تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هذا هو موقف مصر

أتمنى أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بداية لمحاكماتٍ واسعة لنتنياهو بجرائم الحرب والإبادة الجماعية للمدنيين، وعندما تكشف الأرض أسرارها من مقابر جماعية وبقايا أسلحة محظور استخدامها، سيكون مصيره مثل زعماء النازية الذين حُوكموا وتم إعدام بعضهم.

وأتمنى أن تفتح الفصائل الفلسطينية بنفسها ملفات المساءلة والحساب، لعدم تكرار القرارات الفردية مثل التى اتخذها السنوار، وأدت الى رد الفعل الإسرائيلي الإجرامى، وتدمير غزة وقتل وجرح عشرات الآلاف، تمهيدًا للخطوة الأولى فى الطريق الطويل جدًا نحو السلام وحل الدولتين.

أتمنى من الفلسطينيين أن يتصالحوا ويرتفعوا فوق خلافات الصراع على السلطة، فلم تعد هناك سلطة تستحق ما حدث من تضحياتٍ، وإذا لم يحدث ذلك فالنار لا تزال متقدة تحت الرماد.  مصر معكم وتحمل أعباء القضية فوق أكتافها، وظل موقفها ثابتًا راسخًا منذ اللحظات الأولى للحرب حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والرفض التام للتهجير القسري، وإدانة حرب الإبادة ضد المدنيين، فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية، وعدم توسيع نِطاق الحرب.

وأفشلت مصر خطط نتنياهو لتهجير الفلسطينيين القسرى إلى سيناء وتصفية القضية وكانت خطته الإجرامية تنقسم إلى ثلاث مراحل:

أولًا: تدمير شمال غزة: بحيث تصبح الحياة مستحيلة ودفع السكان للهجرة القسرية إلى الجنوب، وحدد الجيش الإسرائيلي ما أسماه الممرات الآمنة للهروب من الجحيم.. ثانيًا: ضرب جنوب غزة ودفع السكان للهجرة إلى الحدود المصرية، والتكدس أمام معبر رفح، وتوجيه المساعدات لهذه المنطقة. 

ثالثاً: قذف المنطقة الحدودية وفتح ثغرات فى السور العازل، ودفع الأهالي للعبور العشوائى والدخول إلى سيناء هربًا من الغارات.

وكان نتنياهو يخطط لجر الشكل مع مصر.. وأن تتصدى القوات المصرية للفلسطينيين لمنع تدفقهم إلى سيناء، وتنقل إسرائيل الحرب إلى مصر بدلًا منها، فتصبح حربًا مصرية فلسطينية، أو أن تسمح مصر بدخول الفلسطينيين، والعبور العشوائى إلى سيناء هربًا من الغارات التي تشمل كل غزة.

يومها كان التحذير المصرى شديدًا على لسان الرئيس قائلًا: « الجيش المصرى نار لا تلعبوا معه «.. وقال فى تفتيش حرب الفرقة الرابعة مدرعات: «لا تقلقوا على مصر»، وكانت الاحتمالات تتزايد حول مغامرة إسرائيل بتوسيع نِطاق الصراع، ولم يكن القلق خوفًا من إسرائيل فى ظل الجاهزية الكاملة للقوات المسلحة وقدرتها على المواجهة والرد، وإنما خشية العودة بالمنطقة من جديد إلى حالة الحرب واستنزاف قدرات الدول والشعوب.

وجاءت عبارات الرئيس: مصر دولة قوية ولا تُمس، وسياسة مصر ليس فيها غدر ولا خسة ولا تآمر ولا خيانة ولا مصالح، مصلحتها الوحيدة أن تستقر الأوضاع بالمنطقة.

وإسرائيل تعلم جيدًا أن جر الشكل مع مصر له عواقب وخيمة، ويفتح على المنطقة مخاطر لا تحتملها، وتعاملت مصر بمنتهى الهدوء والحكمة، فالحروب ليست مغامرة أو مقامرة ولا بحثًا عن بطولة، وتحملت البلاد فاتورة القضية الفلسطينية التى استنزفت مواردها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية