تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر ومهمة «لم شمل» الفصائل الفلسطينية!
أشعر بالتفاؤل بشأن نتائج اجتماعات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، فلن تعود الروح للقضية الفلسطينية إلا إذا توحد الفلسطينيون وتركوا خلافاتهم، وتفرغوا لمواجهة الخطر الداهم الذى يهدد وجودهم.
وبكل اللغات مصر هى المسئول الأول عن ملف القضية الفلسطينية، بحكم الحروب التى خاضتها، وأنها دولة الجوار المضطرب، وعلاقتها القوية بكل الأطراف سواء الفلسطينيون أو الإسرائيليون، وتعرف كيف تتعامل مع كل صغيرة وكبيرة فى الملف.
مصر هى القادرة على مساندتهم وتذويب الخلافات وتقريب الرؤى والتطلع الى المستقبل بروح جديدة، وهى التى تحتضن اجتماعاتهم ولم تبادلهم العداء، رغم الأعمال العدائية لحماس فى ظروف صعبة مرت بها البلاد.
ليس وقت التنافس على من يجلس على عجلة القيادة فى المنطقة، والمنطقة كانت مرشحة للانفجار فى أى وقت، والنار كانت المشتعلة هنا وهناك ومهيأة للامتداد فى مناطق أخرى، وبفضل الجهود المخلصة، نحن أمام فرصة تاريخية لإحياء القضية الفلسطينية، تحت مظلة إجماع عربى داعم ومساند، ويضفى قوة للجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.
ما يحدث الآن هو فرصة لإعادة تشكيل الأدوات السياسية والنضالية بما يتناسب مع التحديات المقبلة، وإذا ما توافرت الإرادة، واستمرت القاهرة فى دورها الداعم، فقد يكون الفلسطينيون أمام منعطف يعيد لهم فاعليتهم وقدرتهم على التأثير فى مسار القضية الفلسطينية.
ضاعت الفرصة تلو الفرصة فى صراع السلطتين، وراهنت إسرائيل دائما على الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، وسعت إلى استمرارها وتعميقها، وتبادل الطرفان الاتهامات بالخيانة والعمالة والتفريط فى القضية.
وانعكست الأحداث الأخيرة فى سلوك الفصائل فى مباحثات القاهرة، وطريقة تعاطيها للحوار الداخلي، وإدراك عميق لحساسية المرحلة ودقة التحديات واستيعاب التجارب القاسية التى مر بها الفلسطينيون خلال العامين الماضيين، سواء على مستوى حرب تدمير غزة أو الضغط السياسي، وبدا جليا أن الانقسام أصبح ثغرة واسعة تنفذ منها إسرائيل.
وتحرص مصر دائما على دفع الفصائل نحو المصالحة وصياغة صيغة وطنية توقف الصراع والاستنزاف، وتدرك خطورة المرحلة وأن الفرصة يجب التمسك بها وعدم السماح بضياعها، خصوصا حماس التى تواجه خطر الاختفاء من مسرح الأحداث.
ما يلوح هو محطة جديدة لاستعادة وحدة القرار الفلسطينى وإعادة تشكيل الأدوات السياسية والنضالية بما يتناسب مع التحديات المقبلة، لاجتياز أخطر المحن فى تاريخ الصراع، وقد يكون الفلسطينيون أمام منعطف يعيد لهم فاعليتهم وقدرتهم على التأثير فى مسار قضيتهم.
المقاومة هى «السلاح» و»العقيدة»، وإسرائيل لن تستطيع كسر العقيدة القتالية للفلسطينيين، ومن صالحها والفلسطينيين والمنطقة كلها الاستجابة للجهود المصرية، خصوصًا حماس التى قدمت لها مصر فرصة ذهبية للظهور كطرف أساسى فى المفاوضات الحالية،
ومن هنا تأتى أهمية الإسراع بالمصالحة بين فتح وحماس وأن يتقدم كل طرف خطوات نحو الآخر، واضعين خلف ظهورهم الخلافات والصراع على السلطة، فلم يعد هناك شيء إلا الخراب والدمار.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية