تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > مصر ولبنان.. الاحترام السياسى والتناغم الثقافى !

مصر ولبنان.. الاحترام السياسى والتناغم الثقافى !

من أشهر ما قاله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن لبنان «لبنان قلب العروبة النابض بالحرية «.. ومن أروع ما غنت فيروز لمصر «مصر عادت شمسك الذهب».. وتبقى العلاقات المصرية اللبنانية نموذجًا لمعادلة: الاحترام السياسى والتناغم الثقافى.

علاقات تتميز بعمق تاريخى وسياسى وثقافى يجعلها واحدة من أكثر الروابط العربية تماسكًا واستمرارية، وفى ظل ما يواجهه لبنان من تحديات أمنية وسياسية خلال المرحلة الراهنة، برزت مصر كأحد أهم الداعمين لاستقرار البلد الشقيق، انطلاقًا من موقف ثابت يقوم على احترام سيادته ووحدة أراضيه ورفض أى اعتداء يهدد أمنه أو يزعزع سلامة شعبه.

توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى هى «أمن لبنان واستقراره»، وجاءت زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إلى بيروت قبل نحو أسبوعين، تعكس رسالة واضحة بأن أمن لبنان جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، وأن مصر لن تتخلى عن دورها التاريخى فى صون الاستقرار الإقليمى.

وتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية المصرية إلى بيروت أمس، استمرارًا للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى دعم الحكومة اللبنانية وتعزيز العمل العربى المشترك، وشددت القاهرة على رفضها القاطع لأى عدوان قد تقوم به إسرائيل ضد لبنان، وضرورة احترام القانون الدولى وحماية المدنيين ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة، والحرص على أن يبقى لبنان قويًا ومستقرًا وقادرًا على حماية أراضيه.

والعلاقة بين البلدين ليست سياسية فقط، وتضرب بجذورها فى وجدان الشعبين، ولها تاريخ طويل من التواصل الثقافى والفنى والإعلامى، فمنذ مطلع القرن الماضى كان للمثقفين والصحفيين اللبنانيين دور بارز فى إثراء الحياة الثقافية فى مصر، ولا ننسى أن صحيفة الأهرام أسسها اللبنانيان سليم وبشارة تقلا، ومجلة روزاليوسف أسستها السيدة فاطمة اليوسف، وهذه الروابط الثقافية ليست مجرد وقائع تاريخية، بل هى شهادة على وحدة الوجدان العربى وتداخل المسارات الفكرية بين القاهرة وبيروت.

واعتبر العديد من الفنانين اللبنانيين مصر وطنهم الثانى، حيث احتضنت القاهرة أصواتهم ومواهبهم، الفنانة الكبيرة صباح ونجاح سلام ووديع الصافى ونور الهدى وفهد بلان وبشارة واكيم وسليم سحاب، واحتضنهم الجمهور المصرى بحب ودفء.

وكان لبنان حاضرًا فى قلب الفن المصرى كما كانت مصر دائمًا منصة انطلاق لكبار الفنانين اللبنانيين، وعندما ضاق المجال الفنى فى مصر بعد نكسة ١٩٦٧كان لبنان هو الملاذ الدافئ الذى استقبل الفنانين المصريين وفتح لهم مسارح بيروت وإعلامها، مما عزز جسور المحبة الإبداعية بين الشعبين.

لبنان بلد الجمال والمَحبة والتسامح والتعايش، يستحق أن تبقى سماته الأصيلة محفوظة، وأن يستمر دوره كجسر ثقافى وحضارى فى المنطقة، ومصر بما لها من مكانة ودور تاريخى، تواصل دعمها للبنان لتجاوز الظروف الصعبة وإعادة ترسيخ استقراره.. علاقة تتجاوز حدود الدبلوماسية إلى روابط الأخوة، وتؤكد أن مستقبل البلدين سيظل قائمًا على التعاون والتضامن وحماية الهوية العربية .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية