تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

٣٠ يونيو .. شرعية شعب

الإخوان لم يحكموا مصر كدولة بل كغنيمة، ومارسوا الإقصاء والعزل والتكفير، واستبدلوا مفهوم الدولة الوطنية بمنطق «الأهل والعشيرة»، أرادوا دولة على مقاس الجماعة، لا تعرف تنوعًا ولا تعددية، ولا تعترف بهوية أو علم أو نشيد.

استكثروا على المصريين فرحتهم بوطنهم، وسعوا إلى إسقاط الجيش وتفكيك الشرطة، وأخونة مؤسسات الدولة، وتفريغ الأزهر من وسطيته، وتحويله إلى أداة طيعة بيد التنظيم، ودخلوا فى سباق مع الزمن لتنفيذ مشروع الخلافة.

رفعوا شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص»، لكن الحقيقة أن سلميتهم كانت مفخخة، واختطفوا الشوارع وأحرقوا الكنائس، وهاجموا أقسام الشرطة وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامي، وأقاموا ميليشيات موازية فى كل مكان، وبينما أبناؤهم يدرسون فى أوروبا، أبناء عامة المصريين يُدفعون إلى جبهات الموت والانتحار.

اغتالوا الضباط والجنود وخانوا الوطن، ولم يطلقوا رصاصة على العدو الحقيقى، بل قدموا أنفسهم أوصياء على الدين، وفى الحقيقة كانوا يفرغونه من جوهره، ليصنعوا منه خطابًا كاذبًا مغلفًا بالدم والنار.

فشلت الجماعة لأن المصريين ببساطة لا تُخدعهم اللحى أو العمائم، لم تنطلِ عليهم أكاذيبهم «جبريل فى رابعة»، ولا قصة «صلاة النبى صلى الله عليه وسلم خلف مرسي»، ولا دعاوى الخلافة فوق أنقاض الدولة، وأراد الإخوان إشعال صراع طائفى وحرقوا الكنائس، وتوعدوا بدفع الجزية، لكن المصريين ردوا بتحية الوطن الواحد، وتلاحم الهلال مع الصليب.

كنا نسأل أنفسنا: ماذا لو استمر الاخوان؟

كانت مصر ستنقسم إلى دويلات طائفية، سيناء ستباع للجماعات الارهابية، وكان الأزهر سيُختطف، والقضاء يُقصى، والجيش يُفتت، ومصر ستفقد اسمها وهويتها ومكانتها، ولكن إرادة الشعب كانت أسرع، وصوت الملايين كان أعلى، فوقف الجيش حارسًا للوطن واستعادت مصر نفسها.

لم ينس المصريون من قتلوا اولادهم ولا يملكون حق الصفح، ولا يمكن لأى أم شهيد أن تقبل بعبارة «عفا الله عما سلف»، فالقصاص العادل هو الذى حقق الردع والطمأنينة، وليس محاولات الغفران السياسى المغشوش، الشرعية لمصر وليس لجماعة إرهابية، شرعية الحفاظ على هويتها وثقافتها وأمن وسلامة شعبها، وليس السطو على شرعية وطن واختزاله فى أطماع الجماعة.

شرعية مصر ليست صندوقًا انتخابيًا يُسرق، ولا مكتب إرشاد يُخفى قراراته خلف الستائر، شرعيتها فى وحدتها الوطنية وتنوعها الفكرى وسلامها الاجتماعي، وهو ما أراد الإخوان أن يذبحوه فكانت ٣٠ يونيو ليس مجرد ذكرى بل وصية تاريخية.

لا ننسى من حاولوا خطف البلد، ولا نغفر لمن تآمروا على وحدته، ولا نسامح من وصفوا أبناء الوطن بالكفار، واعتبروا دماءهم قربانًا لمشروعهم الكاذب، وتحيا مصر بمن قالوا «لا» فى الوقت المناسب، وبمن قدموا أرواحهم فداءً لوطنٍ لا يُقهر.

إعادة التذكير بهذه الأيام السوداء مهم وضرورى، لمقاومة حالة «ضعف الذاكرة» ونسيان الخطر، وأهم مظاهرها الآراء والكتابات التى بدأت تطل برأسها، ونسيان أن مصر عاشت أياماً أسود من السواد وكانت البلاد على شفا الضياع.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية