات العالمية، فكان الشراكة والتوافق والحوار الوطنى والتكاتف والتلاحم، الذى دخل بنا إلى مصر جديدة، وقضى فى المهد على كل المحاولات الخبيثة لطمس الهوية الوطنية.
وحمل الرئيس السيسى الأمانة، منذ اللحظة الأولى، بعد أن رأى الشعب يئن من حكم، لا يهدف إلى مصلحة البلاد، ويفت فى عضد القوى المصرية، وهو قرار لا يقدم عليه إلا قائد ذو قدرات خاصة، يعرف ماذا يفعل، وفى الوقت نفسه وطنى مخلص، يعشق بلده، ويحلم بأن يراه فى الصفوف الأولى، فكان الانحياز إلى مصالح الشعب، الذى فوضه عن ثقة وتقدير، فخاض بحكمة وشجاعة القائد، مسيرة الخلاص من المختطف، ومن بعدها مباشرة مسيرة تنمية لم تشهدها البلاد عبر تاريخها، مجابها ظروفا قاهرة، تعامل معها بكل عزيمة وإرادة، مترفعا عن كل ما يحاك، ويقال فى الظلام.
ونتذكر جميعاً، كيف كان جيش مصر العظيم يتابع ويراقب، ما يموج به الشارع، وعند ساعة الصفر، كان الانحياز إلى الإرادة الوطنية الحرة، وهو أمر ليس بغريب على جيش يستند إلى ثوابت تاريخية وعقيدة راسخة، ويعتبره الشعب السند الآمن والملاذ عند الخطر، وتدخَّل فى الوقت المناسب لإنقاذ البلاد من الفوضى، وتبنى خارطة للمستقبل أملتها الظروف فى ذلك الوقت، فكان تغيير مسار الأمة إلى الطريق الصحيح.
ولم يكن طريق الإصلاح الاقتصادى الشامل، وإجراءاته، أقل صعوبة من مهمة الحفاظ على هوية الوطن، وهنا ظهر دور الشعب، الذى فوض، وساند، وأيد، وتحمل، وما فعل ذلك إلا رغبة فى حياة متطورة، وثقة فى قيادته الحكيمة، لتجسد ثورة 30 يونيو ــ بكل صدق ــ عظمة المصريين، وتكشف عن مدى وعيهم، وحُسن تقديرهم الأمور، وتعلن نفسها ثورة شعبية ذات مواصفات خاصة، ونتائج مذهلة، تشمل الشقين الأهم، وهما البقاء والبناء.
ووصف الرئيس السيسى الثورة بقوله: «ثورة 30 يونيو استعادت بها مصر هويتها الوطنية وصوب بها شعبها العظيم مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته صلبة لا تلين، ولا يمكن كسرها، وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة فى حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه، وللأجيال القادمة».
وتابع الرئيس: «الثورة مثلت نموذجا فريدا فى تاريخ الثورات الشعبية؛ حيث جسدت معانى وقيما غالية، أهمها قدرة الشعب المصرى على تجاوز ما يتعرض له من تحديات، والتى ما كان من الممكن التغلب عليها إلا بوحدته واصطفافه الوطنى».
ولا يخطئ أحد فى أن ثورة التنمية كانت أشد صعوبة ومعاناة، فى ظل ضغوط كبيرة من الداخل والخارج، تحاول أن توقف مسيرة بناء وطن جديد بعد تحريره من أيدى تجار الدين، وتوالت المشروعات القومية، ومنها قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، والطرق والنقل والمواصلات، وزراعة الصحراء، وتوطين الصناعة، والدخول فى عالم التكنولوجيا، أضف إلى كل ذلك مواجهة الإرهاب فى سيناء وغيرها.
وتبقى دائما ثورة 30 يونيو من الشعب وللشعب؛ هدفها السامى حياة كريمة، وحرية، وعودة للأمن والأمان، وتأمين لحدود الوطن، ونقلة حضارية تصلنا بماضينا البعيد، عن طريق مشروعات قومية ضخمة وعصرية، هى الأفضل عالمياً.
11 عاماً من العمل المتصل، والمشروعات العملاقة، التى بدأ يظهر خيرها، من أجل جمهورية متقدمة، ترتفع أعمدتها الآن فى كل شبر على أرض الوطن...هى بحق ــ جمهورية قوية، أبية، ولدت فى ظروف عالمية وإقليمية مميتة، ولكن سترتفع فى البنيان؛ لأن خلفها قائدا لا توقفه، ولا تحبطه الشدائد، مهما كانت قوتها التدميرية، ودائما تحيا مصر برئيسها، وجيشها، وشرطتها، وشعبها، فلهم جميعا التحية والتهنئة فى هذا اليوم العظيم.
◙  ◙  ◙ ◙
ما كانت ثورة 30 يونيو تحصل على هذه المكانة، وتدخل بالبلاد إلى جمهورية جديدة، متطورة ومتقدمة، بدلا من وطن منقسم متصارع؛ لولا القائد الذى تقدم الصفوف، وطلب التفويض من الشعب، وتعهد بحمايته، وهو ما سيخلده التاريخ للرئيس السيسى

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية