تحظى أهمية أمن الوطن والمواطن بأولوية خاصة لدى الدولة المصرية باعتبار ذلك هو جوهر الأمن القومى الشامل لها. وينصرف هذا الشمول ليغطى المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية. والأخير منها هو ما يشكل قمة الهرم المجتمعى نزولا إلى الأسرة فالفرد الذى يمثل القاعدة العريضة للهرم.حيث يمثل الفرد الوسيلة والغاية لتحقيق الأمن القومى فى مجالاته المختلفة.وهنا سنركز على الفرد مستخدما الطريق سواء سائق المركبات على تنوعها أو المترجل لعبور سطح الطريق أو من خلال كبارى المشاة كما يلى:

شبكة الطرق والكبارى: التى تشكل عصب البُنى التحتية لحركة النقل والمواصلات للأفراد أو الشاحنات لخدمة التجارة وبالتالى الاقتصاد، حيث بذلت الدولة جهودا كبيرة فى هذا المجال لتنشئ شبكة تضاهى الدول الكبرى المتقدمة، ليتبقى أن نحافظ عليها ونستخدمها الاستخدام الصحيح والآمن لنطيل عمرها الافتراضى ونحقق أمن المواطن لمنع وتقليل الحوادث وذلك بالثقافة المرورية واحترام القانون من خلال: صيانة لوحات التوجيه العواكس وخاصة الفسفورية ليلا مع استهداف العواكس المضيئة بالطاقة الشمسية للتقاطعات الرئيسية كمرحلة تالية.

مع استحداث لوحة للوقوف التام قبل الخروج من تقاطع الطرق الفرعية الي الرئيسية ذات الأسبقية فى نفس الاتجاه كما فى دول اخرى(yield)-والحذر من الظل اسفل الكبارى حيث ضعف الرؤية وأهمية إضاءة الانتظار- وإزالة ما يحجب الرؤى المتبادلة وخاصة مزروعات وأسوار التقاطعات- وزيادة امان الطرق ليلا باستخدام عواكس الحارات المرورية ونهايات اجناب الطريق وتفادى الضوء المبهر المفاجئ - وعبور المشاة من أماكن محددة- مع أهمية عدم تكرار محطات تحصيل الرسوم داخل المحافظة او الولاية الواحدة.

الإعلانات التجارية على الطرق والكبارى: والتى تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي لقطاع النقل، كما أنها من أهم وسائل الدعاية للمنتجات والسلع المُعلن عنها حيث تراها ملايين الأعين خلال حياة الإعلان.مع مراعاة ضوابط الأمان للأفراد والسيارات مثل: أمن كبارى المشاة بعدم تغطية اجنابها بالإعلانات لحماية الأفراد وخاصة السيدات مع إضاءتها ليلا ومنع الباعة الجائلين فوقها لتحقيق انسيابية الحركة.ويمكن وضع الإعلانات فوق كبارى المشاة بشكل مزدوج لتُرى من الجانبين.

-مراجعة الإعلانات التجارية الكبيرة والمضيئة لتفادى خطورة الضوء المبهر والمفاجى لتفادى(العمى اللحظى) المرتبط بشدة الإضاءة -وصيانة الإعلانات وخاصة كبيرة الحجم والوزن ومراجعة عمرها الافتراضى ومراجعة الارتفاعات وخاصة فى المناطق المبنية كثيفة السكان كالقاهرة، ومراجعة أساليب التثبيت الهندسى الرأسية والأفقية حيث يزيد تثبيت جانب واحد من خطورة معامل الجاذبية الأرضية.

وسائل النقل: وترتبط سلامتها بسلامة السيارة ذاتها ثم بكفاءة السائق وقيادته وثقافته المرورية والمجتمعية.فمن حيث السيارة ورغم أن الفحص الفنى كل ثلاث سنوات فإنه يجب التأكد من كفاءتها ومواءمتها مع البيئة من حيث انبعاثات العوادم الكربونية والملصقات الأمنية المرورية لمكافحة سرقات السيارات- كذلك متابعة عدادات الأمان للحرارة وحالة الإطارات واحتياطيها- وصلاحيات أنوار الضباب- وكذلك صلاحية مساحات المطر.إلخ. كما نحتاج الى إعادة تصنيف بعض الشاحنات وتقنين تسييرها، فمثلا تتحرك شاحنات (الجامبو 3 أطنان) مع العربات الخاصة والربع نقل الخفيف، حيث يجب إعادة تصنيفها مع النقل الأكبر والتحرك على طرق الخدمة- مع تدقيق وتجريم عدم التغطية الآمنة للشاحنات لمستواها الافقى لمنع سقوط الأحجار وتطاير القمامة ومخلفات الأشجار.

ومن حيث السائق : فتبرز أهمية الثقافة العامة والمرورية وأساليب القيادة المتزنة مع كبح جماح المتهورين الذين يهددون أمن الطريق ويثيرون الذعر- مع أهمية إشارات تغيير الاتجاه التى يتجاهلها البعض إما لأنه يقود (كالسائر على قدميه) أو لإطالة عمرها الافتراضى! مع أهمية استخدام المثلث العاكس على الأرض وخلف السيارة بمسافة مناسبة وتشغيل الانتظار مع الابتعاد عن بحر الطريق- وضرورة الاحتفاظ بحقيبة الإسعاف الطبى الأولى صالحة للاستخدام، قبل اللجوء الى طلب سيارة الإسعاف- وهنا يجب أن أوجه الشكر لقطاع الإسعاف فى مصر إلى هؤلاء الجنود المجهولين (المعلومين) على سرعة التلبية فى أى مكان على مدار الساعة وكفاءة أسطول سياراتهم وتجهيزها الطبى ومستوى تدريب أطقمها فلهم كل الشكر.

وفى النهاية نعود مرة أخري إلى الفرد وأهمية تنمية ثقافته وإدراكه ووعيه الشخصى الذى سينعكس على الفرد والأسرة كجزء من آمنه الجمعى المجتمعى ضمن مكونات الأمن القومى الشامل.من خلال حسن استخدام الطرق والمركبات واحترام قوانين المرور والنقل والحفاظ على البُنى التحتية التى كلفت الدولة المليارات لتضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة فى هذا الشأن.

•  مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا