تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر وأمريكا.. الاحترام المتبادل
أحسن فترات العلاقات المصرية - الأمريكية، عندما يأتى للبيت الأبيض رئيس يحترم الشأن المصري، ولا يدس أنفه فى كل صغيرة وكبيرة، ويؤمن بأن خيارات المصريين فى يد المصريين، وليست مشفوعة برضا أمريكا.
لهذا السبب شعرت بارتياح شديد لرسوب مرشحة الحزب الديمقراطى كامالا هاريس، لأنها مزيج من أفكار ومعتقدات «أوباما» و«بايدن»، والاثنان كانا الأسوأ بالنسبة لمصر والمنطقة، وكانت المخاوف أن تمضى فى نفس الطريق.
وضعت هاريس بنوداً فى برنامجها الانتخابى «صورة طبق الأصل» من برنامج أوباما الذى فجر ما سمى الربيع العربي، تحت شعار كاذب هو تعزيز وحماية حقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واتخذ شكل إشعال الحروب الدينية فى المنطقة.
وتلقفت نفس الجهات التى ساندت الفوضى فى الربيع العربى منذ 15 سنة، برنامج هاريس للدعوة لنفس التدخلات، ولا ننسى أبداً اختراق أوباما السافر للمجتمع المدنى والتمويل وتدريب النشطاء، وغيرها من صور تفجير الدول من الداخل.
أما بايدن فقد حدثت فى فترة حكمه الأهوال، وأخطرها اجتياح غزة والتصفية العرقية وقتل المدنيين بأسلحة أمريكية، وكان يقول التصريح وعكسه، وأثبتت عدم قدرته على الضغط أو التأثير على نتنياهو أو وضع حد لتوسيع دائرة الحروب فى المنطقة.
وهاريس هى الخليط، من استعادة الفوضى تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، واستكمال تصفية الشعب الفلسطيني، بقرارات ظاهرها التوازن وباطنها الانحياز الكامل لإسرائيل.
أما الرئيس ترامب فقد كان حريصاً إبان توليه الحكم سابقاً على ألا يدس أنفه فى الشأن الداخلي، وأصلح كثيراً مما أفسده بوش الابن وأوباما وكونداليزا وهيلاري، الذين يعتبرهم المصريون من أشد من أساءوا للعلاقات المصرية الأمريكية، ولكن لا يمكن أن نراهن على ما سيفعله فى فترة حكمه الجديدة، والرهان على ما سنفعله نحن.
مصر لا يهمها من يسكن البيت الأبيض بقدر ما يعنيها الحوار والتفاهم واحترام الكرامة الوطنية، وعدم المساس بالشأن الداخلي، وأفضل فترات العلاقات كانت فى مد جسور التفاهم والتعاون والصداقة، فأمريكا تحتاج مصر ومصر تحتاج أمريكا.
أمريكا تحتاج مصر لأنها حجر زاوية السلام، وبوابة الاستقرار، والشريك الاستراتيجى القادر على حماية المنطقة من السقوط والفوضى، والقوة الضاربة التى خاضت ولاتزال حرباً لا هوادة فيها ضد الإرهاب.
أمريكا كادت أن تسقط - أيضاً - تحت ضربات الإرهاب فى أحداث 11 سبتمبر، وربما استوعبت بعد ذلك استراتيجية مصر الثابتة بأن الإرهاب يستهدف الإنسانية كلها ،ولا وطن له ولا دين ولا جنسية ،عكس ما يعقده الحزب الديمقراطى الأمريكي.
وأسوأ فترات العلاقات المصرية - الأمريكية، حين تصور حكام «الفوضى الخلاقة»، أن ربيعهم يمكن أن يأتى لدول وشعوب المنطقة بالديمقراطية، فانقلبت «جنة» ديمقراطيتهم إلى «جهنم»، وتركوا المنطقة فى أتون حروب دينية تأتى على الأخضر واليابس.
لم تعد مصر قبل 25 يناير هى ما بعدها، اختلفت الأمور، وسقطت نظريات ومفاهيم، وحلت «أوراق جديدة» على أرض الواقع، أهم بنودها «الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية