ما يميز وزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي، هو الشرح المُبسط لأحداث معقدة، وهذا ما فعله مع الجالية المصرية في موسكو فى حوار طويل امتد لساعتين، تراجعت فيه الأسئلة والمطالب الشخصية، وعكست كلمات أعضاء الجالية الحرص على الاطمئنان على أحوال مصر فى ظل الأحداث الساخنة فى المنطقة.. ودون أن أنقل حرفياً ما دار فى الحوار، ألخصه فى النقاط التالية وفقاً لما قاله الوزير.

• أولًا: التحديات التى تتعرض لها مصر شديدة الخطورة، ولم تشهد مثلها فى تاريخها ومن كل الجهات الجغرافية، بعد أن كان الخطر فى فتراتٍ سابقة يأتى من الناحية الشرقية، انفجرت كل الجبهات فى توقيت واحد.

• ثانيًا: تستثمر إسرائيل الصمت الدولى المُخجل، للاستمرار فى عدوانها الغاشم وغير المسبوق، والذى يفوق كل الجرائم التاريخية ، ووصل الأمر إلى جعل الحياة فى غزة غير ممكنة، دون أن يتحرك ضمير العالم لوقف المجازر اليومية التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

• ثالثًا: تتحمل مصر مسئولية كبيرة لوقف العدوان الإسرائيلي، فى ظل فشل المجتمع الدولى والولايات المتحدة فى الضغط على نتنياهو  لقبول التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ومنحه زعماء الغرب بصمتهم شيكاً على بياض ليفعل ما يريد، وتصدت له مصر بقوة وفشلت خطته لتهجير الفلسطينيين، وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من ذلك واعتبره خطاً أحمر.

• رابعًا: يحاول نتنياهو أن يعوض فشله فى غزة بتطبيق نفس السيناريو فى الضفة الغربية ليجعل الحياة فيها مستحيلة ودفع الفلسطينيين نحو الأردن «أرض بلا شعب»، بما يتيح له فى المستقبل توسيع أراضى إسرائيل على حساب دول الجوار ويستخدم نفس الأساليب فى الحرب القذرة ضد المدنيين الفلسطينيين لإرهابهم وإجبارهم على ترك ديارهم.

• خامسًا: يقوم نتنياهو بإفساد كل فرص وقف إطلاق النار كلما تلوح فى الأفق بوادر ذلك، ولا يعنيه إلا أن يستمر فى الحكم، ففى اليوم التالى لوقف الحرب ستُفتح له ملفات كثيرة متعلقة بالفساد والإخفاق فى غزة، وآخر محاولاته الفاشلة مزاعمه الكاذبة حول تهريب السلاح عبر الحدود المصرية، وهو ما ردت عليه مصر بالأدلة والبراهين، وأثبتت كذب ادعاءاته.

• سادسًا: تحدث الوزير عن الحدود المشتعلة تجاه ليبيا والسودان، وأن سياسة مصر هى الدفاع عن وحدة وسلامة الأراضى الليبية والسودانية، واعتبار السودانيين أخوة أشقاء لا يمكن التخلى عنهم، مع الوضع فى الاعتبار الحفاظ على القوانين ومقتضيات الأمن القومى المصري، وأن مصر لا تدعم أشخاصاً بل تساند مؤسسات.

• سابعًا: تحدث الوزير عن حزمة من الإجراءات والتسهيلات للجاليات المصرية فى الخارج، وإرسال بعثات قنصلية إلى المصريين فى الأماكن التى يتواجدون فيها، حتى لا يتحملوا مشقة السفر فى الدول ذات المساحات الكبيرة مثل: أستراليا وأمريكا وكندا، ونصح بعض الدارسين فى روسيا بالاطلاع على الفرص المتاحة فى الجامعات المصرية وعددها 104 جامعات التى تفوق نظيرتها فى الخارج.