تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر وهموم العرب
لم تكن مصر يوما إلا سندا للعروبة والأشقاء، وتحملت أعباء كثيرة فى القضايا والهموم العربية، ليس تفضلا وإنما دفاعا عن الأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى معا، وبينهما علاقة وثيقة تخدم المصالح المشتركة.
فى القضية الفلسطينية تتحمل مصر العبء الأكبر، وفى الاسابيع الأخيرة تتصدى لمحاولات تصفية القضية، وتطرح مقترحات بخطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانها، وتتضمن إعادة بناء البنية التحتية والمساكن، وإنشاء مناطق آمنة داخل القطاع لإيواء الفلسطينيين، وتشكيل إدارة فلسطينية تتولى مسئولية الإشراف على جهود إعادة الإعمار وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.
وتسعى مصر للحصول على دعم مالى من دول المنطقة، والتنسيق مع شركاء أوروبيين لتمويل عملية إعادة الإعمار، والمتوقع مناقشة هذه الخطة فى القمة العربية المزمع عقدها فى القاهرة فى ٤ مارس المقبل، بهدف تنسيق الجهود وحشد الدعم الدولى لضمان تنفيذها بنجاح.
وليس بين مصر وأى دولة عربية إلا التقدير، وتحترم الآخرين وترفض التدخل فى شئونهم، وليس بين المصريين وأى شعب عربى سوى العلاقات الطيبة، خصوصا بعد ان تغير الزمن، وصار المحرك الرئيسى للأمن القومى العربى هو تبادل المصالح والمشروعات المشتركة التى تعود بالخير على الجميع.
فى الأزمة الليبية لم تطلق مصر رصاصة واحدة تجاه الأشقاء الليبيين، وظلت يدها نظيفة ولم تتلوث بقطرة دماء، رغم استفزازات الجماعات الإرهابية هناك، ولم تضطر للتدخل الحاسم إلا دفاعاً عن النفس، وأخذاً لثأر مواطنيها الذين قتلوا غدراً وخسة على سواحل مدينة سرت الليبية.
ووقفت مصر من القضية السورية موقف العدل والقوة والحفاظ على الدماء العربية والدفاع عن الهوية الوطنية، وعدم المساس بوحدة سوريا، ورفضت أن تتورط فى الحرب الدائرة هناك، تحت مسميات براقة، ودعمت الجهود الرامية إلى عودة الاستقرار لسوريا.
وظلت مصر فى ظهر الشعب السورى، مؤيدة لحقه فى الحياة والأمن والطمأنينة وعودة المهاجرين إلى بلدهم ورفع المعاناة عنهم، واستقبلتهم أشقاء أعزاء فى بلدهم الثانى مصر، يتمتعون بنفس حقوق إخوتهم المصريين.
ولم تقترب مصر من الصراع الدائر فى اليمن، لإيمانها بأن دخول الحرب ليس سهلاً، تدعمها تجربتها فى حرب اليمن فى الستينيات التى ورطتها فى صراع دموى استمر سنوات طويلة، وكان سبباً رئيسياً فى إضعاف قواتها وتشتيت الجهد الوطنى بعيداً عن مقتضياته.
مصر لم تشارك فى تدمير العراق، وساهمت فقط فى إخراج القوات العراقية الغازية من أرض الكويت، ورفضت أن تطأ أقدام جنودها الأراضى العراقية، وعارضت بشدة إحلال قوات سلام عربية فى العراق بدلاً من القوات الأمريكية، حتى لا تجد نفسها فى مواجهة الشعب العراقي، الذى كثف عمليات المقاومة ضد القوات الأجنبية، ولا يحمل العراقيون للشعب المصرى إلا المحبة والاحترام، لأنها كانت دائماً مع وحدة الأراضى العراقية، والحفاظ على الدولة وعدم المساس بها.
وتظل مصر بدورها وثقلها السياسى داعمًا رئيسيًا للقضايا العربية، وتسعى دائمًا للحفاظ على الأمن القومى العربي، سواء عبر الجهود الدبلوماسية أو الاقتصادية أو الأمنية، وتأكيد التزامها العروبى والتاريخى تجاه أشقائها العرب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية