تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مكافحة الكراهية!

«إذا الإيمان ضاع فلا أمان، ولا دنيا لمن لم يحيِ دينا.. ومن رضى الحياة بغير دين، فقد جعل الفناء لها قرينا».. وحماية الأجيال الجديدة مرهونة بتحصينهم ضد الكراهية، وإعادة بناء العقول وفق مبادئ الوسطية وملاحقة الأفكار الظلامية، قبل أن تتحول إلى قنابل بشرية.

عشنا فى سنوات سابقة أحداثًا قاسية ،عندما نجح المتطرفون فى التسلل إلى عقول الشباب، وأوهموهم أن حزامًا ناسفًا يلتف حول الجسد هو إكليل من الزهور ليلة الزفاف، وأن القنبلة هى الطريق إلى الجنة وحور العين، وأن قتل الأبرياء شهادة تضمن الخلود.

والإرهابيون لم يكونوا فى منازلة مع عدو لدينهم أو محتل لأرضهم، ولا يجاهدون فى سبيل الله ولا يرفعون راية الإسلام، إنما يريقون دماء أبناء دينهم ووطنهم، ويلحقون العار بأهلهم وذويهم، ويظل الإرهابى منبوذًا حيًا وميتًا .

والأكاذيب لم تكن سوى عملية سطو على العقول ومسخ للوعى، حتى صار الشباب الذين وقعوا فى الشباك مجرد أدوات للقتل والتدمير وتجردوا من إنسانيتهم وفقدوا القدرة على التمييز بين الحق والباطل.

وهدف التطرف هو تعطيل العقول، وتحويلها إلى دمى مبرمجة بالريموت كنترول، حتى لا يرى الإرهابى ضحاياه إلا كأعداء، بينما هم فى الحقيقة أبناء بلده، محمد ومحمود وعلى وميلاد وعيسى، إخوة فى الوطن مسلمون ومسيحيون، ويتشاركون فى الدفاع عن بلدهم.

لو توقف أهل الشر لحظة ليسألوا أنفسهم: ماذا جنت الجماعة الإرهابية حين وصلت إلى السلطة؟.. الخراب والحرق والقتل ووضع البلاد على شفا الحرب الأهلية، وأن السلطة كانت حجرًا فى حلوقهم حتى لفظوا أنفاسهم.. فهل يُعقل أن يعيد الشعب التجربة المأساوية؟.

تجديد الخطاب الدينى يعنى مكافحة الفتاوى المتشددة التى تُفرغ النصوص من سياقها، وتُحمّلها ما لا تحتمل، وتقدم للشباب قراءة مظلمة للدين، كما يعنى تقديم «جرعات تنشيطية» من الفكر الوسطى المعتدل، تزرع فى النفوس قيم الرحمة والمحبة والتعايش، وتؤكد أن الإسلام لا يعرف العنف ولا يقبل الغلو.

والخطاب الدينى العصرى، يكون منفتحًا على الواقع وواعيًا بالتحولات، ومصر فيها علماء يمتلكون الجرأة والشجاعة لمواجهة الفكر المنحرف، ويعملون على تحصين العقول ضد دعاوى الكراهية والعنف.

المهمة ليست سهلة، ويقول الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى لقاء تليفزيونى عن تجديد الخطاب الدينى: «كلنا مقصرون وخائفون من التجديد، هناك من هو خائف من أتباعه، وآخر يخاف من الجمهور، وآخر يخشى من المسئولية أمام الله يوم القيامة».

وأضاف: «هناك مثبطات كثيرة، لكن يجب أن نضرب عرض الحائط بكل ذلك، وننزل إلى أرض الواقع ونرى واقع الناس، لأن الشريعة جاءت لإسعاد الناس».

وتابع: «لا بد أن نقدم الشريعة التى تسعد الناس، فى ضوء ضوابط ما جاء به النص الصريح والنص القاطع وضوابط المقاصد العليا للشريعة، والضوابط الأخلاقية التى جاءت بها الشريعة».

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية