تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
من تحرير سيناء نتعلَّم!
الهزيمة لا تكسر السلاح فقط، بل الروح، يُصبح الحلم ترفًا والأمل يأسًا، وتتسلَّل إلى الشوارع والعيون والأغانى، وتفقد اللغة معانيها.. والنصر يعيد الرايات ترفرف، ولا يرمم فقط ما انكسر، بل يُعيد تشكيل الوجدان ويرفع الرؤوس.
وكان الطريق إلى الانتصار العظيم مليئًا بالبطولات والتضحيات حربًا وسِلمًا، وأهم الدروس المستفادة أن جيش مصر هو صمام الأمان، ويفتدى البلاد ويصون استقلالها وكرامتها وكبرياءها.
من تحرير سيناء، نتعلَّم معانى وطنية عظيمة، أهمها أن عَلم مصر سيظل مرفوعًا على كامل ترابها الوطنى، ونحكى لأولادنا وأحفادنا عن يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢، وانسحاب آخر جندى إسرائيلى وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، ما عدا مدينة طابا التى اُستردت لاحقًا بالتحكيم الدولى.
ماذا لو لم يتحقق الانتصار ولم يتم تحرير سيناء؟
الهزيمة ليست طلقة فى صدور الجنود، بل شظايا فى أرواح الشعوب، وذلٌّ يتسلَّل فى نظرة الأب لطفله وانكسار الأغنانى وارتباك العلم، ويُصبح التاريخ عبئًا والكرامة حلمًا، والشعوب العظيمة تمرض ولا تموت.
والانتصار لا يُغيِّر الجغرافيا فقط، بل يُعيد ترسيم حدود النفس، وتنهض الأمة ماردًا عملاقًا، تعرف الآن من أين أتت، وإلى أين تستطيع أن تذهب.
وكان مستحيلًا أن يصبر المصريون على شبر واحد من أراضيهم ينام فى أحضان الاحتلال، وكان مستحيلًا أن تستمر البلاد مرهونة بحالة اللا سِلم واللا حرب، وتظل أبواب الأمل مغلقة فى وجه شبابها، الذى كان ينتظر السلام والتطلع إلى المستقبل.
بالفعل كانت أيامًا صعبة ومريرة، ولا يعرف قساوتها إلا مَن عاشها، ولم تذق عيون الوطن طعم النوم، وربط المصريون الحزام على بطونهم ووفَّروا لقمة العيش من أجل اليوم العظيم.. تحرير سيناء.
كان نصرًا عظيمًا، ثمنه أرواح الشهداء والتضحيات، وفاتورته باهظة تحمّلها المصريون عن صبر ورضا، لأن الأرض هى العِرض، وكان مستحيلًا أن يستمر احتلال سيناء أكثر من ست سنوات.
سيناء الغالية هى الأرض التى عبر منها الأنبياء، وتشهد على رحلة النبى موسى، حيث تلقى الوصايا العشر على جبل الطور، ويُشير القرآن الكريم إلى سلسلة من الأنبياء ارتبطت أسماؤهم بسيناء لإبلاغ رسالات الأديان.
ومرَّ النبى إبراهيم بسيناء أثناء رحلته إلى مصر مع زوجته السيدة سارة، والنبى يوسف وجاء إخوته من فلسطين بسبب الجفاف بحثًا عن الطعام، والنبى هارون الذى رافق النبى موسى، والنبى عيسى فى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، واستقبلت الفتح الإسلامى العظيم.
سيناء تجمعنا مهما كانت المشاكل، ويتوحَّد كل المصريين على موقف واحد «سيناء مصرية» ولن تكون غير ذلك، ولها مكانة خاصة فى القلوب؛ لأنها تجمع بين التاريخ والقداسة والبطولة والتضحيات، وتعتبر رمزًا للكرامة الوطنية، وارتوت رمالها بدماء الشهداء الأبرار.
سيناء ليست مجرد قطعة أرض بالنسبة للمصريين، بل هى جزء من هويتهم ووجدانهم، توحد كلمتهم فى السِّلم والحرب، وينتفضون للدفاع عنها أوقات الخطر.
سيناء الصامدة فى وجه مؤامرات التهجير لن تكون إلا للمصريين، ترفض أى محاولات لتغيير هويتها أو إخراجها من الحاضنة الوطنية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية