تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
موقف ملك الأردن !
اعتقادى من متابعة المؤتمر الصحفى أن الملك عبدالله الثانى كان غاضبا من الرئيس الأمريكى ترامب، والمعروف عن جلالته عندما يواجه أسئلة صعبة يرد بثقة وهدوء ، وعندما يُطرح عليه سؤال غير مريح أو خارج السياق، يعرف كيف يعيده إلى الإطار الذى يخدم رسالته ، ويتجنب الانفعال أو التصعيد فى ردوده.
واعتقادى أن الرئيس ترامب فى لقاءاته الصحفية، لا يراعى التقاليد الدبلوماسية الواجب اتباعها مع رؤساء الدول، ويختار غرفة ضيقة ومقاعد غير مريحة مثل فصل دراسى مزدحم ، ويحدّق فى ضيفه بطريقة حادة وملفتة ، وخلفه المدفأة الكئيبة.
واعتقادى أيضا أن ما يحدث فى الغرف المغلقة ليس هو ما يُصرح به فى العلن أمام الإعلاميين ، ولا يفرق ترامب بين أحاديثه فى مؤتمرات الدعاية فى دوائره الانتخابية ، وبين الحديث مع زعماء يتمتعون بالحب والاحترام والتقدير ،
ويتعمد الحديث بنفس طريقته التى تثير الجدل وكأنه يبحث عن الترند، ولا يعمل حسابا لردود الأفعال.. يجب أن يقولوا للرئيس الأمريكى أن تكرار أحديثه عن التهجير يلقى رفضا واستهجانا من الحكام والشعوب العربية والإسلامية، وليس من الحنكة واللياقة أن يكررها بقصد إحراج الرؤساء العرب فى المؤتمرات الصحفية، وإلا سيواجه بالرفض العلنى على الهواء، ويجد نفسه فى مأزق كبير.
احترمت ملك الأردن الذى احتفظ بالهدوء الذى يعكس تقاليد المجتمعات الشرقية، وتعظيم القيم الثقافية والتقاليد الاجتماعية والهيبة التى تعزز العلاقات الدولية، وثقافته العالية وإجادته التامة مع التعامل مع وسائل الإعلام الدولية.
أما الموقف الأردنى المُعلن من التهجير، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ثابت وراسخ، ويرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة ، ودعم حق العودة للفلسطينيين، ورفض أى حلول تتضمن ترحيل السكان، وأى مخططات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، ويعتبر ذلك انتهاكًا للقانون الدولى ، و يشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ومعارضة أى محاولات لتغيير التركيبة السكانية للأراضى الفلسطينية المحتلة.
الاردن ينسق مع الدول العربية وخصوصا مصر، ويسعى إلى حشد الدعم العربى والدولى ، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ومنع المساس بها والاعتداء عليها.
والسؤال هنا: لماذا يجىء الزعماء العرب إلى ترامب إذا كان مصرا على تكرار نفس الحديث المرفوض ؟.
الآمال معلقة على القمة العربية الطارئة المقرر عقدها بالقاهرة ، وتأكيد موقف عربى موحد ، أساسه السلام مقابل الدولة الفلسطينية ، وتقديم خطط عربية بديلة لإعمار غزة دون تهجير سكانها.
الإجماع العربى يبدد أوهام ترامب الخيالية فى شراء غزة ، ويحطم مؤامرات نتنياهو فى استكمال خطته الإجرامية ، ومن مصلحتهما أحداث شرخ فى الصف العربى قبل انعقاد القمة ، خصوصا مصر والأردن وهما تحملان العبء الأكبر.. من مصلحة أمريكا وإسرائيل إثارة الريب والشكوك ودق الأسافين ، لإحداث ثغرات ينفذون منها ، تارة بالتهديد بعودة إطلاق النار وأخرى بالتلويح بقطع المعونات، وثالثا بفرض حصار اقتصادى على الدولتين.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية